تُعرف الولادة بأنّها عملية إخراج الطفل، والمشيمة، والأغشية المحيطة بالجنين، بالإضافة إلى الحبل السري من الرحم، وذلك من خلال الانقباضات التي تحدث في الرحم وتدفع الطفل خارجاً، وتتكون عملية الولادة من ثلاث مراحل رئيسية؛ يُطلق على المرحلة الأولى منها اسم مرحلة التمدد أو التوسع (بالإنجليزية: Dilation) والتي يتمدد فيها عنق الرحم؛ وتُقسم هذه المرحلة إلى طورين رئيسيين وهما: الطور الكامن (بالإنجليزية: Latent phase) والطور النشط (بالإنجليزية: Active phase)، في الطور الكامن تكون الانقباضات أكثر تنظيماً ويتوسع فيه عنق الرحم ليصبح قطره حوالي 4 سم، أما الطور النشط فيستمر فيه عنق الرحم بالتمدد إلى أن يصل قطره إلى 10 سم، ويبدأ فيه الجنين بالانحدار نحو عنق الرحم، وتستمر هذه العملية حوالي 5 ساعات في الحمل الأول للمرأة وحوالي ساعتين في الولادات الأخرى، أما المرحلة الثانية من الولادة فتُسمى مرحلة إخراج أو طرد الجنين (بالإنجليزية: Expulsion)، وتستغرق هذه العملية حوالي ساعتين في الولادة الأولى، وحوالي ساعة في الولادات اللاحقة، أما المرحلة الثالثة (بالإنجليزية: Parturition) فيتم فيها طرد المشيمة والأغشية المحيطة بالجنين.
في العادة يبقى عنق الرحم مغلقاً لحين اقتراب موعد الولادة، وعند بدء المرحلة الأولى من الولادة يبدأ عنق الرحم بالتوسع ويصبح رقيقاً ليتهيّأ لخروج الطفل عبره، ويبدء عنق الرحم بالتوسع من 1 سم حتى يصل إلى ما يُقارب 10 سم، عندها تتوفر مساحة كافية لخروج الطفل، ومن الجدير بالذكر أنّه قد لا تظهر أي أعراض أو علامات تدل على بدء توسع عنق الرحم، وفي كثير من الأحيان تكون الطريقة الوحيدة لمعرفة ذلك عن طريق فحص الطبيب لعنق الرحم خلال الزيارات الروتينة في آخر فترة الحمل، وتجدر الإشارة إلى أنّ عنق الرحم في الحمل الأول للمرأة قد يبقى مغلقاً حتى يوم الولادة، أما في حالة النساء ذوات الولادات السابقة المتعددة فقد يبدأ توسع عنق الرحم قبل أسابيع من موعد الولادة، وعلى الرغم من أنّ انقباضات الرحم تساعد عنق الرحم على التمدد والتوسع إلّا أنّ عنق الرحم قد يتوسع دون أي انقباضات ملحوظة، وفي بعض الحالات قد يؤدي توسع عنق الرحم إلى خروج السدادة المخاطية، حيث إنّ بعض النساء الحوامل قد يلاحظن خروجها والبعض الآخر قد لا يلاحظها، ويمكن أن تخرج السدادة المخاطية في أي وقت خلال بضع أسابيع إلى ساعات قبل الولادة، وفي بعض الأحيان قد يؤدي توسع الرحم إلى نزول بعض قطرات الدم التي تكون ناتجة عن تمزق الشعيرات الدموية في عنق الرحم.
بالإضافة إلى توسع عنق الرحم هناك العديد من الأعراض والعلامات الأخرى التي يمكن أن يستدل بها على اقتراب او بداية مرحلة الولادة، وتتضمن هذه الأعراض ما يلي:
فيما يلي بيان لبعض المعلومات المتعلقة بنوعي الولادة؛ الطبيعية والقيصرية:
تُعتبر الولادة الطبيعية أو ما يُسمى بالولادة المهبلية أكثر أنواع الولادة شيوعاً وأكثرها أماناً، ويمكن أن تكون الولادة سهلة وميسّرة، ولكن في بعض الأحيان قد تتطلب تدخل الطاقم الطبي، والقيام ببعض الإجراءات لتسهيل الولادة الطبيعية مثل: إجراء شق جراحي في المنطقة التي تكون بين المهبل والفرج؛ لتوسيع فتحة المهبل والسماح لرأس الطفل بالمرور بسهولة أكبر والحفاظ على جلد الأم من التمزق، أو القيام بتمزيق الغشاء والكيس الأمنيوسي للحث على بدء المخاض، ومن الممكن استخدام دواء الأوكسيتوسين (بالإنجليزية: Oxytocin) الذي يُعطى عن طريق الوريد لتحفيز عملية الولادة، وهذا يحدث في العادة عندما يكون هناك مشاكل طبية أو مضاعفات للحمل.
الولادة المهبلية قد لا تكون دائماً ممكنة، ففي بعض الأحيان قد تكون الولادة القيصرية ضرورية لسلامة الأم وسلامة الجنين، خاصة إذا كان وُجدت أحد المضاعفات الآتية: رأس الطفل ليس للأسفل، أو حجم الطفل أكبر من أن يمر عبر الحوض، وفي أغلب الحالات لا يمكن تحديد الحاجة إلى الولادة القيصرية إلّا بعد بدء فترة المخاض، ومن الجدير بالذكر أنّه بعد الولادة القيصرية يزداد خطر تمزق الرحم للولادات المستقبلية المهبلية الأخرى