اضطراب ما بعد الصدمة أو ما يعرف علميا باسم “اضطراب الكرب التالي للصدمة النفسية” ويختصر بـ (PTSD) هو اضطراب قلق ناجم عن أحداث قاسية وصادمة أو مخيفة ومؤلمة.
يمكن أن تؤثر أعراض اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) بشكل كبير على الحياة اليومية للشخص.
في معظم الحالات، تظهر الأعراض خلال الشهر الأول بعد وقوع الحدث الصادم، ولكن في بعض الحالات القليلة يمكن أن يحدث تأخر بظهور الأعراض لعدة أشهر أو حتى سنوات، وبالتالي تكون أعراض بعضهم أقل وضوحًا، بينما تكون الأعراض حادة لدى الآخرين.
يمكن أن تختلف أعراض اضطراب ما بعد الصدمة بشكل كبير بين الأشخاص، ولكن بشكل عام تندرج ضمن الفئات الموضحة أدناه.
ذكريات الماضي (Flash-backs
الكوابيس
تخيل الصور أو المشهد بشكل قسري ومتكرر. حدوث بعض الأعراض الجسدية مثل الألم والتعرق والشعور بالغثيان أو الارتعاش
يحاول بعض الأشخاص تجنب تذكر الحدث المؤلم المسبب لاضطراب ما بعد الصدمة، مثل الذهاب إلى الأماكن التي تذكرك بالصدمة أو الحديث مع الأشخاص الذين لهم علاقة بالحدث، أو حتى تجنب التحدث إلى أي شخص حول التجربة القاسية.
كما يحاول العديد من الأشخاص الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة إخراج ذكريات الحدث عن أذهانهم عن طريق شغل أنفسهم أو وقتهم بالعمل أو الهوايات. البعض الآخر من لأشخاص يحاولون التعامل مع مشاعرهم من خلال إجبار نفسهم على عدم الشعور بأي شيء على الإطلاق. هذا يعرف بالتخدير العاطفي (Emotional Numbing) وقد يتخلون علن انشطتهم الاجتماعية، لكن يمكن أن ينعكس ذلك عليهم سلبيا حيث يعانون من العزلة والانسحاب الاجتماعي.
2- إيذاء النفس أو السلوك المدمر مثل تعاطي المخدرات أو تناول الكحول بكثرة.
3-أعراض جسدية مثل الصداع والدوخة وآلام في الصدر وآلام في المعدة.
4- يمكن أن يحدث لدى المصابين مشاكل بالنوم مثل الأرق كما قد يجدون صعوبة بالتركيز.
أي موقف يجده الشخص مؤلمًا يمكن أن يسبب اضطراب ما بعد الصدمة.
يمكن أن تشمل هذه:
يمكن أن تتطور اضطرابات ما بعد الصدمة فورًا بعد تجربة الشخص للحدث المزعج، أو قد يحدث بعد أسابيع أو شهور أو حتى سنوات.
يمكن أن يحدث اضطراب ما بعد الصدمة لشخص واحد من بين كل ثلاثة أشخاص يعانون من تجربة مؤلمة، لكن ليس من الواضح بالضبط سبب تطور بعض الحالات لدى البعض بينما لا يصيب الأخرين.
اضطراب ما بعد الصدمة المعقد (PTSD)
يمكن أن يحدث حالة تسمي اضطراب ما بعد الصدمة المعقد للأشخاص الذين يتعرضون لظروف قاسية على مدى طويل وبشكل متكرر مثل الإهمال الشديد أو سوء المعاملة أو العنف. ويتظاهر عادة بأعراض مشابهة لاضطراب ما بعد الصدمة ولكن قد لا يتطور إلا بعد سنوات من وقوع الحدث.
غالباً ما تكون الأعراض أكثر حدة إذا تعرض الشخص للظروف القاسية بمرحلة مبكرة من حياته، كما يمكن أن يؤثر ذلك على نموه.
متى يجب طلب المشورة الطبية؟
من الطبيعي أن تحدث الأفكار المزعجة والمربكة بعد حدث صادم، لكن معظم الأشخاص يتحسنون بشكل طبيعي خلال بضعة أسابيع.
يُفضل مراجعة طبيبا عاماً إذا استمرت الأعراض والاضطرابات لمدة أكثر من 4 أسابيع بعد التجربة الصادمة، أو إذا كانت الأعراض مزعجة بشكل كبير، وبناءً على الأعراض يمكن أن يقرر الطبيب العام إحالة المريض لأخصائي الأمراض النفسية للتقييم والمساعدة.
يمكن علاج اضطراب ما بعد الصدمة بنجاح، حتى لو ظهرت الأعراض بعد عدة سنوات من وقوع الأحداث الصادمة.
تعتمد طببيعة العلاج ومدته على شدة الأعراض والفترة الفاصلة بينها وبين وقوع الأحداث الصادمة.
خيارات العلاج:
اضطراب القلق ما بعد الصدمة عند الأطفال
متى يجب طلب المشورة الطبية؟
كما لدى البالغين، يمكن أن يعاني الطفل من بعض الأفكار المزعجة والمربكة بعد التعرض لحدث قاسي وصادم، ولكن يمكن أنت تتحسن الأعراض خلال أسابيع.
يفضل زيادة الطبيب العام بحال لم تتحسن الأعراض خلال 4 اسابيع، بعد حدث صادم ، لكن في معظم الناس تتحسن هذه الأمور بشكل طبيعي على مدار بضعة أسابيع، حيث يمكن للطفل مناقشة بعض الأموار والمخاوف مع الطبيب.
العلاج لدى الأطفال والشباب
ينصح عادةً بالعلاج المعرفي السلوكي المركّز على الصدمات للأطفال والشباب المصابين باضطراب ما بعد الصدمة.
يتضمن هذا عادةً دورة من 6 إلى 12 جلسة يتم تصميمها لتناسب عمر الطفل وظروفه ومستوى نموه.
عند الاقتضاء ، يشمل العلاج التشاور مع أسرة الطفل وإشراكها.
الأطفال الذين لا يستجيبون للعلاج المعرفي السلوكي المركّز على الصدمات النفسية، يتم علاجهم بحركات العينين ( EMDR)
الحالات التي تزيد من خطر حدوث اضطراب القلق ما بعد الصدمة:
يعاني حوالي ثلث الأشخاص الذين يتعرضون لظروف وأحداث قاسية وصادمة من متلازمة ما بعد الصدمة، ويرجح أن تزيد العوامل التالية من حدوث هذا الاضطراب:
تفسير حدوث حالة اضطراب ما بعد الصدمة:
يعتقد بعض الباحثون أن سبب هذه الحالة هي غريزة البقاء، إذ ان تذكر الحدث بشكل متكرر، يمكن أن يفيد بتفادي أحداث مشابهة بالمستقبل، أو أن البقاء بحالة التيقظ والتحفز، يمكن أن تساعد بالدفاع عن النفس بحال حدوث أحداث مفاجئة. لكن وعلى الرغم من ذلك، تبقى ردود الفعل هذه غير مفيدة بشكل عام وخاصة إذا زادت شدتها، لانها تعيق ممارسة الشخص لحياته اليومية.
وجود مستويات عالية من الأدرينالين: أظهرت الدراسات أن الأشخاص الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة لديهم مستويات غير طبيعية من هرمونات التوتر مثل الأدرينالين، وهو الذي يحفز الجسم ويبقيه بحالة (قتال أو هروب)، ويؤدي ايضا إلى تبلد المشاعر.
تغييرات في الدماغ: بينت بعض الدراسات وجود اختلاف في أجزاء الدماغ المسؤولة عن الاستجابة العاطفية “الحصين” حيث يبدو أصغر حجما، لدى الذين يعانون من ا ضطراب ما بعد الصدمة. يُعتقد أن هذا التغير التشريحي يمكن أن يكون مسؤولاً عن مشاعر الخوف والقلق ومشاكل الذاكرة وذكريات الماضي.
يمكن أن تؤدي عدم فعالية الحصين إلى عدم السيطرة على ذكريات الماضي (Flash-back) والكوابيس وبالتالي القلق لا تخف شدته مع مرور الوقت.
باختصار، اضطراب ما بعد الصدمة هو حالة قلق حقيقية ويحتاج الشخص الذي يعاني منه من دعم ومتابعة حتى التأكد من تخطي الأحداث الصادمة، وفي حالة عدم قدرته على ذلك، لا بد من مراجعة الطبيب أو الأخصائي النفسي للمساعدة على ضبط الأعراض.