ماهي اعراض الحصيات المرارية وماهو علاجها

الكاتب: دعاء الحاج حمادي -
ماهي اعراض الحصيات المرارية وماهو علاجها

ماهي اعراض الحصيات المرارية وماهو علاجها .

حصيات المرارة هي عبارة عن حصى أو رمال صغيرة تتكون عادة من الكولسترول وتتوضع في المرارة، وفي معظم الأحيان لا يوجد لها أعراض وتُكتشف بالصدفة، ولكن عند تسببها بانسداد فتحة القناة المرارية، تسبب أعراض حادة مثل الألم البطني المفاجئ والذي يستمر لعدة ساعات.

الأعراض

معظم حالات الحصيات المرارية لا تسبب أي أعراض، ويتم اكتشافها بالصدفة عند إجراء استقصاء على البطن مثل التصوير بالأمواج فوق الصوتية، ولكن في أحيان أخرى يتم معرفة وجود حصيات مرارية عند حدوث اختلاط أو مشكلة صحية ناجمة عن وجود الحصيات المرارية مثل حدوث التهاب طرق صفراوية أو التهاب مرارة أو انسداد بالأقنية الصفراوية بسبب الحصيات.

بشكل عام، تتظاهر الحصيات المرارية بما يلي:

الألم البطني:

يسمى بالقولنج الصفراوي، ويظهر فجأة ويستمر لعدة ساعات، ولكن أحيانا يمكن أن يزول خلال دقائق.

 يتوضع الألم إما في منتصف البطن أو تحت الأضلاع بالجهة اليمنى، وقد ينتشر إلى الكتف الأيمن.

من ميزات ألم القولنج الصفراوي أنه لا يزول بالذهاب إلى الحمام أو بتفريغ الغازات، ويتحرض بتناول الأطعمة الدسمة ويمكن أن يحصل بأي وقت خلال اليوم.

قد يترافق الألم ببعض الأحيان بالشعور بالغثيان والإقياء والتعب والتعرق .

الأسباب

يعتقد أن الحصيات المرارية تنجم عن عدم توازن في التركيب الكيميائي للصفراء داخل المرارة (هو السائل الذي ينتجه الكبد ويتجع بالمرارة ويساعد على الهضم وخاصة المواد الدهنية) ألا أن سبب هذا الخلل بالتوازن غير معروف.

لا يزال السبب ْالذي  يؤدي إلى هذا الخلل غير واضحاً، لكن يمكن أن يزيد تشكّل الحصيات المرارية إذا كان هناك مستويات من الكولسترول، وتتألف حوالي من 80% من الحصيات المرارية  من الكولسترول.

ارتفاع مستويات البيلروبين داخل المرارة (البيلروبين هو مادة ناجمة عن تخرب الكريات الحمراء) حيث تتكون 20% من الحصيات المرارية من البيلروبين.

عند حدوث عدم التوازن هذا، يحدث ترسبات لبلورات صغيرة من مادة الصفراء، ومن ثم تتجمع حولها الترسبات لتشكل رمال صغيرة وتكبر بالتدريج لتشكل حصيات بأحجام مختلفة.

يمكن أن تكون الحصيات المرارية وحيدة أو متعددة.

عوامل الخطر

  • الإناث أكثر عرضة من الرجال للإصابة بالحصيات المرارية، وخاصة اللواتي لديهن الكثير من الأطفال أو الذين يتناولن حبوب منع الحمل أو يتناولن جرعة عالية من الاستروجين.
  • وجود سمنة أو زيادة الوزن.
  • العمر: يزداد حدوث حصيات المرارة بالأعمار فوق 40 سنة.
  • وجود أمراض مرافقة مثل الأمراض الكبدية كالتليف أو التهاب الأقنية الصفراوية المصلب الأولي، أو وجود ركودة بجريان الصفراء بالأقنية الصفرواية.
  • وجود أمراض هضمية مثل مرض كرون أو متلازمة القولون العصبي.
  • وجود قصة عائلية لتشكل الحصيات الصفراوية، وخاصة القرابة من الدرجة الأولى مثل الأم أوالاخت.
  • نقصان الوزن الحاد والسريع الناجم عن اتباع نظام غذائي أو عن طريق العمليات الجراحية الخاصة بإنقاص الوزن.
  • تناول مضاد حيوي يسمى سيفترياكسون

التشخيص

يمكن أن يتم اكتشاف حصيات المرارة بالصدفة عند إجراء اختبارات لمرض آخر,

لكن عند الشك بوجود حصيات مرارية، لابد من مراجعة الطبيب لإجراء الفحص السريري، حيث يمكن أن يكتشف وجود ألم  في مكان توضع المرارة (في المنطقة العلوية اليمنى من البطن، تحت حافة القفص الصدري.

اختبارات وظائف الكبد وعيار البيلروبين المباشر وغير المباشر

تحاليل أخرى عامة للتحري عن وجود علامات الإصابة الالتهابات نتيجة لوجود الحصيات المرارية.

التصوير بالموجات فوق الصوتية: وهو  ما يؤكد وجود الحصيات المرارية وحالة المرارة والطرق الصفراوية

التصوير بالرنين المغناطيسي: يمكن إجراء مسح بالرنين المغناطيسي (MRI) لتحري وجود حصيات مرارية وخاصة بالأقنية الصفراوية.

تصوير الأقنية الصفراوية: يتم التصوير بحقن صباغ خاص إما عن طريق الوريد أو مباشرة بالإقنية الصفراوية أثناء الجراحة أو عن طريق التنظير. وفيما بعد يتم أجراء صورة أشعة وبالتالي تكشف أي خلل في الأقنية الصفراوية (أقنية الكبد) أو النبكرياس (القناة الصفراوية التي تمر عبر البنكرياس)

إذا تم الكشف عن وجود انسداد بالأقنية الصفراوية أثناء هذا الاختبار، يمكن أن يحاول الطبيب إزالته في هذه المرحلة باستخدام المنظار.

التصوير المقطعي المحوري: ويتم من خلاله البحث عن أي مضاعفات ناجمة عن حصيات المرارة وفي الحالات الطارئة والاسعافية مثل مثل التهاب البنكرياس الحاد والم البطن الشديد.

العلاج:

تعتمد خطة علاج الحصيات المرارية على مقدار تأثيرها على الحياة اليومية للمريض.

بحال لم يكن هناك أعراض للحصيات، يمكن المراقبة المستمرة بشكل فعال والعلاج عند حدوث أي تغيرات أو أعراض.

يجب علاج الحصيات المرارية بحال وجود أمراض مرافقة، وذك لزيادة فرصة حدوث المضاعفات، ومن هذه الأمراض:

  • تشمع الكبد
  • ارتفاع توتر وريد الباب (الضغط داخل الكبد) ويكون مرتبطاً بفرط تناول الكحول وتشحم وتشمع الكبد.
  • الداء السكري
  • وجود كمية عالية من الكلس داخل المرارة وذلك لأنه يزيد من خطر حدوث  سرطان المرارة لاحقا
  • عند وجود نوبات من الألم البطني بسبب الحصيات، ولكن الالم ليس شديدا والفاصل الزمنى بين النوبات طويل، يمكن للعلاج الدوائي واتباع النظام الصحي أن يساعد بالسيطرة على الألم. إذا كانت الأعراض أكثر شدة وتحدث بشكل متكرر، يوصى عادة بإجراء عملية جراحية لإزالة المرارة.

المرارة ليست عضواً أساسيا ويمكنك الحياة من دونها بشكل قريب للطبيعي، لكن يمكن أن يعاني بعض الأشخاص من أعراض الانتفاخ والإسهال بعد تناول الطعام الدهني أو الحار.

طرق إجراء العمل الجراحي:

الجراحة التنظيرية:

يوصى عادة بإجراء استئصال المرارة بالمنظار. حيث يتم استعمال أدوات صغيرة يتم إدخالها إلى البطن عبر عدة ثقوب بالبطن مع كاميرا لرؤية داخل البطن.

يتم إجراء استئصال المرارة بالمنظار عادة تحت التخدير العام، وقد لا يحتاج المريض البقاء بالمشفى أكثر من 24 ساعة ويمكن أن يتم الشفاء التام بغضون 10 أيام.

الجراحة التقليدية:

يتم اللجوء للجراحة التقليدية (عبر شق البطن) في الحالات التالية:

  • إجراء العملية بالثلث الأخير من الحمل (بين الشهر 6-9 من الحمل)
  • وجود سمنة شديدة.
  • مشاكل بالمرارة أو بتشريح الأقنية الصفراوية.

تتم هذه العملية تحت التخدير العام، بإجراء شق تحت الأضلاع بالجهة اليمنى.

الجراحة التقليدية (المفتوحة) لها نفس فعالية الجراحة بالمنظار ولكنها تحتاج لوقت أطول للشفاء وتسبب ندبة واضحة على جدار البطن، ويضطر المرضى البقاء بالمستشفى لمدة تصل لخمسة أيام ويحتاج المريض لمدة ستة أسابيع للشفاء

مضاعفات واختلاطات حصيات المرارة:

يمكن أن تحصل مشاكل خطيرة لدى القليل من المرضىى الذين لديهم حصيات مرارية ومن هذه الاختلاطات:

1- التهاب المرارة الحاد:

قد تسبب الحصيات المرارية في بعض الاحيان إنسداد القناة المراريةن مما تسبب تجمع الصفراء داخل المرارة والتهابها، مما يسبب أعراض عامة شديدة وهي:

  • ألم في الجزء العلوي من البطن والذي ينتشر للكتف الأمين ويستمر ولا يزول بعد فترة من الزمن.
  • ارتفاع درجة الحرارة لأكثر من 38 درجة مئوية
  • تسرع القلب
  • حدوث اليرقان: تلون الجلد والعيون باللون الاصفر.

 يعالج التهاب المرارة الحاد أولاً مع المضادات الحيوية لعلاج الالتهاب ويفضل عدم إجراء الجراحة حتى الشفاء التام من الالتهاب والعدوى.

تجرى الجراحة التنظيرية عادة لاستئصال المرارة، وفي حال وجود مشاكل إثناء العمل الجراحي، يمكن أن يتم تحويلها إلى العملية التقليدية (المفتوحة)

2- خراج المرارة:

في بعض حالات التهاب المرارة وعدم كفاية العلاج بالمضادات الحيوية، يمكن أن يتجمع القيح في منطقة المرارة، ويحتاج بإغلب الأحيان لإجراء تفريغ القيح عن طريق العمل الجراحي.

3- انثقاب المرارة:

يمكن في بعض الأحيان أن تتمزق المرارة الملتهبة وينتشر القيح في البطن، مما يسبب التهاب الصفاق (التهاب البريتوان) وهو حالة خطيرة بحاجة للعلاج بالمضادات الحيوية عن طريق الوريد والمراقبة في المستشفى وبالإضافة للجراحة في أحيان كثيرة للتخلص من المناطق المتنخرة.

4- اليرقان

ويحدث بسبب انسداد الأقنية الصفراوية بالحصيات، مما يؤدي لوقف جريان الصفراء وبالتالي زيادة كمية البيلروبين بالدم وتلون الجسم باللون الأصفر.

وتشمل أعراض اليرقان الناجم عن انسداد الأقنية الصفراوية ما يلي:

  • اصفرار الجلد والعينين
  • البول الغامق.
  • براز شاحب

5- التهاب الأقنية الصفراوية الحاد:

عند حدوث ركودة بالقنوات الصفراوية، فإنها تصبح عرضة للعدوى بالبكتيريا مما يسبب التهاب الأقنية الصفراوية الحاد الذي يتظاهر بما يلي:

  • ألم في الجزء العلوي من البطن الذي ينتشر نحو الكتف الأيمن
  • ارتفاع الحرارة
  • اليرقان
  • القشعريرة
  • الحكة الجلدية
  • شعور بالتعب والإعياء.

العلاج بالمضادات الحيوية  لعلاج الالتهاب، ويكون هناك حاجة أيضا لتصريف الصفراء ويمكن أن يتم ذلك عن طريق المنظار.

6- التهاب البنكرياس الحاد

يحدث التهاب البنكرياس الحاد عندما تتحرك الحصيات المرارية من المرارة وتضغط على القناة البنكرياسية، مما يسبب تجمع العصارة البنكرياسية وبالتالي التهابها.

الأعراض الأكثر شيوعا لالتهاب البنكرياس الحاد هو ألم شديد ومفاجيء في منتصف الجزء العلوي من البطن.

ما يميز ألم التهاب البنكرياس الحاد هو ازدياده بشكل مطرد  ويزداد سوءاً  ويصبح مستمرا، وينتشر الالم من البطن وحتى الظهر ويزداد بعد الأكل ويخف عند الانحناء للأمام.

تشمل الأعراض الأخرى لالتهاب البنكرياس الحاد مايلي

  • الغثيان والإقياء
  • الإسهال
  • فقدان الشهية
  • ارتفاع درجة الحرارة أكثر من 38 درجة مئوية
  • الإيلام عند الضغط على البطن.
  • اليرقان: قليل الحدوث.

لا يوجد حاليا أي علاج لالتهاب البنكرياس الحاد، والعلاج يركز على دعم وظائف الجسم حتى يتم الشفاء من الالتهاب، ويجب أن يتم بالمستشفى ويتم ذلك عن طريق إعطاء السوائل الوريدية  والمسكنات والتغذية الوريدية.  يتحسن معظم المرضى خلال أسبوع مع العلاج.

7- سرطان المرارة

سرطان المرارة هو مضاعفات نادرة ولكنها خطيرة لحصياة المرارة، حيث أن ما يقارب أربعة من كل خمسة أشخاص الذين لديهم سرطان المرارة لديهم أيضا تاريخ من حصى في المرارة. ولكن بنفس الوقت، فقط مريض واحد من كل 10,000 مريض لديه حصيات مرارة، يمكن أن يحصل لديه سرطان المرارة.

  • ألم بطني
  • ارتفاع درجة الحرارة لأكثر من 38 درجة مئويةاليرقان
  • يمكن علاج سرطان المرارة مع مزيج من الجراحة والعلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي.

الوقاية

يمكن أن يساعد إجراء بعض التعديلات بنمط الحياة والطعام المتناول أن التقليل من خطر تشكّل الحصيات المرارية.

يلعب الكوليسترول دورا في  تشكل الحصيات المرارية، وبالتالي  من تجنب تناول الكثير من الأطعمة ذات المحتوى العالي من الدهون المشبعة مثل الدهن الحيواني والزبدة واللحوم المصنعة والسمن والكريما والأجبان كاملة الدسم والحلويات الدسمة والمأكولات التي تحتوي على زيت جوز الهند وزيت النخيل.

كما أن هناك أيضا أدلة على أن تناول المكسرات بانتظام، مثل الفول السوداني أو الكاجو، يمكن أن تساعد في تقليل خطر الإصابة بالحصى في المرارة.

شرب كميات صغيرة من الكحول قد يساعد أيضا على تقليل خطر تشكل الحصيات المرارية ولكن يجب ألّا يتجاوز مقدار الشرب 14 وحدة من الكحول في الأسبوع، لأن هذا يمكن أن يؤدي إلى مشاكل في الكبد.

يمكن خفض كمية الكولسترول بتناول الاكل الصحي الخالي من المواد المذكورة أعلاه، وكذلك بخسارة الوزن بشكل تدريجي وممارسة التمارين الرياضية.

ولكن بنفس الوقت، ينصح بعدم اتباع الحميات الغذائية القاسية والتي تؤدي لخسارة حادة وسريعة بالوزن حيث وجد أنها يمكن أن تغير بتركيبة وكميائية المادة الصفراء وبالتالي يمكن أن تزيد من تشكّل الحصيات المرارية.

شارك المقالة:
218 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook