ظهر فيروس الكورونا على الصعيد العالمي لأول مرة بجنوب شرق أسيا في ستينات القرن الماضي ، إلا أنه ظهر للمرة الأولي بمنطقة الشرق الأوسط في نهايات عام 2012 ، عندما لاحظ الأطباء ظهور حالات بشبه الجزيرة العربية تعاني من الإنفلونزا ذات الأعراض المتقدمة ، ولاتستجيب للخطط العلاجية المعتادة لحالات الإنفلونزا .
ظهر مصطلح " كورونا " نظرا لشكل الفيروس تحت المجهر الإلكتروني ، والذي يشبه إلى حد كبير التاج ( تاج بالإنجليزية يعني كراون ) ، وقد سمي كذلك في الأوساط الطبية بمنطقة الشرق الأوسط بإسم " فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الجهاز التنفسي الشرق أوسطي " .
هناك العديد من النظريات التي تشرح آلية تطور المرض وإنتقاله ، لكن ذهبت معظم النظريات والفرضيات إلى وجود فيروس الكورونا في بعض الثدييات ( بشكل رئيسي في الخفافيش ، وبصورة أقل شيوعا في الجمال والماشية ) ، وأن هذا الفيروس يمكنه الإنتقال بين هذه الحيوانات الثديية مسببا أعراض شبيهة بالإنفلونزا ، لكن لاحقا تعرض فيروس الكورونا للعديد من الطفرات الجينية التي منحته القدرة على الإنتقال إلى البشر ، بل والإنتقال بين البشر وبعضهم .
بشكل عام هناك 4 أنواع فرعية من فيروس الكورونا ، وهم ..
يمكن لفيروس الكورونا البقاء في البيئة الخارجية لمدة أسبوع كامل ( في الأجواء الرطبة ) ، لذلك يمكننا القول أن العدوي بفيروس الكورونا قد تحدث في حالة ملامسة الأسطح أو الأغراض الملوثة بالفيروس . أيضا فإن إستنشاق رذاذ العطس أو السعال المحمل بالفيروس يؤدي إلى الإصابة بالكورونا .
عندما يغزو فيروس الكورونا جسم الإنسان ، فإنه يمكث في فترة حضانة تتراوح عادة بين 1 – 2 أسبوع ، بعد ذلك تبدأ الأعراض الشبيهة بالإنفلونزا في الظهور ، والتي تشمل ..
يلاحظ للأسف أن قطاع عريض من الناس يهملون الأعراض المرضية سالفة الذكر ، ظنا منهم أنها مجرد أعراض مرضية مرتبطة بالإصابة بالإنفلونزا أو نزلات البرد فحسب ، الأمر الذي يؤدي إلى حدوث مضاعفات ، مثل : عدوى الجهاز التنفسي السفلي ، الإلتهاب الرئوي ، إلتهاب الشعب الهوائية الحاد ، وأخيرا فشل الجهاز التنفسي الذي يهدد الحياة ، وعادة ما يؤدي إلى الوفاة .
لايمكن الإعتماد على الصورة الإكلينيكية المصاحبة للكورونا ، حيث أنها تتشابه مع نزلات البرد والإنفلونزا التقليدية ، لذا يتم أخذ مسحة من البلعوم ، وذلك لعزل فيروس الكورونا والتعرف عليه .
لايوجد علاج محدد للكورونا ، لذا فإن خطة التعامل مع الكورونا تتألف من العلاج التحفظي ( الراحة ، نظام غذائي جيد ، المسكنات ، السوائل ) بالإضافة إلى الأدوية المضادة للفيروسات . كذلك يمكن إستخدام المضادات الحيوية في حالات العدوى البكتيرية الثانوية .
ولأن الوقاية خير من العلاج ، ينبغي إتباع الإرشادات والإحتياطات التالية ..