ماهي الطرق العلاجية لتثليج القدمين والوقاية منه

الكاتب: وسام ونوس -
ماهي الطرق العلاجية لتثليج القدمين والوقاية منه

 

 

ماهي الطرق العلاجية لتثليج القدمين والوقاية منه

 

يُصنّف الجلد على أنّه أكبر عضو في جسم الإنسان، ويتكوّن من عدّة طبقات تهدف إلى حماية الجسم، وتوصيل الأحاسيس الخارجية عبر اللمس، ويحتوي الجلد على أوعية دموية تقوم بتوصيل الدم والغذاء للأعضاء المختلفة، ولكن في حال تعرّض الجسم للطقس البارد فإنّ هذه الأوعية تتقلّص ليتم المحافظة على التدفق الدمويّ المتجه نحو الأماكن البعيدة عن الاطراف للحفاظ على درجة حرارة الجسم الأساسية، ومع الوقت قد يؤدى ذلك إلى تلف الجلد والأنسجة المجاورة. وفي الحقيقة يتمثّل التثليج أو قضمة الصقيع (بالإنجليزيّة: Frostbite) بإصابة الجلد والأنسجة الموجودة أسفل الجلد بالتجمّد عند التعرّض للطقس البارد لفترات طويلة، وتُعتبر أجزاء الجسم غير المغطاة الأكثر عُرضة للتثليج وأهمّها؛ اليدين، والقدمين، والأنف، والأذنين، لاسيّما لدى الأفراد اللذين يُعانون من ضعف التروية الدموية مثل؛ كبار السن، ومرضى السكري، ومن يتعاطى الكحول، والمُدخّنين.

 

علاج تثليج القدمين

الإسعافات الأولية

يمكن إجراء بعض الإسعافات الأولية للتخفيف من سوء حالة التثليج لدى المريض داخل المنزل، ولكن بعد الاتصال للحصول على الدعم الطبي المناسب، وفيما يلي بيان لأهم الإسعافات الأولية:

  • العمل على بقاء القدمين مرتفعتين عن الأرض للتقليل من التورّم والانتفاخ.
  • منع فقدان المزيد من حرارة الجسم وذلك عبر الالتجاء لمنطقة دافئة والحدّ من تعرّيض القدمين للبرد والرياح.
  • محاولة تجنّب المشي على القدمين وأصابع القدمين المصابين بالتثليج قدر الإمكان.
  • إزالة الملابس المُبلّلة وارتداء ملابس جافة إن أمكن، والتخلّص من المجوهرات الضيّقة والتي قد تُعيق تدفّق الدم للمنطقة.
  • شرب السوائل الدافئة، التي لا تحتوي على الكحول أو الكافيين.
  • وضع ضمادة جافة وقطن بين أصابع القدمين لمنع الاحتكاك بينهم.
  • عدم فرك المنطقة المصابة بالتثليج على الاطلاق بأي مادة وبأي طريقة؛ فقد يزيد الاحتكاك من تلف الأنسجة.
  • استخدام البطانيات للف المصاب ومحاولة تدفئة جسمه بالكامل.
  • العمل على توفير الرعاية الطبية اللازم للمريض بأسرع وقت ممكن للتقليل من أضرار التثليج، وفي حال لم يكن من السهل توفير الدعم الطبي وعدم وجود فرصة لإعادة تجمّد المنطقة يمكن تدفئة المنطقة بغمرها في الماء الدافئ، مع ضرورة تجنّب الماء الساخن وحرارة النار.
  • عدم السماح للمصاب بفتح الفقاعات الظاهرة على المنطقة المصابة بالتثليج، أو بالتدخين الذي يُضيّق الأوعية الدموية.

 

العلاجات الطبية

يقوم الفريق الطبي المتخصّص بإجراء العلاجات اللازمة لحالة التثليج، وذلك بعد التأكد من إزالة الخطر على الحياة، وتتضمّن العلاجات التالية:

  • إعادة التدفئة: يتم إعادة تدفئة القدمين باستخدام حمام مائي دافئ، تتراوح درجة حرارة الماء فيه بين 40-42 درجة مئوية، وذلك حتى إتمام ذوبان الثلج في المنطقة، والذي يحتاج إلى 15-30 دقيقة عادةً، وفي الحقيقة قد يحتاج المصاب خلال هذه العملية المؤلمة إلى بعض الأدوية المخدّرة، بالإضافة إلى إمكانية إعطاء السوائل الوريدية لتجنّب الجفاف.
  • منع العدوى: يسعى العلاج الطبي إلى منع حدوث العدوى، وتوصيل الأوكسجين إلى المنطقة المصابة، وذلك عن طريق الحفاظ على سلامة البثور والفقاقيع الصغيرة، وإزالة البثور الكبيرة، بالإضاف إلى تصريف محتويات الفقاعات الممتلئة بالدم وتركها سليمة، وبما أنّ قضمة الصقيع تزيد من احتمالية حدوث مرض الكُزاز يُنصح بأخذ جرعة إضافية من لقاح الكُزاز، وفي حال ظهرت أي من علامات العدوى على الجلد أو البثور يتم إعطاء المصاب المضادات الحيوية المناسبة للحالة، مع ضرورة لف ضمادة حول المنطقة بطريقة فضفاضة لحمايتها وفصل الأصابع عن بعضهم.
  • المتابعة: يحتاج المصاب بالتثليج إلى المتابعة والمراقبة الدائمة في المستشفى لمدة يوم إلى يومين على الأقل، وذلك لتحديد حجم الأذى الناتج عن التثليج والحصول على العلاج المناسب، كما يمكن وضع كريم الصبار كل 6 ساعات على المنطقة، والحفاظ عليها مثبّتة بالجبيرة ومرتفعة، ويتم عادةً إعطاء الآيبوبروفين (بالإنجليزيّة: Ibuprofen) للتخلص من الألم والالتهاب، وفيما بعد يتم إزالة الأنسجة الميتة والتالفة لضمان شفاء الأنسجة الحيّة بشكل سليم، وعادةً ما يتم ذلك في حالة التثليج العميق عن طريق العلاج المائي اليومي والذي تتراوح درجة حرارته بين 37-39 درجة مثوية، ويتم أحياناً إعطاء الأدوية الحالّة للتخثّر التي تساعد على إعادة التدفّق الدمويّ الطبيعي للمنطقة، وتقليل خطر البتر، وتجدر الإشارة إلى أنّ علاج التثليج يحتاج إلى أسابيع وحتى عدّة أشهر، كما أنّه قد ينتهي بالحاجة لإجراء عملية جراحية للتخلص من الأنسجة الميتة والمتحلّلة، أو بتر القدم في بعض الحالات.

 

الوقاية من تثليج القدمين

تتمثّل الإجراءات الوقائية للإصابات المرتبطة بالأجواء الباردة باتباع النصائح الآتية للتخطيط والتحضير لهذه الأجواء:

  • تجنّب السفر دون مرافق استعداداً للحالات الطارئة، مع ضرورة أخذ صندوق الطوارئ، وبطانيات احتياطية داخل السيارة في حال حدوث عطل أو حادث.
  • ارتداء ملابس دافئة متعدّدة الطبقات تتناسب مع الطقس البارد، مع ضمان تغطية مناطق الجسم المعرّضة للتثليج بشكل مناسب.
  • العمل على توفير ملابس جافة إضافية على سبيل الاحتياط في حال لزم الأمر تبديل الملابس المبلّلة.
  • الحرص على جفاف اليدين والقدمين من الماء، وتجنّب ارتداء الملابس الضيقة على هذه المناطق، وذلك لتجنّب تقليل الدورة الدموية الواصلة لها، بالإضافة إلى أهمية استخدام الأحذية المضادة للماء.
  • المحافظة على شرب كميات كبيرة من الماء، وتجنّب المشروبات المحتوي على الكافيين والكحول، مع ضرورة توفير وجبات خفيفة ذات سعرات حرارية مرتفعة تؤمن حاجة الجسم من الغذاء.
  • الانتقال إلى المباني الداخلية الدافئة عند البدء في الشعور بالبرودة.

 

درجات تثليج القدمين

يتم تصنيف قضمة الصقيع أو التثليج إلى عدّة درجات بناءً على عمق الإصابة، وفيما يلي توضيح هذه الدرجات والأعراض المصاحبة لكل منها:

  • قضمة الصقيع السطحية: وتتضمّن الدرجات التالية:
  • الدرجة الأولى: تؤثر قضمة الصقيع من الدرجة الأولى في طبقة الجلد الأولى وهي البشرة، ويتغيّر لون الجلد عادةً إلى الأبيض أو الأحمر، ويشعر الفرد بخدران وتيبّس في المنطقة.
  • الدرجة الثانية: يمكن لقضمة الصقيع من الدرجة الثانية أن تؤثر في طبقة البشرة وجزء من باطن الجلد أو الأدمة، ويُصبح لون الجلد أحمر أو أزرق، ويشعر الفرد بتجمّد المنطقة وصلابتها، بالإضافة إلى انتفاخها، وظهور البثور الممتلئة بالسوائل.
  • قضمة الصقيع العميقة: وتتضمّن الدرجات التالية:
    • الدرجة الثالثة: تؤثر قضمة الصقيع من الدرجة الثالثة في البشرة، والأدمة، والنسيج الدهنيّ الموجود أسفل طبقات الجلد، ويتغيّر لون الجلد إلى اللون الأبيض أو الأزرق أو المبقّع، وتظهر البثور التي قد تكون مُمتلئة بالدم، ويشعر الفرد بصلابة الجلد وبرودته، وخلال بضعة أسابيع يمكن أن تتكوّن قشرة سميكة سوداء على الجلد.
    • الدرجة الرابعة: تؤثر قضمة الصقيع من الدرجة الرابعة في كامل طبقات الجلد، والأنسجة الدهنية، وتصل إلى البنية العميقة المتمثّلة بالعضلات، والعظام، والأوتار، وفي البداية يكون لون الجلد أحمر، بينما يُصبح أسود فيما بعد.

 

شارك المقالة:
248 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook