ماهي اسباب الكولون العصبي وماهي أعراضه وكيفية العلاج

الكاتب: دعاء الحاج حمادي -
ماهي اسباب الكولون العصبي وماهي أعراضه وكيفية العلاج

ماهي اسباب الكولون العصبي وماهي أعراضه وكيفية العلاج.

الكولون العصبي أو متلازمة الكولون المتهيج   (Irritable Bowel syndrome-IBS)، حالة  شائعة وطويلة الأمد تصيب الجهاز الهضمي، يمكن أن يسبب نوبات من  التشنج في المعدة مع الانتفاخ والإسهال و / أو الإمساك.

تختلف الأعراض وشدتها من شخص لآخر، كما أنها قد تظهر أو تزول في فترات تستمر من بضعة أيام إلى بضعة أشهر في كل مرة، وغالبا ماترتبط بالتوتر أو تناول أطعمة معينة.

يمكن أن يحدث بعض الارتياح من أعراض الكولون العصبي بعد الذهاب للحمام أو التبرز.

يعتقد أن ما يقارب 20% من الناس يعانوا من  الكولون العصبي في مرحلة من مراحل حياتهم، وعادة ما يظهر لأول مرة بعمر 20 و 30 سنة، ونسبة حدوثه عند النساء تكون حوالي ضعف ما يحدث عند الرجال.

هي حالة تستمر مدى الحياة في أغلب الأحيان، لكن يمكن أن تتحسن مع مرور الوقت.

أسباب الكولون العصبي

لم يتم تحديد سبب معين للإصابة بالكولون العصبي حتى الآن ولكن يعتقد معظم الخبراء أنه يتعلق بإضراب بحركة الأمعاء والهضم  وزيادة بحساسية الأمعاء، بالإضافة للعوامل النفسية كالتوتر والشدة.

اضطراب بحركة الأمعاء والهضم:

يقوم الجهاز الهضمي عادة بنقل الطعام  من المعدة إلى الأمعاء  ومن ثم الفضلات إلى الكولون عن طريق حركة ايقاعية منظمة تتناوب بين الانقباض والاسترخاء التي تقوم بها عضلات الأمعاء.

لكن، في الكولون العصبي، يحدث اضطراب بالآلية التي تتم بها حركة الأمعاء حيث أنها قد تتحرك بسرعة كبيرة وتسبب الاسهال لعدم قدرة الجهاز الهضمي على امتصاص الطعام والسوائل، أو تتحرك ببطء وتسبب الإمساك بسبب امتصاص الماء من الأمعاء والكولون بسبب بقاء الطعام مدة طويلة فيها.

في بعض الأحيان، لا يمر الطعام عبر الجهاز الهضمي بشكل صحيح لأن الإشارات العصبية بين الجهاز العصبي والدماغ تتعطل أو أن لا تكون بشكل سليم.

فسر البعض حدوث الكولون العصبي كنتيجة لاضطراب في امتصاص الصفراء التي يتم افرازها من الكبد وتراكمها في الجهاز الهضمي.

زيادة حساسية الأمعاء

يذهب العديد من الأحاسيس من الجهاز الهضمي إلى الدماغ الذي يدرك حاجة الشخص للأكل عن طريق الإحساس بالجوع أو الحاجة للتبرز. في بعض الأحيان يحدث زيادة في تقصات وحركة الأمعاء، قد تسبب بعض الانزعاج أو تكون غير ملاحظة عند الأشخاص الطبيعيين، ولكن لدى المرضى الذين يعانوا من الكولون العصبي، تكون الأعراض والألم زائداً بسبب فرط الحساسية لديهم.

عوامل نفسية

وهناك أيضا بعض الأدلة تشير إلى أن العوامل النفسية تلعب دورا هاما في القولون العصبي، ولكن هذا لا يعني أن الكولون العصبي هو مرض نفسي وعقلي فقط، حيث أن الأعراض  حقيقية ولكن الحالات العاطفية والتوتر والقلق يمكن أن تؤدي إلى تغييرات كيميائية تتداخل في وظيفة الجهاز الهضمي.

الظروف النفسية تؤثر حتى على الاشخاص الذين ليس لديهم الكولون العصبي، حيث يلاحظ العديد حدوث تغيير مفاجئ في عادات الأمعاء عندما مواجهة ظروف صعبة مثل امتحان مهم أو مقابلة عمل.

لوحظ أن العديد من الأشخاص المصابين بالقولون العصبي تعرضوا لحادث صادم خلال طفولتهم مثل سوء المعاملة أو الإهمال أو مرض خطير أو فاجعة، وكذلك يمكن أن تسبب التجارب الصعبة في الماضي زيادة في حساسية الأمعاء للشدة النفسية والتوتر.

العوامل المهيجة لأعراض الكولون العصبي:

بعض الأطعمة والمشروبات يمكن أن تحرض على ظهور أعراض القولون العصبي، وتختلف هذه المحرضات  من شخص لآخر،  ومن أكثرها شيوعا:

  • الكحول
  • المشروبات الغازية
  • الشوكولاتة
  • المشروبات التي تحتوي على الكافيين مثل الشاي أو القهوة أو الكولا
  • الوجبات الخفيفة المصنعة مثل رقائق البطاطس والبسكويت
  • الأطعمة الدسمة والمقلية.

يمكن لحفظ مذكرات بالاطعمة التي تسبب ظهور الأعراض أن تفيد في تحديدها وتجنبها لاحقا للتقليل من الأعراض.

الأعراض الرئيسية للكولون العصبي

  • ألم في المعدة وتقلصات معوية، عادة ما تختفي بعد التبرز.
  • تغير في عادات الأمعاء مثل الإسهال والإمساك أو الإثنين في بعض الأحيان.
  • الشعور بالانتفاخ بالبطن مع إخراج الكثير من الغازات.
  • الحاجة الملحة للذهاب إلى المرحاض في بعض الأحيان، مع الشعور بعدم إفراغها تماما بعد الانتهاء من التبرز.
  • خروج المخاط مع البراز في بعض الأحيان.

بالإضافة إلى الأعراض الرئيسية المذكورة أعلاه، يعاني بعض الذين لديهم الكولون العصبي من عدد من المشاكل الأخرى مثل:

  • نقص الطاقة (الخمول)
  • الغثيان
  • آلام الظهر
  • مشاكل المثانة مثل الحاجة إلى الاستيقاظ للتبول ليلا، أو الحاجة الملحة للتبول وصعوبة إفراغ المثانة بشكل كامل.
  • الألم أثناء ممارسة الجنس .
  • سلس البول

علاج الكولون العصبي:

لا يوجد علاج شاف للكولون العصبي ولكن يمكن السيطرة على الأعراض في كثير من الأحيان عبر تعديلات بطبيعة الطعام المتناول ونمط الحياة مثل:

  •  التقليل من تناول الأطعمة أو المشروبات التي تؤدي لظهور الأعراض وحدوث الانزعاج.
  • تعديل كمية الألياف في الأطعمة حسب الأعراض
  • ممارسة الرياضة بانتظام.
  • التقليل قدر المستطاع من التوتر والشدة النفسية.
  • يمكن في بعض الأحيان وصف بعض الأدوية الضرورية للتخفيف من الأعراض المزعجة.

الحمية الغذائية صديقة الكولون العصبي:

تغيير النظام الغذائي يساهم بشكل كبير في السيطرة على أعراض الكولون العصبي، ولكن ليس هناك نظام غذائي يناسب الجميع، حيث أن كل شخص تناسبه أطعمة معينة، لذلك من المفيد الاحتفاظ بمذكرة عن الغذاء وتسجيل ما إذا كانت بعض الأطعمة تزيد من شدة الأعراض ويحدث الارتياح عند تجنبها.

وغالبا ما ينصح الأشخاص الذين يعانون من القولون العصبي بتعديل كمية الألياف في نظامهم الغذائي وذلك حسب أعراضهم.

يوجد نوعان رئيسيان من الألياف: الألياف القابلة للذوبان بالماء والألياف غير القابلة للذوبان.

من الأطعمة التي تحتوي على الألياف القابلة للذوبان وتشمل: الشوفان و الشعير والذرة و الفاكهة  مثل الموز والتفاح والخضروات الجذرية  مثل الجزر والبطاطس و بذور الكتان.

الأطعمة التي تحتوي على الألياف غير القابلة للذوبان وتشمل: الخبز والحبوب الكاملة والنخالة و الحبوب و المكسرات والبذور.

إذا كانت الإسهال هو العرض الذي يعاني منه المصاب بالكولون العصبي، يمكن أن يساعد خفض الألياف غير قابلة للذوبان في التخفيف من الإسهال. وعلى العكس، إذا كان الإمساك هو المشكلة المزعجة لدى مرضى الكولون العصبي، يمكن لزيادة كمية الألياف القابلة للذوبان في النظام الغذائي وكمية المياه أن تساعد على التقليل من التخفيف من الإمساك.

بشكل عام، يمكن اتباع النصائح التالية أن تساعد في تخفيف أعراض الكولون العصبي:

  • تناول وجبات منتظمة وتناول الطعام ببطء.
  •  عدم ترك وجبة أو البقاء لمدة طويلة من دون طعام.
  •  شرب ما لا يقل عن ثمانية أكواب من السوائل يوميا وخاصة المياه وغيرها من المشروبات التي لا تحتوي على الكافيين، مثل شاي الأعشاب.
  •  الحد من تناول الشاي والقهوة بكمية أقصاها ثلاثة أكواب في اليوم.
  •  تقليل كمية الكحول والمشروبات الغازية.
  • تحديد كمية الفواكه الطازجة إلى ثلاثة قطع فقط.
  • في حال وجود إسهال، يفضل تجنب السوربيتول، وهو محلول اصطناعي موجود في الحلويات الخالية من السكر بما في ذلك العلكة والمشروبات وبعض منتجات السكري والتخسيس.
  • في حال وجود الغازات وانتفاخ البطنن قد يساعد تناول الشوفان وحبوب الإفطار أو العصيدة المصنعة من الشوفان وبذور الكتان حتى ملعقة كبيرة في اليوم في التخفيف من الأعراض.

ممارسه الرياضه

كثير من الناس يجدون أن ممارسة الرياضة تساعد على تخفيف أعراض الكولون العصبي.

يفضل ألّا تقل مدة الرياضة عن 150 دقيقة اسبوعيا من النشاط الهوائي المعتدل الشدة، مثل ركوب الدراجات أو المشي السريع.

يجب أن تكون ممارسة الرياضة مجهدة بحيث تؤدي لزيادة معدل ضربات القلب والتنفس.

الحد من التوتر والقلق:

يمكن للحد من مستويات التوتر والقلق أن يخفف من شدة أعراض الكولون العصبي، ويمكن تحقيق ذلك من خلال:

  • تقنيات الاسترخاء مثل التأمل أو تمارين التنفس.
  • الأنشطة البدنية  مثل اليوغا والبيلاتس.
  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام كالمشي أو الجري أو السباحة.
  • كما يمكن الاستفادة من العلاج السلوكي المعرفي في التخفيف من شدة التوتر.

تناول البروبيوتيك Probiotics:

البروبيوتيك من المكملات الغذائية التي تساعد على تحسين صحة الجهاز الهضمي، حيث أنها تحتوي على ما يسمى “البكتيريا الصديقة” التي تساعد على استعادة التوازن الطبيعي  لبكتيريا الأمعاء الخاص بكل شخص.

يجد بعض الأشخاص تحسن الأعراض عند تناول البروبيوتيك ولكن هناك القليل من الأدلة العلمية لدعم هذا وليس من الواضح بالضبط مقدار الفائدة التي تقدمها البروبيوتيك.

الأدوية

وهناك عدد من الأدوية المختلفة يمكن استخدامها للمساعدة في علاج الكولون العصبي ومنها:

مضادات التشنج:

مثل البسكوبان (Buscopan) تساعد على الحد من آلام البطن  وكذلك ميبيفيرين mebeverine وزيت النعناع. الآثار الجانبية المرتبطة مضادات التشنج نادرة، ومع ذلك، قد يعاني  الذين يتناولون زيت النعناع في بعض الأحيان من حرقة وتهيج على الجلد حول فوهة الشرج.

الملينات:

تساعد في تخفيف الإمساك.

الأدوية المخفضة لحركة الأمعاء:

مثل لوبراميد Lopramide   الذي يعمل على إبطاء تقلصات العضلات في الأمعاء، مما يبطئ السرعة التي يمر الطعام من خلال الجهاز الهضمي وهذا يسمح لمزيد من الوقت للبراز كيف يتصلب عبر امتصاص كمية أكبر من الماء.

مضادات الاكتئاب:

جرعة منخفضة من مضادات الاكتئاب يمكن أن تساعد أيضا في الحد من آلام في المعدة والتقلصات مستقلة عن أي تأثير مضاد للاكتئاب

العلاجات النفسية

عند استمرار  أعراض الكولون العصبي  المزعجة بعد 12 شهرا من العلاج، قد يحتاج المريض لاستشارة نفسية وذلك لمساعدته في السيطرة على حالته بشكل أفضل، وهناك أدلة جيدة تشير إلى أنها قد تساعد بعض الناس مع السيطرة على أعراض الكولون العصبي، ومن هذه العلاجات التي يمكن تقديمها للأشخاص الذين يعانون من الكولون العصبي:

  •  العلاج النفسي  الذي يشمل التحدث إلى المعالج المدرب لمساعدة المريض في النظر إلى مشاكله بشكل أعمق وبذلك لمساعدته على التغلب على القلق والتوتر.
  •  العلاج السلوكي المعرفي: هو العلاج النفسي الذي ينطوي على فحص كيفية ربط المعتقدات والأفكار بالسلوك والمشاعر، ويعلم على طريقة تغيير السلوك والتفكير في التعامل مع الحالة المرضيية.
  •  العلاج بالتنويم المغناطيسي: يتم استخدام التنويم المغناطيسي لتغيير موقف العقل اللاواعي الخاص بالمريض تجاه أعراض مرضه.

التأقلم مع مرض الكولون العصبي:

لا يمكن التنبؤ بما يمكن أن يحصل من أعراض لدى الذين يعانوا من الكولون العصبي. قد تمر أشهر من دون أعراض، لكن يمكن أن يحصل التهاب وظهور مفاجئ بالأعراض المزعجة.

غالبا ما تكون الحالة مؤلمة ومزعجة وتؤثر سلبيا على نوعية الحياة والحالة العاطفية للمرضى وقد تسبب في بعض الحالات أعراض الاكتئاب والقلق.

فقط للتأكيد أن الكولون العصبي لا يزيد من احتمال حدوث سرطان الأمعاء أو غيرها من الحالات المرضية المتعلقة بالأمعاء.

شارك المقالة:
177 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook