الضرورات الشعرية ، أوالضرائر ، أو الجوازات الشعرية هي رخص أعطيت للشعراء دون الناثرين في مخالفة قواعد اللغة وأصولها المألوفة ، وذلك بهدف استقامة الوزن وجمال الصورة الشعرية ، فقيود الشعر عدة ، منها الوزن ، والقافية ، واختيار الألفاظ ذات الرنين الموسيقي والجمال الفني ... فيضطر الشاعر أحيانا للمحافظة على ذلك إلى الخروج على قواعد اللغة من صرف ونحو ... .
هذه الضروات لاتستوي في مرتبة واحدة من حيث الاستساغة والقبول ؛ فبعضها جائز
مقبول ، وبعضها الآخر مستقبح ممجوج ، ومنها ما توسط بين ذلك ؛ فكلما أكثر الشاعر من اللجوء إليها قبح شعره . والضرورات الشعرية كثيرة ، متنوعة فمنها ضرورات الزيادة ، وضرورات النقص ، وضرورات التغيير ، وإليك طائفة منها :
ويومَ دخلتُ الخدرَ خدرَ عنيزةٍ |
|
فقالت : لك الويلاتُ إنكَ مُرْجِليْ |
والأصل ( خِدْرَ عُنَيْزَةَ ) لكنه صرف للضرورة .
سلامُ اللهِ يامَطَرٌ عليها |
|
وليس عليكَ يامطرُ السلامُ |
والأصل ( يامَطَرُ ) لكنه نوَّن للضرورة .
سيغنيني الذي أغناك عني |
|
فلا فقرٌ يدوم ولاغِناءُ |
والأصل ( ولاغنى ) لكنه مدَّ للضرورة .
تنفيْ يداها الحصى في كلِّ هاجرةٍ |
|
نَفْيَ الدنانيرِ تَنْقَادُ الصيارِيفِ |
والأصل ( الصيارف ) لكنه أشبع للضرورة .
لابدَّ من صَنْعَا وإن طال السَّفَرْ |
|
وإنْ تَحَنَّى كلُّ عودٍ ودَبِرْ |
والأصل ( صَنْعَاءَ ) لكنه قَصَرَ للضرورة .
لَنِعْمَ الفتى تعشو إلى ضوء نارهِ |
|
طَرِيفُ بْنُ مَالٍ ليلة الجوع والخصرْ |
والأصل ( مَالِكٍ ) لكنه رخَّم للضرورة .
وما كان حِصْنٌ ولا حابسٌ |
|
يفوقانِ مِرْدَاسَ في مَجْمَعِ |
والأصل (مِرْدَاسًا ) لكنه ترك التنوين للضرورة .
فلا وأبيكِ ابْنَةَ العامريِّ |
|
لايدَّعيْ القومُ أنِّي أَفِرْ |
والأصل ( أَفِرّ ) لكنه خفف للضرورة .
ألا لاأرى إِثْنَيْنِ أحسنَ شيمةً |
|
علىحَدَثََانِ الدهرِ منِّي ومِنْ جُمْلِ |
والأصل (اثْنَيْنِ) لكنه قَطَعَ للضرورة .
يَا ابَا المُغيرةِ رُبَّ أمرٍ معضلٍ |
|
فرَّجْتُه بالمكر منِّي والدها |
والأصل (يَا أبَا) لكنه وَصَلَ للضرورة .
الحمدُ للهِ العليِّ الأجْلَلِِ |
|
أنتَ مليكُ الناسِ ربًّا فاقْبَلِ |
والأصل ( الأجَلّ ) لكنه فَكَّ للضرورة .
ألا يانخلةً من ذاتِ عرقٍ |
|
عليكِ ورحمةُ اللهِ السلامُ |
والأصل ( عليكِ السلامُ ورحمةُ اللهِ ) لكنه قَدَّم المعطوفَ للضرورة .