ماهي المواقع الأثرية الإسلامية بمنطقة الجوف في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
ماهي المواقع الأثرية الإسلامية بمنطقة الجوف في المملكة العربية السعودية

ماهي المواقع الأثرية الإسلامية بمنطقة الجوف في المملكة العربية السعودية.

 
تعد آثار العصور الإسلامية في منطقة الجوف أبرز الآثار الشاخصة، حيث ازدهرت المنطقة طوال العصور الإسلامية، ومرت بفترات مد وجزر تبعًا للأحوال السياسية والظروف الاقتصادية التي شهدتها الجزيرة العربية. ونتيجة للاستيطان الدائم في معظم مواقع المنطقة، فقد تداخلت الفترات الإسلامية مع الفترات القديمة في معظم المواقع الرئيسة بالمنطقة، مثل: دومة الجندل، وسكاكا، وإثرة، وكاف، والحديثة؛ لذلك فقد ألحقنا الفترات الإسلامية في تلك المواقع في باب المواقع القديمة منعًا للتكرار، لذلك سوف نستعرض في هذا الجزء المواقع الإسلامية الخالصة التي لا تحوي فترات قديمة.
 
أ - موقع القدير: 
 
يوجد هذا الموقع على مسافة 10كم إلى الجنوب من مدينة سكاكا في الطرف الغربي لبلدة قارا وعلى حافة الجبال الواقعة إلى الغرب من قارا مباشرة. يتكون الموقع من مبنى حجري صغير وبئر قديمة تقع إلى الشمال من المبنى، ويحيط بها بقايا أساسات حجرية اندثر معظمها، بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من الرسوم الصخرية والنقوش الثمودية التي تنتشر على واجهات الصخور القريبة من المبنى. كذلك تظهر بالقرب من المبنى مجموعة من الكتابات الإسلامية التي تعود إلى الفترة الواقعة بين القرنين السادس والثامن الهجريين، أهمها: نص تأسيسي يؤرخ لبناء المبنى الصغير بشهر محرم من سنة خمسمائة وثمانية عشرة للهجرة، وفي نقش آخر مؤرخ بشهر جمادى الآخرة من سنة أربعين وستمائة للهجرة يذكر هذا النص أن شخصًا اسمه عبدالسلام بن أحمد بن يوسف بن الشيخ أبي القاسم قد حضر في هذا المكان؛ ما يشير إلى أن المكان ربما كان يقع على أحد مسارات الدروب، طبقًا لأسماء أخرى ظهرت في بعض النصوص، وتحمل اسم المغربي؛ ما يرجح أن تلك النقوش ربما نقشت من قِبل مجموعة من الأفراد توقفوا في هذا الموقع  
 
ب - موقع مويسن:
 
يبعد موقع مويسن عن دومة الجندل 12كم إلى الشمال الشرقي منها، وإلى الجنوب الغربي من سكاكا، وعلى مسافة 25كم منها. يتكون الموقع من مبنى حجري يسمى قلعة مويسن، على الرغم من أن طراز المبنى لا يحمل خصائص القلاع التي أبرزها: التحصين بالأبراج، ويحيط بهذا المبنى مجموعة من الآبار القديمة، وبقايا نظم ري، وقنوات حجرية يظهر بعض ما تبقى منها في محيط المبنى. وقد ورد ذكر المعلومات المدونة عن الموقع والمبنى عند بعض الرحالة الذين زاروا منطقة الجوف خلال القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، وأبرزهم: الكابتن بتلر، وموزل اللذان زارا الموقع خلال فترة بداية القرن العشرين  
 
إن مكونات الموقع التي يعد القصر أبرزها، بالإضافة إلى المنشآت الزراعية، تشير إلى نمط الاستخدام في هذا الموقع وطبيعته التي تماثل طبيعة مجموعة القصور الصحراوية في بلاد الشام ووظيفتها، ويُعتقد أنها كانت مستقرات للنـزهة، بالإضافة إلى ارتباطها باستثمارات زراعية، كما هي عليه الحال في هذا الموقع. في عام 1406هـ / 1986م قام أحد الباحثين بحفر مجس اختباري داخل ساحة القصر في محاولة لتحديد تاريخ استخدام القصر، وقد ظهر في الطبقات السفلى من المجس مجموعة من الكسر الفخارية التي تعود إلى عصور ما قبل الإسلام وتحديدًا لمرحلة منتصف الألف الأول قبل الميلاد، إلا أن هناك مادة فخارية تعود إلى العصور الإسلامية المبكرة ظهرت في محيط القصر؛ ما يشير إلى أن أساسات القصور تعود إلى عصور سابقة على الإسلام في حين الأجزاء العليا تعود إلى العصور الإسلامية المبكرة  . 
 
ج - موقع قارة النيصة:
 
تقع قارة النيصة على مسافة 5كم إلى الغرب مباشرة من موقع مويسن، ويتكون موقعها من مجموعة كبيرة من النقوش الثمودية النبطية، والنقوش الإسلامية المبكرة نقشت على الواجهات الصخرية لقارة النيصة  التي تتميز بوجود واجهات صخرية صالحة للكتابة تحيط بقمة المرتفع الصخري لقارة النيصة؛ حيث أسهمت تلك الواجهات التي تتكون من الحجر الرملي في إيجاد بيئة صالحة للكتابة. كما أن كثافة الكتابات الإسلامية التي يزيد عددها على المائة، وتنوع خطوطها ومحتواها وصيغها اللغوية، تشير إلى أهمية هذا الموقع في العصور الإسلامية؛ حيث يُعتقد أنه كان إحدى استراحات طريق الحج الذي يمتد من جنوب غرب العراق باتجاه المدينة المنورة عبر منطقة الجوف. وتمتاز مجموعة كتابات قارة النيصة بخطوطها الجميلة كما تمتاز بوجود مجموعات من النقوش تعود إلى أسر مختلفة، مثل: أسرة ابن حضرمة التي ظهر منها أربعة إخوة في أربعة نقوش مختلفة، وأسرة عالية بن طوق التي ظهر منها ثلاثة إخوة في ثلاثة نقوش مختلفة. وتعود معظم تلك النقوش إلى العصر العباسي، إلا أن هناك نصًا واحدًا مؤرخًا يعود إلى العصر الأموي؛ ويؤرخ لسنة إحدى وعشرين ومائة  
 
بالإضافة إلى موقع النقوش يوجد إلى الجنوب مباشرة من سفح الجبل بقايا أساسات حجرية لمبنى شبه مستطيل مساحته تزيد على خمسين مترًا طولاً وعشرة أمتار عرضًا تظهر داخله أساسات غير واضحة، هذا المبنى لا شك أن له ارتباطًا بموقع النقوش، وربما كان للغرض الوظيفي للمبنى علاقة بحركة الطريق الذي يعبر هذه المنطقة، وهذا ما تؤكده النقوش الإسلامية التي يؤرخ معظمها لفترة العصر العباسي، وكذلك ظهور كمية من كسر الفخار الإسلامي على سطح موقع المبنى.
 
شارك المقالة:
208 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook