ماهي أواني الطعام المنتشرة بمنطقة الباحة في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
ماهي أواني الطعام  المنتشرة بمنطقة الباحة في المملكة العربية السعودية

ماهي أواني الطعام  المنتشرة بمنطقة الباحة في المملكة العربية السعودية.

 
كان معظم أواني إعداد الطعام وتقديمه يُصنع محليًّا، فالقدور كانت تُصنع من الفخار، أو تُنحت من الأحجار، والأقداح تُصنع من شجر (الغَرَب)، وكذلك الصحون والصحاف التي يُقدَّم فيها الطعام، وكانوا يغرفون المرق بملاعق كبيرة مصنوعة من الخشب لها عصا تمكن من مسكها واستخدامها، وتلك الملاعق الكبيرة تُسمى (المذانب؛ جمع مِذْنَب)،  وكانوا يصنعون أطباقًا بأحجام مختلفة من سعف النخيل لوضع الدقيق والخبز والتمر والقهوة ومتطلباتها فيها، ويصنعون من سعف النخيل سُفَرًا دائرية أو مستطيلة لوضع المائدة عليها.
 
وكانت الصحون (الصحاف) الخشبية ذات أحجام مختلفة؛ فمنها الصغير ومنها المتوسط، ومنها الكبير الذي تُوضع له علَّاقات في أطرافه ليحمله عدد من الأشخاص عندما يمتلئ بالطعام، وقد يحمله اثنان أو ثلاثة أو أربعة حسب حجمه، ومعظمها كان مما يمكن حمله من قِبَل شخصين، وهذا النوع يُزيَّن بنقوش مختلفة في أطرافه، ويكون مظهره جميلاً وبديعًا.
 
أما القدور الكبيرة التي تُطبخ فيها الذبائح فكانت تُصنع من النحاس بوساطة صُنَّاع محليين، وبعضها يُجلب من المدن المجاورة مثل الطائف ومكة. وكان الناس يستعيرون تلك القدور من بعضهم عند الولائم والمناسبات الكبيرة. وفي فترات لاحقة تم استخدام المنتجات الصناعية مثل (الطيس؛ جمع طاسة)  وهي وعاء يشبه القدح يُصنع من المعادن، والصحون المعدنية، والقدور بأحجامها المختلفة.
 
أما الخبزة فإنها تُعد بوساطة حجر رقيق وصلب، ويكون طول قطره في الغالب 1م تقريبًا، ويُرفع عن الأرض بوساطة الأثافي (وتُسمى محليًّا بـ "الأثاثي").
 
أما المخووض والمشرَّق فيُعدان غالبًا بوساطة (صاج) من الحديد يُعد لهذا الغرض، وتكون له يد طويلة ليسهل مسكه وتحريكه ونقله.
 
 العادات المرتبطة بالطعام
 
اشتُهر سكان الباحة بالكرم، وخصوصًا بالنسبة إلى مَن يمر بالمنطقة من قاصدي الديار المقدسة من الحجاج والمعتمرين، وكان الناس - ولا يزالون - يضعون قيمة عالية للكرم والكريم، فالكريم إنسانٌ له مكانة اجتماعية رفيعة، ويستحق التقدير والاحترام، وطلباته غالبًا مجابة، بعكس البخيل الذي ينظر إليه الناس باحتقار وازدراء، ويضعونه في أسفل السلم الاجتماعي. وتُعد نظرة المجتمع إلى الكرم من أهم وسائل الضبط الاجتماعي، وممارسة الضغط على الأفراد لسلوك طريق الكرماء، والبعد عن البخل وأساليب البخلاء.
 
وكان الضيف إذا لم يكن يعرف أحدًا يذهب إلى المسجد، ومن هناك يجد من يدعوه إلى منـزله ليقدم له ما في وسعه من طعام وشراب ومأوى. أما الضيف الذي له صديق - أو أصدقاء - فإنه يذهب إلى منـزل صديقه. وغالبًا ما تُذبح الذبائح للصديق والعائد من سفر من أفراد الأسرة، وتُصنع خبزة كبيرة أو أكثر من خبزة، وتُقسم إلى قطع صغيرة، وتُوضع بشكل دائرة أو مستطيل على السفرة، وتُوضع المرقة في الوسط. وأول من يدنو إلى الطعام الضيوف، فإذا انتهوا جاء المدعوون من سكان القرية، وكان يأتي من كل بيت في الغالب شخص واحد أو اثنان. وبعد الانتهاء من تناول الخبزة والمرق تُرفع المائدة، وتُقدم الذبيحة - أو الذبائح - مقطعة في صحن أو أكثر حسب عددها، ويتم الترحيب بالضيوف، ويُقال غالبًا: (بلال عشاكم والله يحيي لحاكم)، أو (حياكم الله على يسر الله)، وبعضهم يستخدم منظومة طويلة في الترحيب مثل قول أحدهم: (مرحبا هيل عداد السيل، مرحبا عند من لا شنا، وإن كان شنا على الحد انثنى لو كان أنا. مرحبا بالبعيد والقريب ترحيب أحلى من السكر والحليب)، وبعد ذلك تُؤخذ الذبائح إلى وسط المجلس أو إلى زاوية من زواياه، ويتم تقطيعها وتوزيعها في صحون حسب عدد الضيوف، وبعد الانتهاء يمسحون أيديهم بكيس من الخيش. وفي بعض القرى يدنو الضيوف إلى اللحم المخصص لهم، ويُعطى سكان القرية نصيبهم من اللحم في أيديهم، إن شاؤوا أكلوه، وإن شاؤوا ذهبوا به إلى منازلهم وأشركوا بعض أفراد أسرتهم.
 
وبعد أن أصبح استخدام الأرز شائعًا كان بعضهم يقدم الذبائح ويرحب بالضيوف، ويتم نقلها وتقطيعها وتوزيعها على الأرز، وتقديمها للجميع، وفي مرحلة متأخرة أصبح يتم تقطيعها في مكان الطبخ وتوزيعها على الأرز وتقديمها للضيوف والحاضرين دفعة واحدة. ولا تزال الخبزة والمرق إلى اليوم تُقدم بجوار الأرز في كثير من المناسبات الخاصة والمختصرة، إذ يُوضع الأرز وعليه اللحم في وسط المائدة، وتُوضع قطع الخبزة والمرق والفواكه المختلفة المحلية والمستوردة من حوله.
 
مظاهر الثبات والتغير
 
تُعد الأكلات الشعبية من الجوانب القليلة التي لم تتأثر كثيرًا بالتغيرات المعاصرة، فلا يزال الناس يحرصون على تناول الوجبات الشعبية مثل الخبزة والعصيدة، ويقدمونها لضيوفهم مع الذبائح والأرز، ويرى بعضهم أن الأكلات الشعبية تُعد أفضل وسيلة للتعبير للضيف عن التقدير والاحترام، وحتى الذين يعيشون في المدن يتناولون تلك الوجبات من وقت إلى آخر. وقد سهلت المنتجات الحديثة طرق إعداد تلك الوجبات، فالعصيدة مثلاً أصبحت تُعد في قدر مخصص لها له غطاء فيه محرك لولبي موصول بالكهرباء يقوم بتحريك الدقيق في الماء حتى ينضج، وكانت العصيدة تأخذ جهدًا ووقتًا كبيرين من النساء.
 
وقد اختفت بعض أدوات صنع الطعام مثل القدور الفخارية، والمذانب، والأقداح المصنوعة من الخشب، وصحاف الخشب، ولكن بدأت صحون الخشب تعود إلى الاستعمال وأصبحت تُباع في الأسواق لما لها من منظر جميل، ولكونها صحية ورديئة التوصيل للحرارة.
 
شارك المقالة:
60 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook