فنرى استعمال الخشب أصبح محدوداً جداً نظراً لتعرضه للحريق، ولندرة وجوده في أراضيه، نظراً لقطع كميات كبيرة من الأشجار والغابات، كما ظهر استخدام القرميد، كما كان أول من استعمل الحجر البورتلاندى هو (إنجو جونز)، حيث استعمله في كثير من الكنائس والقصور خاصة بعد حريق لندن المشهور، هذا بالإضافة إلى استعمال الطوب الأحمر في بناء الحوائط.
فهذه النهضة وجدت طريقها بسرعة في هذه المناطق التي لا تسطع فيها الشمس إلا قليل طوال العام، ورحبت بها بريطانيا في مبانيها رغبة منها في توسيع الفتحات؛ للسماح للضوء أن ينفذ داخل المبنى والرغبة الملحة بالشعور بالراحة داخل المبنى؛ ممّا انعكس أثر هذه الرغبة وظهر واضحاً في استعمال الدفايات والمداخن، حيث كانت هذه العناصر من أهم معالم العمارة في عصر النهضة.
فإن تبادل المطبوعات والأعمال الرائعة التي ظهرت في البلاد الأخرى في إيطاليا وفرنسا وغيرها، كان له أكبر أثر في انتشار عصر النهضة، وخاصة الكتب والصور والرسومات التفصيلية والمساقط، حيث ساعدت الفنانين والمهندسين في تطوير وتطبيق ما يلائم فيها، كما كان لظهور النهضة الفكرية في الآداب والعلوم الثقافية سبب في إرساء عصر النهضة المعمارية في البلاد، وساعدت ظروف هذا التقدم الشامل وتلك النهضة التي شملت البلاد بظهور حاجة ملحة إلى إنشاء المساكن وخاصة للمشتغلين بالغزل وصناعة النسيج والزراعة والصناعات الزراعية.