توجد العديد من المعاني التي يدل عليها مصطلح الطّبيعة، ويمكن تعريف الطّبيعة بأنّها العالم الطّبيعي، أو المادي الذي يحيط بنا، والذي يتراوح ما بين ما هو دون الذّرة إلى الكون الواسع، ولا يشمل هذا التّعريف ما ينتج عن النّشاط البشري في الكون، بل ما يوجد بشكل طبيعي مثل: الكائنات الحيّة بأنواعها، والمواد غير الحيّة مثل، الصّخور والموارد الطبيعيّة، والقوانين الطبيعيّة التي تحكم الكون، والأنظمة البيئيّة التي تتكوّن منها الأرض، والظّواهر الطبيعيّة، والمكونات الجيولوجيّة، والمناظر الطبيعيّة وغيرها.
تمّ اشتقاق كلمة الطّبيعة (بالإنجليزية: Nature) من الكلمة اللاتينية "natura" والتي تعني الأصل، أو التّصرّف الفطري، وتُعد كلمة natura التّرجمة اللاتينّية للكلمة اليونانيّة (φύσις) والتي ترتبط بالخصائص الجوهريّة التي تقوم النّباتات، والحيوانات والمكونات الأخرى في العالم بتطويرها من تلقاء نفسها، ودون تدخّل من البشر.
يُشكّل البشر نسبة قليلة من الكتلة الحيويّة الكليّة على كوكب الأرض (0.5% تقريباََ)، إلا أنّهم النّوع الأكثر تأثيراََ فيه، فلم يكتف البشر بالاستفادة من الموارد التي توفرها الطّبيعة لهم من ثمار الأشجار والنّباتات، ولحوم الحيوانات، والأسماك، بل تسببوا بالكثير من التّأثيرات السلبيّة على البيئة ومنها، التلوّث، وإزالة الغابات، واستنزاف المناطق الرّطبة، الأمر الذي أدى إلى فقدان الموائل لكثير من أنواع النّباتات والحيوانات، وساهم في انقراض الكثير منها.
من المكونات غير الحيّة في الطّبيعة: المادة، والطّاقة، والغلاف الجوي والطّقس، والمناخ، والماء، والصّخور، والتّربة، والتّراكيب الجيولوجيّة، والمناظر الطبيعيّة، والقوى الطبيعيّة، وغيرها وفي ما يلي بعض المكونات الطّبيعية غير الحيّة.
يُقصد بالمادة المواد الخام التي يتكوّن منها الكوّن مثل الذّرات، والجزيئات، والأيونات، وكل ما ينتج من اتحادها من مكونات تشغل حيزاََ ولها وزن، وتُقسم المادة إلى: مواد صلبة، ومواد سائلة، ومواد غازيّة، وبلازما، بالإضافة إلى حالة تكاثف بوز- أينشتاين (نسبةََ للعالمين بوز وأينشتاين، وهي حالة تصل إليها الذّرات عندما تتعرّض إلى درجات حرارة منخفضة جداََ، فتتجمّد وتتوقف حركتها تماماََ حتى يصبح من الصّعب التّمييز بين أنواع الذّرات المختلفة)، أما الطّاقة فهي القدرة على إحداث تغيير في المادة، ومنها: طاقة الوضع، والطّاقة الحركيّة، والطّاقة الحراريّة، والطّاقة الكهربائيّة، ويمكن تحويل الطّاقة من نوع لآخر، ولكن لا يمكن استحداث الطّاقة، كما أنّها لا تفنى.
يُعرف الغلاف الجوي بأنّه طبقة رقيقة من الغازات تحيط بكوكب الأرض وتنجذب إليه عن طريق الجاذبيّة الأرضيّة، ويتكوّن الغلاف الجوي من 78٪ من النّيتروجين، و21٪ من الأكسجين، و1٪ من الغازات الأخرى، بالإضافة إلى بخار الماء. تحمي طبقة الأوزون في الغلاف الجوي كوكب الأرض من الأشعة فوق البنفسجيّة، وتقلل من التّباين في درجات الحرارة اليوميّة.
يعمل الغلاف الجوي بمساعدة التيّارات في المحيطات على توزيع الحرارة على كوكب الأرض مما يؤثّر في الطّقس والمناخ، يمكن أن يكون للطقس جوانب مفيدة، منها أنّ النباتات تعتمد في وجودها على التغيّر في الطّقس، أما الجوانب الضّارة للطقس فتتمثّل بتغيرات الطّقس بالغة التّطرُّف مثل الأعاصير بأنواعها والتي قد تسبب الكثير من الدمار لمكونات الطّبيعة. يعتمد مناخ أية منطقة على عدد من العوامل منها: خط العرض الذي تنتمي إليه، والفصول المناخيّة والتي تنتج عن ميل محور دوران الأرض، ويمكن أن يتغيّر المناخ في منطقة ما نتيجة التّيارات المحيطيّة، والتّغيرات في مدار الكوكب، ودرجة سطوع الشّمس، ودرجة ارتداد الضّوء عن سطح الأرض، ووجود الغازات الدّفيئة.
بالإضافة للمكونات غير الحيّة تحتوي الطّبيعة على كائنات حيّة متنوعة، مثل النّباتات، والحيوانات، وغيرها من أشكال الحياة والتي تقدّر بما يقرُب من 6.8×1013 كيلوغرامات تُشكّل النّباتات تسعة أعشارها، وتقدّر أعداد أنواع الكائنات الحيّة على كوكب الأرض ما بين عدة ملايين إلى مئة مليون نوع، وتتغيّر أعداد أنواع الكائنات الحيّة باستمرار إذ تظهر أنواع جديدة، وتنقرض أنواع أخرى.
تُصنّف الكائنات الحيّة التي تشكّل مكونات الطّبيعة الحيّة إلى الممالك الآتيّة: