ماهي المعالم التاريخية في منطقة الباحة في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
ماهي المعالم التاريخية في منطقة الباحة في المملكة العربية السعودية

ماهي المعالم التاريخية في منطقة الباحة في المملكة العربية السعودية.

 

- الأحسبة:

عُرف اسم هذا الوادي الذي يبتدئ من أسفل قرية المشايعة جنوب المخواة، في المصادر المبكرة بتهجئات متعددة، منها: الأحْسَبَة، والحَسَبَة؛ وهو يعبر مسار طريق الحج اليمني التهامي المعروف أيضًا باسم الساحلي أو السلطاني من خلال مصبه المتصل بساحل البحر الأحمر  ويفصل وادي الأحسبة الموقع الأثري إلى قسمين رئيسين: شمالي وجنوبي:
 
1 - الأحسبة الشمالية:
 
تقع الأحسبة الشمالية إلى الشمال من موقع الأحسبة الجنوبية بوادي الأحسبة. ويشكل جبل شدا الأسفل - الواقع إلى الشمال الشرقي من الموقع الأثري بمسافة تصل إلى نحو 15كم - أقرب علم طبيعي لها؛ كما تقع بلدة المِخْواة إلى الشمال الشرقي من الموقع الأثري بمسافة 22كم تقريبًا.
 
يحوي هذا الموقع الأثري بقايا ركامية من الحجارة المحلية لأطلال مبانٍ سكنية،  وتنتشر فيه كسر فخارية تصطبغ باللون الأحمر والأبيض بسماكات متباينة.  وتوجد على سطح الموقع، أيضًا، بعض الكسر الفخارية التي تشتمل سطوحها الخارجية على عناصر لزخارف تقليدية، وبعض الكسر الزجاجية ذات اللون الأخضر الفاتح أو الغامق.  كما يلاحظ في الموقع كثرة وجود قطع الأرحاء والمساحق الحجرية.
 
وتوجد إلى الجنوب بمسافة تصل إلى نحو 200م عدد من المقابر، يحمل بعضها شواهد كتابية غير مؤرخة   
 
الأحسبة الجنوبية:
 
تقع الأحسبة الجنوبية على الحافة الشرقية لوادي الأحسبة، وإلى الشمال الشرقي من بلدة المخواة بمقدار 15كم، وإلى الجنوب الشرقي من مستوطنة عشم بمسافة تصل إلى نحو 13كم.
 
وتصل أبعاد هذا الموقع الأثري إلى نحو 250×350م، ويشتمل على أطلال وبقايا أثرية لوحدات معمارية  سكنية شيدت من الحجارة المحلية، وتنتشر على سطح الموقع كسر فخارية مصنوعة من الطينة الحمراء والبيضاء  وقطع من الأرحاء  والمساحق المشذبة. كما يشتمل الموقع على منجم العصداء  الذي تبلغ أبعاده نحو 100×200م، وموقع آخر للصهر والتنقية تبلغ مساحته 80×80م.
 
وقد عُثر في الموقع على قبور تحمل شواهدها نقوشًا كتابية مؤرخة وغير مؤرخة؛ ومن خلال المخلفات المادية الأثرية والكتابات الشاهدية المؤرخة يبدو أن الموقع بلغ قمة ازدهاره في الفترة ما بين القرن الثالث حتى منتصف القرن السادس الهجري/التاسع والثاني عشر الميلادي  
 
- أم الدَّمَار:
 
يقع موقع معدن أم الدمار في أعلى وادي العقيق، وقد عُرف محليًا باسم أم الدمار بسبب جهل العامة اسمَهُ التاريخي؛ ويُعرف المعدن في المصادر المبكرة بعدة أسماء، منها: معدن العقيق، ومعدن العقيق اليماني؛ أما حديثًا فيعرف باسم معدن عقيق غامد، فنسبته تعود إلى واديه الذي هو أحد روافد وادي تربة.
 
وقد تم توثيق المعدن في تقرير مديرية المعادن بمنطقة الباحة باسم العقيق؛ وورد للمعدن توثيق آخر في مسح وكالة الآثار والمتاحف للمنطقة. ويُعد معدن العقيق (أم الدمار) من أكبر مناجم الذهب، وهي قرية تشتمل على نحو 100 وحدة بنائية، عثر فيها، بجانب أخاديد التعدين، على قطع من المطاحن الحجرية التي كانت تدار باليد (الأرحاء) وقليل من الكسر الفخارية. 
 
- بطحان:
 
يُعد بطحان من أشهر أودية السراة وأهمها، وهو الوادي المعروف باسم وادي بيدة (أبيدة)؛  ويقع شمال شرقي الباحة بمسافة تصل إلى نحو 35كم من الباحة، وإلى الجنوب الشرقي من مدينة الأطاولة بمسافة تصل إلى نحو 20كم  .  وينبع من أسفل جبل العِرْق في الجنوب، وأخيرًا فهو يجتمع مع سيل العاصد في السوسية فوادي تربة  .  وقد عُرف هذا الوادي بأنه من منازل أزد السراة، أو من بلاد هلال على حد قول الهمداني، وقد ورد ذكره في كتابات المتقدمين أمثال الهمداني وياقوت، كما كان طرفه الشمالي المحاذي لوادي إيهار ووادي تربة معبرًا لمسار طريق الحج اليمني الأعلى (النجدي) الذي يصل صنعاء بمكة المكرمة بعد خروج الطريق من أراضي حرة نجد (حرة البقوم)  
 
وفي وسط الوادي وعلى امتداد ضفتيه عدد من القرى، من ضمنها مستوطنات قديمة لها شهرة ظاهرة في المجال التعديني، مثل: معشوقة وغيرها. وتنسب إلى هذا الوادي العباءة البيدية، واشتهر سكانه ومن جاورهم - مثل سكان العقيق - بالصناعات الصوفية. وكانت نساء هذه المناطق حتى وقت قريب ينسجن أجود أنواع العباءات البيدية. 
 
كما يشتمل الموقع على أطلال وبقايا لوحدات معمارية أثرية تربض على مساحة تبلغ نحو 60×30م  . 
 
- بُهْر:
 
وادي بهر من أودية عقيق غامد، ويستمد هذا الوادي مياهه من جبال السراة، ويشتهر بكثرة مراعيه ومياهه، ويقع إلى الشمال الشرقي من مدينة الباحة بمسافة تصل إلى نحو 25كم  .  تبلغ مساحة الموقع الأثري نحو 85×26م، ويحتوي على دوائر حجرية، ومقابر مغطاة بألواح حجرية  
 
- هضبة بلحُصَيْن:
 
تقع هضبة بلحصين إلى الجنوب الشرقي من قرية الهضبة في أراضي بني كبير من غامد جوار وادي رنية. تشتمل على 15 نقشًا مختلفًا ورسومًا حيوانية، إلى جانب وجود آثار وبقايا لمساكن قديمة  
 
- تُرَبَة:
 
وادٍ كبير تصب فيه مياه بلاد زهران، يبدأ من وادي الصدر في سراة زهران في الجنوب، وينتهي بوادي تربة، ويرفده كثير من الأودية والشعاب، ويلتقي به وادي بيدة (أبيدة) في الخيالة، وكذلك بعض أودية العقيق  وتقع حاضرة الوادي إلى الجنوب الشرقي من مدينة الطائف.
 
ساعد الموقع الجغرافي لتربة - المجاور للحد الفاصل بين هضبة نجد والحجاز، القريب من مسار طريق التجارة القديم الذي له دور مهم في تجارة عرب الجنوب   - على ازدهار واديها ونمو حواضره. وازدادت هذه الأهمية بعد ظهور الإسلام حينما بدأت قوافل حجاج بلاد اليمن في استخدام مسار طريق التجارة نفسه.
 
يذكر ابن سعد أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجّه في السنة السابعة من الهجرة 629 - 630م سرية بقيادة عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - في ثلاثين رجلاً إلى قبيلة هوازن القاطنة في نواحي تربة الواقعة على طريق صنعاء - نجران  
 
ولوادي تربة ذكر في المصادر المبكرة؛ لوقوعه على طريق الحج اليمني الأعلى (النجدي)؛ ومن أبرز من أشار إليه أحمد بن عيسى الرداعي في أرجوزته خلال ذهابه للحج، كما أشار كل من الهمداني والبكري إلى تربة وأهميتها  
 
ويعرف وادي تربة - في الجغرافية المحلية للمملكة العربية السعودية حديثًا - بوادي سبيع  نسبة إلى القبيلة المعروفة، كما يطلق اسم الوادي على إحدى معارك توحيد المملكة التي وقعت في عام1337هـ/ 1919م  
 
وكان للمسوحات الميدانية الأثرية في وادي تربة نتائج، منها: العثور على مواقع قديمة للتعدين بالقرب من حاضرة الوادي، ومنها كذلك العثور على آثار لحصون وأبراج مشيدة بطوب اللبن غير المشوي والأحجار المحلية  .  وكُشف عن آثار التمهيد والرصف لبعض أجزاء طريق الحج اليمني الذي يصل بلاد اليمن بمكة المكرمة  .  أما في داخل مدينة تربة فلا تزال بعض أطلال الحصون المتأخرة باقية فيها، ومنها: القلعة العسكرية التي تدعى منيف، وقلعة شنقل  
 
- ثَرَاد:
 
وادٍ من أودية عقيق غامد، ويسمى ثراد الجنوبي لوقوعه جنوب العقيق. يأتي سيله من جبال سراة غامد، وهو من روافد وادي تربة  .  يقع الموقع الأثري في وسط بطن الوادي، ويحوي أطلالاً وبقايا قبور قديمة  يبلغ طول القبر منها مترًا ونصف المتر تقريبًا وعرضه مترين؛ كما يشتمل الموقع على آثار للتعدين إلى جانب عدد من الكتابات والنقوش الإسلامية غير المؤرخة التي يصل عددها إلى نحو 13 نقشًا جميعها بالخط الكوفي المبكر. 
 
- ثَرُوْق: 
 
وادٍ زراعي من أودية دوس، يبلغ طوله نحو 2كم تقريبًا؛ يبدأ من أشف العياش الجنوبية ويصب في جرداء بني علي بتهامة دوس من زهران. يحده من الشمال جبال وادي آل نعمة، ومن الجهة الشرقية جبل ظَهْر الغَدَا، ومن الجنوب جبل غمضان، ومن الغرب والجنوب الغربي الحافة الجبلية المطلة على تهامة (الشَّفا)  .  وقد ارتبط اسم هذا الوادي - الذي تقع على ضفافه مجموعة من القرى المتصفة بقدمها في صدر الإسلام - بقصة الطفيل بن عمرو الدوسي التاريخية؛ وورد ذكر اسم ثروق عند ياقوت الحموي الذي قال فيه: "قرية عظيمة لبني دوس، فيها منبر"  
 
- جَرَب (أُجْرب):
 
تقع جرب (أو أُجرب) في الجانب الشرقي من الحدود الإدارية لمنطقة الباحة، وإلى الشمال الشرقي من مدينة العقيق بمسافة تصل إلى نحو 45كم  
 
ينفرد الهمداني والشاعر اليمني الرداعي بذكر موقع جرب (أو أجرب) وتحديده على أنه أحد مناهل طريق الحج اليمني الأعلى (النجدي)، ويشيران إلى وجود بئر فيه؛ أما بقية الجغرافيين العرب المسلمين المبكرين، ومنهم الحربي فيوردون اسم المحطة فقط ووقوعها على الطريق من دون تفاصيل تذكر  
 
ويُعد جرب (أو أجرب) من أودية العقيق (عقيق بادية غامد)، ورافد من روافد وادي رنية، يشتمل على مناهل مائية قديمة واقعة على طريق الحج اليمني الأعلى (النجدي) الذي يصل مدينة صنعاء بمكة المكرمة. يجتاز مسار طريق الحج اليمني الأعلى (النجدي) منهل جرب متجهًا صوب حرة البقوم (حرة نجد)؛ ويقع بجانب مسار الطريق آبار حُدّثت ورُمّمت وأُصلحت، وربما كانت تلك الآبار هي الموارد والمناهل القديمة المشار إليها في كتب المتقدمين  .  أما قرية حديثة فإنها لا تزال تحتفظ حتى الآن بالاسم التاريخي القديم لها وتعد قاعدة لبادية جرب، وهي تابعة إداريًا لمدينة العقيق  
 
- حرة البقوم:
 
تقع حرة البقوم إلى الشمال الغربي من منهل جرب (أجرب) بمسافة تصل إلى نحو 10كم؛ ويحد الحرة من الشمال وادي إيهار ووادي تربة، ومن الجنوب يحدها وادي جرب ووادي رنية، ومن الجهة الشرقية يحد الحرة جبل بارز يسمى رأفة، أما من جهة الغرب فيحدّها واحة العقيق وجبال شعير  
 
ويطلق على حرة البقوم عند الجغرافيين المسلمين اسم حرة نجد أو حرة بني هلال بن عامر أو حرة النّواصف؛ وقد أورد الهمداني   في تعليقه على أبيات أرجوزة الحج للرداعي ذكرًا لها وأسماها حرة نجد، في حين أطلق الجغرافي أبو علي الهجري عليها اسم حرة بني هلال عند حديثه عن حرات العرب، ووصفها بأنها: "معترضة من أسفل سقف الطود إلى مهب الشمال أرجح من ستة أيام، ومن الشرق إلى الغرب شطر ذلك"  
 
أما بخصوص الرحالة الغربيين فقد قدّم أحدهم خلال تجواله بالمنطقة في الثلاثينيات الميلادية وصفًا لحرة البقوم خصوصًا ما يتعلق بطبيعة تضاريسها الصعبة، ولكن يبدو أنه لم يستطع اجتياز أراضيها لصعوبة المسالك من خلالها  
 
وتحتل أراضي الحرة المساحة الواقعة بين وادي رنية ووادي تربة، ويخترق جسم الحرة من جهته الجنوبية الشرقية المسار المرصوف لطريق الحج اليمني الأعلى القادم من صنعاء متجهًا نحو مكة المكرمة. كما تشتمل الحرة على عدة أودية وشعاب لها ذكر عند المتقدمين، ويجتازها مسار الطريق المذكور، ومن الأودية التي تشملها الحرة: وادي كرا، ووادي ذراع (كراع)، ووادي الرفضة (الرفغة)، ووادي كركر  
 
- حُنُف: 
 
وحنف قرية سُمّيت باسم شعيب صغير من روافد وادي الأحسبة، يبعد نحو 16كم إلى الشمال الشرقي من موقع الأحسبة الشمالية، ونحو 8كم إلى الجنوب الغربي من المخواة  
 
ويُعَدُّ حنف من المواقع الأثرية صغيرة المساحة، ويعتلي ربوة تشرف على الحافة الشرقية لشعيب حُنُف. يحوي الموقع بقايا وأطلالاً لوحدات معمارية؛ وتنتشر فيه قطع كبيرة وكسر صغيرة من الأرحاء الحجرية القديمة التي استعملت للأغراض التصنيعية. وتقع إلى الجنوب من الموقع الأثري ببضعة أمتار مقبرة صغيرة تشتمل على ثلاثة قبور إسلامية، وشواهدها لا تتضمن أي كتابات. كما يوجد بالقرب من الموقع نبع ماء بجانبه صخرة تحمل نقشًا إسلاميًا غير مؤرخ مكتوب بالخط الكوفي، ويشتمل نص النقش على آية من القرآن الكريم  
 
- حَوالة:
 
تقع بلاد حوالة إلى الجنوب من بلجرشي بمسافة تبلغ نحو 29كم، وذلك على الحد الإداري الجنوبي الغربي للمنطقة  . 
 
وتشتهر أودية بلاد حوالة، مثل: وادي حوالة شرف، ووادي قِذَّانة ووادي النَّهْيَيْن، بكثرة حصونها الأثرية؛ ويبلغ عدد حصون وادي النهيين أكثر من ستة عشر حصنًا من أشهرها: حصن صبحة،  وحصن آل حبة، وحصن الأثرارة، وحصن غزالة، وحصن الشطبة، وحصن مهدية، وحصن الشعبة، وغيرها من الحصون. كما تشتهر هذه الأودية المنتشرة ببلاد حوالة بوجود عدد من القرى الأثرية القديمة التي يصل عددها إلى نحو عشر قرى أثرية قديمة، منها: قرية سنان، وقرية الشّرف، وقرية الخبيرة، وقرية لوبة، وقرية الساعد، وقرية بصرة. وتشتمل هذه القرى كلها على بقايا وأطلال لوحدات معمارية تخص حصون المنطقة، إضافة إلى وجود مساحات تظهر عليها آثار قديمة لنشاط الزراع  . 
 
- الخُلُف: 
 
تقع قرية الخلف على بُعد نحو 5كم إلى الشمال من مدينة قِلْوَة.
 
ويرد اسم الخلف غالبًا في التاريخ الإسلامي متلازمًا مع ذكر اسم الخليف القريب منه، وذلك عند المؤرخين الفاسي (ت 832هـ/1429م) والشرجي (ت 893هـ/1488م)؛ وكلتاهما: الخلف والخليف، وصفتا عندهما بأنهما قريتان من قرى الحجاز مما يلي بلاد اليمن  . 
 
تشتمل القرية على حي سكني رئيس فيه دور سكنية، وجامع، ومقبرة؛ وهذه العناصر المعمارية كلها تقع على ظهر جبل يطل على وادي محلا، وإلى الجنوب الشرقي منها يقع القسم الثاني من حي القرية السكني حيث المباني والدور السكنية.
 
والعناصر الأثرية الشاخصة في الموقع كما يأتي:
 
أ) المسجد: 
 
يقع المسجد في الجانب الشمالي الغربي للحي السكني الرئيس بالقرية؛ ويتبوأ مساحة شبه مربعة الشكل تقدر مساحتها بنحو 324م  ، وللمسجد مئذنة واحدة بقاعدة مربعة، وسلم يصعد لسطحها، وتقع تلك المئذنة في طرف الزاوية الجنوبية الشرقية من فناء المسجد. تمتاز الكتلة المعمارية الخارجية لمسجد الخلف بالمتانة في مادة بنائها وسماكة جدرانها. أما الحالة المعمارية الداخلية للمسجد فقد تداعت معظم أجزائه وهوت على الأرض.
 
تلحق بمسجد الخلف ملاحق معمارية من أبرزها البركة والسبيل؛ فالبركة تقع وسط ساحة المسجد وهي مربعة الشكل ومطوية بالحجارة المحلية، أما السبيل فيتوسط الجدار الجنوبي للمسجد للسقاية سواء أكانوا داخل المسجد أم خارجه.
 
ب) الحي السكني: 
 
تتوزع منازل الحي السكني في مجموعات صغيرة، ويغلب عليها حاليًا التهدم والخراب الشامل. وما بقي من أنقاض معمارية يشير إلى أن منازل قرية الخلف كانت على درجة كبيرة من القوة والإحكام، وجميعها مبنية من الحجر المحلي الصلد.
 
ج) البئر:
 
تقع بئر قرية الخلف،  المسماة دُغَيْفِقة، إلى الغرب من الحي السكني بنحو 100م؛ وهي من الآبار المطوية بالحجارة، المشهورة بغزارة مائها.
 
د) المقابر:
 
تشتمل قرية الخلف على ثلاث مقابر متفاوتة المساحة؛ اثنتان صغيرتان وتقعان داخل الحي السكني، أما المقبرة الثالثة فهي أكبر وأوسع، وتقع إلى الشرق من الحي السكني  
 
- الخَليف:
 
تقع قرية الخليف إلى الشمال الغربي من مدينة قِلْوَة بمسافة تصل إلى نحو 5كم؛ وعلى بُعد نحو 2كم إلى الغرب من قرية الخلف.
 
وقد ارتبط اسم قرية الخليف بجارتها قرية الخلف، واشتهرت الخليف بأنها مسكن عدد من العلماء والفقهاء، منهم أبو عبدالله محمد بن إبراهيم بن جُميع. 
 
ويشتمل موقع قرية الخليف على دور ومبانٍ سكنية، وآبار للشرب، وثلاث مقابر إحداها مقبرة كبيرة تبعد عن موقع قرية الخليف بنحو 700م، وتتضمن شواهدها كتابات إسلامية عديدة مؤرخة وغير مؤرخة؛ تمتد فتراتها من النصف الأول للقرن الثالث الهجري حتى النصف الثاني من القرن الخامس الهجري/التاسع - الحادي عشر الميلادي، إلى جانب نقش يعود إلى أواخر القرن الثامن وأوائل القرن التاسع الهجريين/الرابع عشر والخامس عشر الميلاديين. والعناصر الأثرية الشاخصة بالموقع كما يأتي:
 
أ) الحي السكني:
 
تندرج معظم مباني الحي السكني بقرية الخليف تحت نمط العمارة التقليدية  بمنطقة الباحة وتتمثل هذه العمارة في الكتل الإنشائية المبنية من الحجر المحلي الصلد،  التي تتسع من الأسفل وتضيق قليلاً من الأعلى، وفقًا لنمط بناء الأبراج الدفاعية المنتشرة في المنطقة.
 
ب) الآبار: 
 
تقع في الجهة الجنوبية والجنوبية الشرقية من الحي السكني ثلاث آبار تحمل أسماء محلية، وهي: بئر بَحْرة، وبئر الحمام (بئر الشيخ)، وبئر العوجاء.
 
ج) المقابر:
 
توجد بالقرية مقبرتان: الأولى مقبرة صغيرة المساحة وتقع إلى الجنوب من الحي السكني، أما الثانية فمساحتها كبيرة وتقع إلى الشرق من الحي السكني. ويبدو أن هذه المقبرة كانت تشتمل على ألواح شاهدية منقوشة ربما نقلت وأعيد استخدامها في تشييد بعض المنازل بالمنطقة المحيطة بموقع الخليف الأثري  
 
- قرية ذي عَيْن: 
 
تقع قرية ذي عين إلى الجنوب الغربي من مدينة الباحة على مسافة 24كم، وإلى الشرق من وادي راش الواقع إلى الشمال الشرقي من مدينة المخواة.
 
وقرية ذي عين قرية كبيرة من قرى تهامة زهران شيدت على قمة جبل يتصف بكثرة حجارته البيضاء، وتشتهر أراضي القرية المذكورة بزراعة الموز والليمون وأنواع الرياحين، كما تشتهر بجودة الصناعات اليدوية، وبخاصة الأواني المنـزلية المصنوعة من سعف النخيل وأليافه. ويعود إنشاء هذه القرية إلى نهاية القرن العاشر الهجري/السادس عشر الميلادي  
 
- رَأسُ (قَدُوم) ضَان:
 
يطلق اسم رأس (قدوم) ضان على الجانب الجنوبي من جبل كبير مستطيل يقع شرقي وادي ثروق ببلاد دوس من سراة زهران يدعى ظَهْر الغَدَا، ويفصل بين بلاد بني مُنْهب (وادي ثروق) وبلاد بني فهم  .  وقد ورد ذكر لرأس ضأن عند ياقوت على أنه جبل في بلاد دوس، كما ورد ذكره في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - وأبانِ بن سعيد، عندما قدم أبانُ على النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو في خيبر. وتوجد بقايا وأطلال لأسوار جدارية تمتد من أعلى قمة الجبل حتى تصل إلى سفحه 
 
- الرهوة: 
 
تقع الرهوة إلى الشمال الشرقي من مدينة قِلْوَة بمسافة تصل إلى نحو 5كم بالقرب من وادي سَبّة التهامي، وإلى الشرق من موقع الخليف الأثري بنحو 700م  
والرهوة موقع أثري صغير، يشمل سفحُ الجبل المشرف على واديها مقبرة كبيرة  تحتل سهلاً منبسطًا، وهي من أقدم مقابر المنطقة، ومن أكثرها غنى بالألواح الشاهدية المنقوشة، وتحتوي على عدد من النقوش بالخط الكوفي منها المؤرخة ومنها غير المؤرخة، ويعتقد أن هذه المقبرة تابعة لقرية الخليف الأثرية القريبة منها. ويلحظ نقل بعض شواهدها وإعادة استخدامها في تعمير أسوار بعض المزارع القريبة منها. وعثر في الموقع ذاته على نحو 20 نقشًا بالخط الكوفي المُورق والمُزهر، وأغلب نصوصها مؤرخة، ويعود تاريخ أقدمها إلى سنة 234هـ/ 849م 
 
- روضة بني سِيْد: 
 
تقع روضة بني سِيْد إلى الشمال الغربي من مدينة العقيق بمسافة تصل إلى نحو 25كم. وهي قرية قديمة تحتوي على أطلال وبقايا لوحدات سكنية متهدمة، وتنتشر فوق سطح الموقع بعض الكسر الفخارية. يعود تأريخ الموقع إلى فترة العصر العباسي المتأخرة تقريبًا؛ حيث يذكر أن تلك القرية خربت عام530هـ/1136م إثر فتنة داخلية قامت بين سكانها وهم بنو سيد وبين آل سيار من بادية غامد  
 
- السُليم:
 
يقع وادي (أو شعيب) السُّليم في الجزء الجنوبي الشرقي من حرة البقوم (حرة نجد)، وهو مجاور لوادي الدَّحْلة ويحد ذلك الوادي من الشمال والشمال الشرقي جبل رافة، ومن الغرب وادي كرا، ومن الجنوب الغربي وادي الرفغة، ومن الجنوب والجنوب الشرقي وادي أجرب.
 
ويشتمل الشعيب على بعض البقايا الأثرية المتمثلة في وجود مسارين مزدوجين ومحددين لطريق الحج اليمني الأعلى (النجدي)  الذي يصل صنعاء بمكة المكرمة بعرض يصل إلى نحو 6م. وقد عُثر على ميلٍ حجري من أميال أحجار المسافة على ضفة مسار هذا الطريق يحمل بعض الكتابات العربية  
 
- الصَّنَقَة:
 
تقع قرية الصنقة إلى الشمال الغربي من موقع الخلف والخليف بمسافة تصل إلى نحو 16كم، وإلى الشمال من وادي الشعراء، وهي من قرى قبيلة بلمفضل بتهامة زهران  
 
يشتمل الموقع على مستوطنة صغيرة المساحة تحوي وحدات بنائية، وأساسات لجدران ربما كانت سواري ترتكز عليها بعض القباب التي كانت تحيط بمجموعة من القبور. تتضمن بعض شواهد القبور كتابات نقشية شاهدية منها اثنان مؤرخان بسنة 534هـ/1139م، والثالث مؤرخ بسنة 584هـ/ 1188م  
 
- الصُّنَّة:
 
وادٍ يقع إلى الشمال الشرقي من مدينة الباحة بمسافة تصل إلى نحو 27كم، على طريق الباحة - العقيق  .  ويشتمل الموقع على أربعة نقوش كتابية صخرية إسلامية غير مؤرخة، نفذت جميعها بالخط الكوفي البسيط المبكر  
 
- عَشَم: 
 
تقع عَشَم (ويطلق عليها عَشْم أيضًا) على بُعد 20كم شرق قرية المظيلف، بمسافة تصل إلى نحو 2كم إلى الشمال من وادي قرماء المشهور، وتبعد عن المخواة غربًا بمسافة 50كم  
 
ويوجد موقع عشم الأثري على ضفاف شعبي الخربان وأبي فريع، وتحيط به من الجهات جميعها تقريبًا سلسلة من الجبيلات السود؛ فمن الشمال يحيط به هضاب جبلية تسمى أم الطوق ومن الشرق يحده جبل أبي فريع، ومن الجنوب الشرقي يسوره جبل الديسة. أما جبل الصنيعة فيحيط بالموقع من الجهة الجنوبية  
 
وقد ارتبطت مستوطنة عشم خلال تاريخها بحواضر تاريخية وحضارية صغيرة المساحة تقع على مقربة منها، وهي: موقع مسعودة الأثري الواقع إلى الشمال من عشم بنحو 9كم، وموقع النصايب (الصهوة) الأثري الكائن إلى الشمال الغربي من عشم بمقدار 6كم، وموقع الأحسبة (الشمالي والجنوبي) الأثري الواقع إلى الجنوب الشرقي من عشم بمسافة تصل إلى نحو 13كم. ومن خلال ارتباط عشم بهذه المستوطنات الحضارية ومدى الكم الأثري المادي الذي كُشف عنه بعشم ومستوطناتها، تبرز الأهمية التاريخية والحضارية لمستوطنة عشم بوصفها أهم موقع أثري في منطقة الباحة، وتتساوى هذه الأهمية الأثرية مع موقعي الخلف والخليف ومقبرتهما.
 
ورد ذِكرْ عشم غير مرة في المصادر العربية الإسلامية المبكرة، مركزة تلك المصادر على غناها بمعدن الذهب وحصانة موقعها بوصفها محطة على طريق الحج القديم بين صنعاء ومكة المكرمة، وأنها كانت مخلافًا يتبع مكة المكرمة  .  أما آخر ذكر لموقع عشم فورد عند ياقوت الحموي  
 
ويبدو أن عشم من المستوطنات الصغيرة التي كانت قائمة قبل ظهور الإسلام؛ وأنها وصلت إلى أوج ازدهارها ونموها بعد بزوغ الإسلام خصوصًا خلال القرنين الثالث والرابع الهجريين/التاسع والعاشر الميلاديين. ومن العوامل التي أدت إلى ازدهار عشم ونموها، وقوعها بين سفوح (شعاف) جبال السراة والسهل الساحلي التهامي (الخبت) للبحر الأحمر؛ مما جعلها نقطة وسطية يجتمع عندها أهالي السراة مع أهالي تهامة، وسهل - في الوقت ذاته - ممارستهم لشؤونهم التجارية. وقد تضافر هذا العامل الطبيعي مع كونها محطة رسمية ورئيسة على طريق الحاج الذي يربط مدينة صنعاء بمكة المكرمة، ومعدنها من أشهر معادن الذهب في الجزيرة العربية.
 
أما ما يتعلق بتدهور مستوطنة عشم واندثارها فلا توجد معلومات تاريخية في المصادر المتاحة تشير إلى أسباب ذلك؛ وما يتوافر من دلائل أثرية خطية تبرز أن آخر كتابة شاهدية مؤرخة وجدت في الموقع تعود إلى سنة 449هـ/ 1057م  
 
ويرى الباحثون أن هناك عددًا من الأسباب ربما تكون وراء أُفول نجم هذه المستوطنة وضعف شأنها؛ منها فقدان دورها بوصفها محطة لحجاج صنعاء بعد حدوث انحراف مسار طريق الحج الذي يربط مدينة صنعاء بمكة المكرمة للاتجاه الغربي من عشم، وضعف موارد عشم الطبيعية المتمثلة بوجه خاص في معدنها الذي اختفى ذكره في المصادر منذ القرن الخامس الهجري/الحادي عشر الميلادي.
 
يشتمل الموقع الأثري لعشم على منطقتين سكنيتين: كبرى وصغرى،  ومسجد جامع، وسوق وعدد من المقابر التي تحمل بعض شواهدها كتابات شاهدية مؤرخة. وتوجد إلى الجنوب الغربي من الموقع بقايا أثرية لأبراج شيدت فوق ربوة جبلية. كما ينتشر على سطح الموقع عدد من قطع الرحي ذات التجاويف الناعمة والخشنة، كما عثر في الموقع على كسر فخارية وخزفية تعود إلى العصرين الأموي والعباسي. 
 
- العَقِيْق: 
 
العقيق بلدة كبيرة ومشهورة تبعد عن مدينة الباحة نحو 45كم باتجاه الشمال الشرقي، وتقع إلى الشمال من وادي العقيق الذي سميت البلدة باسمه  .  ومدينة العقيق هي حاضرة بادية غامد بمنطقة الباحة، وتشتهر أراضيها بمناجم التعدين، ومعدن العقيق (العقيق اليماني) المعروف باسم لغبة (اللغبة) خير شاهد على شهرتها في هذا المضمار  .  وقد وصف أحد الرحالة العقيق خلال الحملة المصرية على عسير عام1249هـ/1834م حيث ذكر أنها:"تتكون من نحو ثلاثين منـزلاً، نصفها مبني بالحجارة والنصف الآخر مبني بالآجر الطيني"  . 
 
- عَيْسان:
 
تبدأ سلسلة جبال عيسان التي تمتد بطول يصل إلى نحو 60كم، من شمال شرقي بلدة بني سار، وتمتد محاذية وادي بيدة (أبيدة) من الشرق حتى تصل قرب وادي السَّوسِيّة. وتحتضن هذه السلسلة الجبلية ثلاثة مواقع أثرية  ،  هي:
 
أ) وادي المنـزل:
 
يحتوي هذا الموقع على عدد من النقوش والكتابات الإسلامية غير المؤرخة التي ربما تعود إلى القرن الثاني الهجري/الثامن الميلادي؛ كما يشتمل الموقع على بعض الرسومات الصخرية لأشكال حيوانية.
 
ب) وادي ثراد الأعلى: 
 
يحتوي موقع ثراد الأعلى على أطلال بقايا وحدات معمارية لمستوطنة زراعية؛ كما كشف فيه عن نقوش وكتابات إسلامية غير مؤرخة، ربما تعود إلى الفترة الواقعة ما بين القرن الثاني والرابع الهجري/الثامن والعاشر الميلادي.
 
ج) وادي ثراد الأسفل:
 
يشتمل موقع ثراد الأسفل الواقع إلى الغرب من بلدة العقيق بمسافة تصل إلى نحو 25كم، على عدد كبير من النقوش والكتابات الصخرية الإسلامية غير المؤرخة 
 
- فرعة عذا (جبل الدَّهْو):
 
تقع فرعة عذا إلى الشمال الشرقي من موقع مسعودة الأثري بمسافة 6كم، في سفح جبل الدهو. ويشتمل الموقع على أطلال وبقايا لوحدات بنائية معمارية ومقبرة صغيرة جدًا؛ إضافة إلى وجود نقشين لشاهدين غير مؤرخين ربما يعودان إلى القرون الهجرية الأولى 
 
- فيجل:
 
يقع هذا الموقع إلى الجنوب الغربي من مدينة العقيق بمسافة تصل إلى نحو 5كم. ويشتمل الموقع الأثري - الذي تقدر أبعاده بنحو 35×25م - على آثار وبقايا لوحدات معمارية مشيدة فوق هضبة  غير مرتفعة  
 
- قبور الزينَة:
 
تقع قبور الزينة في وادي ثراد بني كبير شرقي العقيق بمسافة تصل إلى 25كم. ويتمثل ذلك الموقع في آثار ومقابر مرصعة بأحجار المرمر (المرو) الأبيض، ويرتفع القبر الواحد منها نحو مترين عن سطح الأرض؛ وتتشابه هذه المقابر مع مقابر وادي بهر، وتبلغ مساحة الموقع الأثري نحو 500×300م  
 
- القَرَى:
 
تقع القرى في ناحية بني كبير إلى الشمال الشرقي من مدينة بلجرشي بمسافة تصل إلى نحو 20كم.
 
ويشتمل الموقع على أطلال وبقايا لوحدات معمارية، وعُثر فيه على نقوش كتابية كوفية على الواجهات الصخرية القريبة من الموقع الأثري. ويُعَدُّ هذا الموقع الإسلامي من المواقع المهمة، فآثاره الأخرى القديمة المتمثلة في الرسوم الصخرية للأشكال الحيوانية ووجود الرجوم والدوائر الحجرية ترجع الموقع إلى العهود التاريخية التي سبقت ظهور الإسلام، ويمكن تأريخها بالألف الثالث قبل الميلاد  
 
- القريحاء:
 
تقع القريحاء إلى الجنوب من قرية جرب (أجرب) بمسافة تصل إلى نحو 15كم، وسميت القريحاء بهذا الاسم نسبة إلى واديها (وادي القريحاء).
 
وتشير المصادر الإسلامية المبكرة إلى أن القريحاء كانت "قرية ثم خربت"، ومنهلاً كثير الماء، ومكانًا لإعلاف دواب المسافرين، حيث كانت تقع على مسار طريق الحج اليمني الأعلى (النجدي) الذي يصل مدينة صنعاء بمكة المكرمة، وفي النصف الأول من القرن الثالث الهجري/التاسع الميلادي توقف صاحب أرجوزة الحج، أحمد بن عيسى الرداعي، خلال رحلة ذهابه إلى مكة المكرمة وإيابه منها، عند هذه المحطة وأشار إلى غزارة مياهها  
 
ويشتمل الموقع على آثار لمسار الطريق، مثل: الرصف والتكتيف والتمهيد،  وبقايا وحدات حجرية تطغى عليها أشكال الدوائر الحجرية، مع وجود مسجد صغير (مصلى) بالموقع يسمى مسجد شمران يتسم ببساطة العمارة والتخطيط. وهذه العناصر الأثرية جميعها تقع بالقرب من عقبة جبلية صغيرة تسمى محليًا بعقبة كباثا  
 
- الكِبَسَة:
 
قرية تقع تحت قمة جبل شَدَا الأعلى التهامي ببلاد غامد وزهران الواقع جنوب شرقي بلدة قلوة على مسافة 15كم تقريبًا  
وورد اسم الكبسة عند ابن المجاور في القرن السابع الهجري/الثالث عشر الميلادي خلال وصفه محطات طريق حج السراة الذي يربط مدينة صعدة بمكة المكرمة مرورًا بالطائف؛ كما ورد ذكر للقرية نفسها عند أحد الرحالة الغربيين في عام 1229هـ/1814م، خلال حديثه عن طريق الحج السروي. تشتمل قمة الجبل المحاذية لقرية الكبسة على مسجد صغير المساحة (مصلى) يُعَدُّ من المساجد التاريخية، ويتسم ببساطة العمارة والتخطيط، ويطلق عليه مصلى إبراهيم  . 
 
- كَرَا (كرا الحائط):
 
تقع قرية كرا الحائط على ضفاف وادي كرا المشهور الذي يخترق حرة نجد (حرة البقوم)؛ ويُعَدُّ هذا الوادي من أعظم الأودية الواقعة في بادية غامد وأطولها، وتصب فيه كل الأودية الواقعة بين وادي العقيق ووادي تربة بما فيها وادي العقيق نفسه  
 
وقد ذكر الهمداني وادي كرا ومحطته التي كانت مقرًا لصاحب البريد في العصر العباسي، وورد الاسم عنده بالألف اللينة (كرى)، كما ذكره الشاعر اليمني الرداعي في أرجوزة الحج التي يصف فيها طريق الحج اليمني الأعلى (النجدي) من صنعاء إلى مكة المكرمة. وقال الهمداني في وصف كرا ما يأتي: "وادٍ في الحرة عميق فيه نخل وماء، وهو من مغاوض الحمير ينـزل إليه بعقبة، ويصعد عنه بأخرى"  .  أما أبو علي الهجري فقد تابع في وصف الوادي وتحديده، ومن ضمن ما ذكر: "وللضباب وادٍ يقال له كراء، هو وادٍ رغيب في علياء دار بني هلال، يفلق الحرة، دونه منها أربعة أميال، ووراءه مثلها، وهو كثير النخل جدًا، ليس بينه وبين الطائف إلا ليلتان، يطؤه حاج اليمن، وبينه وبين تبالة ثلاث مراحل، وبينه وبين مكة خمس مراحل"  .  وقد كرر البكري في معجمه تلك المعلومات التي ذكرها الهجري  
 
ويبدو أن قرية الحائط (كرا الحائط) حلت محل موقع محطة الحاج اليمني التاريخية بوادي كرا، وعند موقع هذه القرية الصغيرة يقترب مسار طريق الحج اليمني ليقطع الوادي عبر عقبة حرّية مبلطة بصخور الحرة؛ ويخرج مسار الطريق نفسه من بطن الوادي بوساطة عقبة حرّية أخرى مبلطة ومجدرة بالصخور المحلية. ويوجد عدد من الآبار المرممة وكثير من أشجار النخيل في بطن الوادي، بالقرب من القرية ومسار الطريق  
 
- كراع الحرة الجنوبي:
 
يقع كراع الحرة الجنوبي عند التقاء مسار طريق الحج اليمني الأعلى (النجدي) في الطرف الجنوبي من حرة البقوم (حرة نجد) إلى الشمال الغربي من قرية جرب (أجرب) بمسافة تصل إلى نحو 10كم  
 
أورد الشاعر اليمني أحمد بن عيسى الرداعي أثناء رحلته إلى مكة المكرمة اسم هذا الموضع في أرجوزته للحج؛ وعلق الهمداني على ذلك بقوله: إن كراع هو مدخل (أو بوابة) الحرة المسواة من العوائق الطبيعية بهدف تسهيل المرور من خلاله  .  ويقصد بلفظة كُراع: الطرف القصي من الجبل أو الحرة، أو عُنق الحرة الممتد، على حد قول الأصمعي  
 
يحتوي موقع كراع الحرة الجنوبي - الذي هو مدخل مسار طريق الحج - إلى جسم الحرة، على مسار مستوٍ للطريق غير مرصوف بطول يصل إلى نحو 200م وعرض بمعدل 8م تقريبًا؛ ويظهر الطريق بوضوح في هذه المنطقة بوجود أكتافه الجانبية المتوازية المصنوعة من الحجارة المحلية. وحالما يلتقي مسار الطريق بجسم الحرة تصبح أرضية المسار مرصوفة ومقسمة إلى أجزاء متساوية مفصولة بعضها عن بعض بعتبات عرضية ناتئة قليلاً عن مستوى أرضية مسار الطريق؛ كما تصبح الأكتاف الجانبية على الطريق أكثر ارتفاعًا ومبنية من مدماكين حجريين أو أكثر  
 
- كراع الحرة الشمالي:
 
يقع كراع الحرة الشمالي عند مخرج مسار طريق الحج اليمني الأعلى (النجدي) من منطقة ساسِد بمنطقة الحرة، وبالقرب من الطرف الجنوبي الغربي لوادي إيهار الذي يحيط بحرة البقوم من جهتها الشمالية.
 
ويخترق الطريق منطقة ساسد الواقعة في الطرف الشمالي الغربي من الحرة؛ ويشتمل كراع الحرة الشمالي - الذي يمثل للذاهب نحو مكة المكرمة البوابة الشمالية الغربية لحرة نجد (حرة البقوم) - على مسارين مرصوفين ومكتفين لطريق الحج اليمني بطول يصل إلى نحو 100م وعرض بمعدل 6م تقريبًا لكل مسار، كما تشتمل أرضية مسار الطريق على عتبات بنيت بصورة عرضية ومستواها يبرز قليلاً عن مستوى سطح المسار. وعندما يصل مسار الطريق إلى الضفة الجنوبية من وادي إيهار تتلاشى معالمه البنائية  
 
- لَغَبة (اللغبة):
 
تقع لغبة (اللغبة) على بُعد 20كم إلى الشمال الشرقي من مدينة العقيق.
 
ويعود تأريخ الموقع إلى الفترة العباسية، إذ يُرى أن موقع لغبة (اللغبة) هو منجم العقيق التاريخي المشهور في المصادر المبكرة  
 
وموقع لغبة هو قرية أثرية ومنجم، وتقدر مساحته بنحو 180×300م. وتحتوي البلدة على شوارع داخلية مخططة، وما يقرب من مئة منشأة معمارية. وقد عثر في الموقع على كتابات إسلامية بالخط الكوفي وكسر فخارية وقطع من الأرحاء؛ كما تنتشر حولها مناجم تستخرج منها عروق الذهب  
 
- مَحْوِيَّة:
 
قرية كبيرة تتربع على قمة جبل شامخ بسراة زهران، تقع شمال الأطاولة بمسافة 10كم  . 
ويُعَدُّ هذا الموقع من المواقع التعدينية الكبيرة لتعدين معدن النحاس وصهره؛ وقد عُثر في الموقع على سلسلة من الأخاديد والجروف الرأسية المتصلة بقنوات وفتحات لحفر في باطن الأرض.  وتنتشر فيه عينات من خبث الحديد (البقايا التصنيعية)، وهو صخور بازلتية في معظمه، ولكن بعض الطبقات تكون في رقتها وسماكتها مثل الشفرة وبعضها يماثل الزجاج؛ وهي مواد قليلة الانصهار، وأنتجت عوامل التعرية الجوية تلاً معدنيًا من الرصاص يميل لونه إلى الأزرق.
 
كما يشتمل الموقع على أبراج مخروطية الشكل بفتحات جانبية ومداخل ليست كبيرة، وهي عالية الارتفاع، ومشيدة بالحجارة الجبلية المحلية. ويبدو أن الموقع يعود إلى الفترة الإسلامية المتأخرة  
 
- المَخْوَاة:
 
ويقع هذا الموقع الأثري وسط مدينة المخواة  ،  ويصف أبرز الرحالة الغربيين الذين زاروا المخواة عام1367هـ/1947م، المدينة وسوقها الذي يقام عادة يوم الثلاثاء، وفي ثنايا وصفه أشار بوضوح إلى آثار وبقايا لقرية قديمة تقبع فوق قمم بعض الهضبات الجبلية  
 
والمخواة بلدة كبيرة بتهامة زهران، اشتهرت منذ القدم بتجارتها وأسواقها الدورية. ويشتمل الموقع الأثري - الذي تبلغ أبعاده التقريبية 400×100م - على بقايا معمارية لحضارة كبيرة الحجم، وتنتشر على سطح الموقع كسر فخارية تعود إلى العصر الإسلامي  
 
- مدافن الشري:
 
تقع مدافن الشري في بادية بني كبير على بُعد 44كم إلى الجنوب الشرقي من مدينة الباحة. ويشتمل الموقع على قبور إسلامية متهدمة ودوائر حجرية وصخرتين عليهما نقوش بالخط المسند  
 
- مَسْعُودة:
 
تقع مسعودة إلى الشمال من موقع عشم بمقدار 9كم، ولا يوجد لاسم الموقع (مسعودة) أصل في التاريخ السياسي والحضاري للمنطقة، بل لعله أُطلق في بادئ الأمر من قِبل السكان المحليين على بئرها الواقعة في الناحية الغربية من الموقع الأثري.
 
تُعَدُّ مسعودة من الضواحي الحضارية لمستوطنة عشم، وتدل آثارها المادية على أنها أدت دورها في المجال التعديني والتصنيعي. ووفقًا للروايات التاريخية الإسلامية المبكرة وبقايا المواد الأثرية، فإن موقع مسعودة يعود إلى القرون الثلاثة الهجرية الأولى/السابع - العاشر للميلاد. وتبلغ مساحة الموقع الأثري لمسعودة نحو 350×500م، ويشتمل على قطع من الأرحاء المتناثرة، وكسر فخارية محلية الصنع إلى جانب بعض الوحدات المعمارية، ومقبرة تحمل قبورها شواهد كتابية غير مؤرخة  . 
 
- مَعْشُوقة:
 
تقع معشوقة (أو ما يُطلق عليها خرائب معشوقة) على قمم الجبال الواقعة على الضفتين: الشرقية والغربية لوادي معشوقة الذي يبدأ من نهاية وادي بيدة (أبيدة) بوادي السوسية ويزيد طوله على 30كم؛ والواقع إلى الشمال من وادي بيدة (أبيدة) بمسافة 20كم، وعن الباحة بمقدار 63كم.
 
وتشتهر هذه المنطقة بكثرة آبارها المطمورة ومبانيها الخربة القديمة التي تُشكل تقريبًا نحو عشرين قرية، إلى جانب وجود بعض الأفران المستخدمة للأغراض الصناعية، وتتناثر في نواحيها قطع من خبث الحديد والأرحاء الحجرية التي استخدمت للطحن والسحق.
 
وتتماثل مباني معشوقة في الشكل والبناء، وتتصف بالتقارب والتراصّ، مع وجود ضيق ملحوظ في المداخل وبقية الفتحات، وصغر في مساحات الغرف الداخلية. وتنتشر الحصون التي يزيد ارتفاعها على نحو 30م على جوانب حمى هذه الخرائب القديمة.
 
وقد عُثر في جوانب هذه الخرائب على كتابات إسلامية تعود إلى القرن الثالث الهجري/التاسع الميلادي ونماذج خطية إسلامية أخرى ترجع إلى القرن التاسع الهجري/الخامس عشر الميلادي  
 
- المَعْمَلة:
 
يقع جبل المعملة إلى الشمال من بلدة العقيق بمسافة تصل إلى نحو 13كم، ويدعى أيضًا معدن الوفرة. وهو جبل يشتمل على أخاديد متنوعة الأشكال محفورة في الأرض، ومنازل صغيرة يبلغ عددها 100 منـزل تقريبًا؛ إلى جانب عدد من أفران الصهر وأدوات حجرية استُعملت للدق والسحق والطحن. كما عُثر في الموقع على نقش مؤرخ بسنة 1218هـ/1803م، أي خلال فترة العثمانيين في المنطقة  
 
- مقاطع الرحي:
 
يقع هذا الموقع بجوار جبل المغروف؛ إلى الجنوب الشرقي من مستوطنة مسعودة بمسافة تقدر بـ 2كم.
ويعج الموقع بعشرات القطع من الأرحاء المتناثرة، ومنها الأرحية المفردة والأخرى المزدوجة، إضافة إلى وجود مجموعات من المساحق الحجرية المتناثرة. ويظهر من هذه البقايا المادية الأثرية أن الموقع كان أحد مواقع التعدين الرئيسة في منطقة مخلاف عشم  
 
- المَلَد:
 
تقع قرية الملد جنوب شرقي مدينة الباحة بنحو 3كم تقريبًا، على طريق بلجرشي وشرقي بلدة الظفير بمسافة 1كم  .  ويتكون هذا الموقع الأثري - الذي تبلغ أبعاده نحو 60×25م تقريبًا - من برجي مراقبة شُيِّدا بشكل مخروطي. 
 
- النصايب (الصّهْوَة):
 
تقع النصايب (الصهوة) إلى الشمال الغربي من موقع عشم بمقدار 6كم تقريبًا، وإلى الشمال من قرية ناوان بمسافة 5كم، على الضفة الغربية لوادي الثعبان، أحد روافد وادي قرماء المتفرع من وادي ناوان التهامي  
 
ويشتمل الموقع الأثري على مقبرة إسلامية صغيرة تحمل شواهدها كتابات شاهدية غير مؤرخة، ربما تعود إلى القرون الهجرية الأولى، بناءً على أسلوب كتابتها. كما يحتوي الموقع على كسر فخارية، وقطع حجرية مشذبة  
 
- يَبُوس:
 
يقع يبوس على الحافة الشرقية لوادي ثراد، ويبعد عن مدينة الباحة بمسافة تقدر بنحو 72كم.
ويبوس قرية قديمة تقدر مساحتها بنحو 150×120م، وتشتمل على أطلال وبقايا لوحدات معمارية مشيدة من الحجارة المحلية، بالإضافة إلى وجود عدد من المقابر الواقعة فوق ربوة قريبة من الموقع الأثري . وتقع إلى الشمال من يبوس بعض الجبال التي تشتمل على آثار دالة على قيام نشاط لاستخراج المعادن وصهرها  
 
 
شارك المقالة:
162 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook