غالبًا ما يرتبط مصطلح “العلاج الكيميائي” أو الجرعات الكيماوية بعلاج السرطانات، ولكن حقيقةً، يمكن استخدام العلاج الكيميائي مع أنواع أخرى من الأمراض. وبما أنّ الكلمة الانجليزية للعلاج الكيميائي هي Chemotherapy فإنّها تُختصر اليوم لتكون Chemo، أي هي استخدام أدوية كيميائية لمعالجة الأمراض عند الإنسان و الحيوان.
الجراحة و العلاج الشعاعي يستخدمان لاستئصال وإزالة وقتل الخلايا السرطانية بمكان معين من جسم الإنسان، لكن الجرعات الكيماوية قادرة بخلاف الوسيلتان السابقتان على الذهاب إلى الأماكن البعيدة عن موطن الورم الأصلي والتي تكون الخلايا السرطانية (النقائل) قد انتقلت إليها. يمكن استخدام العلاج الكيميائي لوحدهُ، ولكن أحيانًا كثيرة يترافق مع الجراحة أو الأشعة.
للعلاج الكيميائي مأخذان اثنان يؤخذان عليه؛ الأول هو الآثار الجانبية والثاني هو تطوير الجسم دفاعات ضد هذا العلاج. و الجرعات الكيماوية المعطاة ليست ثابتة عند جميع المرضى، وإنما تختلف تبعًا للوزن، الطول، والحالة الصحية الراهنة.
الجرعة المنخفضة قد لا تؤدي الغرض المطلوب منها، والجرعة الكبيرة جدًا قد يكون لها آثار جانبية خطيرة ومهددة للحياة، لذلك على الطبيب حساب- وبدقة- الجرعة التي سيُعطيها للمريض.
معظم الجرعات الكيماوية تُقاس بالميليغرام، فإن قررنا الاعتماد على وزن الجسم كمرجع لتحديد الجرعة نقول: لكل 1 كغ من وزن المريض 10 ملغ من الدواء، أي بمعنى إذا كان وزن المريض 50 كل فسيحصل المريض على 500 ملغ.
معظم الجرعات الكيماوية يتم حسابها بطريقة ( BSA) Body Surface Area والتي نستخدم فيها الوزن والطول وواحدتها المتر المربع.
ولأنّ أجسام الأطفال تتعامل مع الأدوية بشكل مختلف، فإنّ جرعات الأطفال تختلف عن جرعات البالغين، وقد يكون للأطفال درجات مختلفة من الحساسية تجاه الأدوية الكيماوية، ولهذه الأسباب، فإنّ الجرعات تتعدل بالنسبة للأشخاص:
تُعطى الجرعات الكيماوية لعدة أيام تتلوها فترة راحة مما يسمح للخلايا السليمة بالتعافي من أضرار العلاج الكيميائي ، بعض الأدوية تعمل بفعالية أكبر إن أُعطيت بشكل متتالي ولعدة أيام متلاحقة.
كل نوع دواء يُعطى بحيث يحقق الغاية الكبرى من إعطائه بأقل ضرر ممكن، وإن كنا سنستخدم أكثر من دواء فسيتم تقرير متى يُعطى كل دواء وما هي جرعتهُ.
أحيانًا يتم تقرير الجدول الزمني حتى قبل المباشرة بالعلاج، وذلك اعتمادًا على نوع السرطان ومرحلته. غالبًا، هذا الجدول الزمني قابل للتعديل وذلك تبعًا لمقدار تأثير الدواء على السرطان وصحة المريض العامة.
من المهم قدر الإمكان الحفاظ على علاج كيميائي كامل بجرعات كاملة والالتزام بالجدول الزمني الموضوع للحصول على أعلى استفادة ممكنة من العلاج.
هناك أحيان تكون فيها الآثار الجانبية للكيمو قاسية جدًا بحيث يُضطر الطبيب لتعديل الجرعة أو الجدول الزمني، وقد يلجأ الأطباء لإعطاء أدوية داعمة مساعدة لتسريع تجدد وشفاء الخلايا، حيث أنّ الهدف هو العلاج الكامل والصحيح مع أقل ضرر جانبي ممكن
تصنف الأدوية المستخدمة في العلاج الكيميائي تبعًا لطريقة عملها، بنيتها الكيميائية وعلاقتها مع الأدوية الأخرى. وسنذكر لك الآن بعضًا من المواد الكيميائية المستخدمة في الجرعات الكيماوية .
المضادات الحيوية المضادة للورم
تختلف عن الصادات الحيوية المستخدمة في علاج الالتهابات، وتعمل عبر تغيير DNA الخلايا السرطانية مانعةً إياها من التكاثر والانقسام.
أحد أنواعها هو Anthracyclines الذي يتداخل مع الأنزيمات المسؤولة عن انقسام DNA الخلية السرطانية خلال دورة حياتها. يستخدم على نطاق واسع مع أنواع متعددة من السرطانات.
أمثلة عن Anthracyclines يتضمن:
الخطر الأكبر لهذه المضادات هي أنها تتسبب بضرر دائم للقلب إذا أُعطيت بجرعات كبيرة، لذلك يتم تحديد فترة زمنية معينة لاستخدامها.
مثبطات الأنزيم
تمنع الخلية من تشكيل خلايا جديدة وذلك عبر منع الأنزيم من تشكيل البروتينات الضرورية للانقسام الخلوي.
و منها:
قد تسبب أضرار عصبية، مما يحد من الكمية المستخدمة.
الستيروئيدات القشرية
هي أدوية شبيهة بالهرمونات وتُفيد في علاج أنماط متعددة من السرطانات. عندما تستخدم هذه الأدوية كجزء من خطة علاج السرطان، فإنّها تُعتبر أدوية علاج كيميائي ومنها:
كما تستخدم الستيروئيدات في منع الغثيان والإقياء التالي للعلاج الكيميائي، وقبل العلاج الكيميائي للمساعدة في منع الحساسية الشديدة.