ماهي الخدمات التعليمية في منطقة الجوف في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
ماهي الخدمات التعليمية في منطقة الجوف في المملكة العربية السعودية

ماهي الخدمات التعليمية في منطقة الجوف في المملكة العربية السعودية.

 
استفتحت الجوف نشاطها الخدمي بالتعليم الذي كان مطلبًا اجتماعيًا خدميًا من الدرجة الأولى؛ حتى تضمن الدولة السعودية الثالثة التي حمل لواءها المؤسس - طيب الله ثراه - فالمواطن الذي يعيش تحت مظلتها تخلص أخيرًا من حالة العزلة التي كان يعيشها سواء داخل محيط العالم أو داخل حدوده الإقليمية.
 
ثم بدأت المنطقة تستقبل الخدمات التعليمية، وبدأت تظهر على رقعتها المدارس بمراحلها الابتدائية، والمتوسطة، والثانوية للبنين والبنات، وحين تخرج هؤلاء من مدارسهم كانت كليات الجوف ومعاهدها في انتظارهم.
 
واكب هذه الطفرة التعليمية في المنطقة طفرات أخرى صحية، واجتماعية، وفي مجال النقل والمواصلات، وفي مجالات الاتصالات السلكية واللاسلكية، وأيضًا في القطاعات الأمنية والمرافق العامة، حتى واكبت المنطقة جاراتها من مناطق المملكة، وأصبحت الجوف اليوم تجني حصتها من خدمات الدولة عامًا بعد عام، وتعيش طفرة خدمية متسارعة النمو شأنها شأن بقية مناطق المملكة التي كسرت طوق العزلة وفقر الخدمات الذي كان يحيط بأصقاع البلاد قبل قيام الدولة السعودية الثالثة.
 

تاريخ الحركة التعليمية

 
ساد المنطقة من قبل- كما كان الوضع في أنحاء البلاد العربية والإسلامية كلها- نظام الكتاتيب  الذي مارس فيه عدد من المشايخ تعليم عدد غير قليل من ناشئة المنطقة، وكان لهذا النظام فضل كبير في تعليم القرآن وتحفيظه لهم، وقد أسهم في تثقيف المجتمع ثقافة إسلامية واسعة.
 
فعلى أيدي هذا العدد من المشايخ المتعلمين استفاد بعض أبناء المنطقة من التعليم وفق ذلك النظام الذي أتى عليه نظام التعليم الجديد بسلمه التقليدي بمدرسة واحدة في مدينة سكاكا عام 1362هـ / 1943م، كان عدد تلاميذها ستين تلميذًا، وقد لاقت إقبالاً من ناشئة المنطقة الذين قاموا -فيما بعد- بعدد من المهام الحكومية داخل نطاق دوائر كثيرة.
 
وكحافز لأبناء هذه المنطقة تجاه التعليم، فقد تم التعاون مع إمارتي منطقتي القريات وتبوك بتقديم اقتراح لحكومة الملك عبدالعزيز آل سعود، يدعو إلى صرف مكافأة مالية شهرية للطلاب من أبناء البادية بمعدل 50 منحة لطلاب منطقة الجوف، و 50 منحة لطلاب منطقة القريات، و 50 منحة لطلاب منطقة تبوك، فوافقت حكومة الملك عبدالعزيز على ذلك، وتم تخصيص 40 ريالاً مكافأة لأبناء البادية من أجل جذبهم نحو التوطين والدراسة، وقد اعتمد ذلك بتاريخ 21 / 2 / 1369هـ الموافق 1950م.
 
ومن الجدير بالذكر أن ناشئة المنطقة قد أقبلوا على التعليم إقبالاً عظيمًا، وأن الأهالي من حاضرة وبادية كانوا لا يترددون في إدخال أبنائهم المدارس، بل كانوا حريصين على ذلك، وتعددت مدارس البنين لسد حاجة الناشئة في كل مكان، فأسند إشراف مدارس الجوف إلى منطقة المدينة المنورة، ثم أُسند بعد ذلك إلى إدارة التعليم بالدمام، فأنشئت المدارس في الأمكنة المحتاجة، وبخاصة في أمكنة التوطين المستحدثة للبادية.
 
وللحاجة إلى وجود هيئة للتنسيق قريبة من المدارس، أنشئ مكتب التفتيش المركزي عام 1377هـ / 1957م؛ ليكون حلقة الوصل بين المدارس في المنطقة والدمام، ثم طور إلى مكتب تعليم عام 1380هـ / 1960م؛ ليقوم بالمهمة نفسها على مستوى أفضل، ثم طور إلى مكتب إشراف شأنه شأن أي دائرة تعليم مستقلة، ثم طور إلى إدارة تعليم عام 1398هـ / 1978م  . 
 
ويجدر بنا أن نشير إلى عامل مهم كان له أثره في الإقبال على التعليم عند البادية، وهو اتجاههم للعيش في المدن والقرى؛ نتيجة ما ألمَّ بهم من سنين القحط، فساعد ذلك على استقرارهم، وسهولة توفير الخدمات التعليمية لأبنائهم.
 
شارك المقالة:
160 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook