لا يقتصر اللعب على توفير المُتعة للأطفال فقط، بل يُعتبر من أهمّ الوسائل التي تساعد على تعلّم الأطفال، فاللعب يُمكّنهم من مُمارسة كافّة النشاطات التي سيحتاجون لها عندما يبلغون سنّ الرشد، ولتحقيق النمو والتطوّر السليم لدى الأطفال فعليهم قضاء بعض الوقت في اللعب مع شخص يهتمّ بهم، إذ يتوجّب على الآباء تخصيص بعض الوقت للعب مع طفلهم الأوّل أو الوحيد، بينما في حال وجود أكثر من طفل فإنّهم كإخوة يلعبون بشكل طبيعي وتلقائي مع بعضهم البعض، ويُمكن أن يؤدّي الوالدان هنا دوراً فعّالاً في اللعب مع الإخوة.
يذكر الأستاذ الباحث في كُليّة بوسطن بيتر جراي في مقال له نُشر في المجلة الأمريكيّة للتشغيل في عام 2011م أنّ توقّف الأطفال عن اللعب يؤثّر بشكل كبير على التطور العاطفيّ لديهم، ويزيد من احتمال إصابتهم بالقلق، والاكتئاب، ومشاكل السيطرة على النفس، كما وضّح أنّ الامتناع عن اللعب في مرحلة الطفولة يتسبّب في فشل الشباب في اكتساب المهارات الاجتماعيّة والعاطفيّة الضروريّة لتطورّهم النفسي الصحي.
توصي الجمعية الوطنيّة للرياضة والتربية البدنية (NASPE) بحصول الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين عام واحد وثلاثة أعوام على نصف ساعة كحدّ أدنى من النشاط البدني تحت إشراف أحد البالغين، وساعة كحد أدنى من النشاط البدني غير المنتظم أي اللعب الحر خلال اليوم الواحد، وعلى وجه العموم لا يُنصح ببقاء الأطفال غير نشطين لأكثر من ساعة في كلّ مرة، باستثناء وقت النوم، وعلى الرغم من أنّ هذا الأمر سيكون صعباً وشاقاً على الوالدين، ومقدمي الرعاية إلا أنّ الأطفال الصغار بأمسّ الحاجة للحصول على قدر كافٍ من الانشطة الحركيّة واللعب.