لقد شهدت المملكة العربية السّعودية طفرةً واسعةً في كافّة الأنشطة فب الآونة الأخيرة، وكان ذلك بسبب المُخطّطات التي وضعتها الجهات المعنيّة في سبيل الوصول إلى أعلى مستوى في تقديم الخدمات للمواطنين، وفي مُواكبة التكنولوجيا الحديثة التي غزت العالم، ولم تتوقّف تلك الطفرة على شؤون السّعودية الدّاخليّة، بل تعدّدتها إلى إنجازات خارجية، وإليك تفصيل ذلك:

 

إنجازات الملك سلمان الخارجية

كانت المملكة ولا زالت من الدّول القويّة التي تسعى الكثير من الدُّول في إجراء التوأمة معها، وذلك حتى يتمكّنوا من تبادُل التجارة في ما بينهم، وهذا يُثري الاقتصاد؛ لأنه ما من دولةٍ تستطيع أن تتعايش مع نفسها فقط، وإنما لا بُد وأن تربطها بعض الرّوابط بغيرها من الدّول، وقد أجرى الملك سلمان منذ تولّيه الحكم الكثير من الزيارات الخارجيّة، والتي حدثت فيها المُباحثات مع تلك الدّول في كيفيّة التعاون بينها وبين مملكة، وما هي الوسائل التي من خلالها تخرُج المملكة مُستفيدة، وهذا ليس جديدًا على الملك سلمان؛ فقد كان يفعل ذلك من قبل توليته الحكم، وذلك حينما كان أميرًا لمنطقة الرّياض، وحينما كان وزيرًا لوزارة الدّفاع، وحينما كان وليًّا للعهد، وهذا ما أكسبه الخبرة اللازمة؛ لإجراء المُفاوضات والمُباحثات مع غيره من الدّول، ومن ضمن إنجازاته الخارجيةّ: مشروع مدينة نيوم، والذي يمتدّ بين ثلاث دُول هي: المملكة العربية السعودية، ومصر، والمملكة الأردنية الهاشميّة.

 

إنجازات الملك سلمان الداخلية

كان النفط هو العامل الرئيس في اقتصاد المملكة العربية السّعودية، وغيرها من بلاد الخليج العربية التي تمتلك ثروةً نفطيّةً كبيرةً، ولكن جاء التحوّل في عهد الملك سلمان، وذلك المُخطط موضوعٌ ضمن رؤية 2030، حيث يُمكّن المملكة من الاعتماد على غير النّفط في تعزيز الاقتصاد، وهذه خُطوةٌ جيّدة في عالم الاقتصاد؛ لأنه متى ما كثُرت الموارد الذاتيّة التي تُعزّز الاقتصاد؛ ظلّت الدّولة شامخةً، ولن تُهدم بسهوله، كذلك الترويج لجعل المملكة مرتعًا خصبًا للاستثمار؛ فيقع على شواطئها الكثير من الموارد المائية، كما أنه يُوجد أطهر بُقعتين على وجه الأرض، ومن خلالهما تستفيد المملكة من الناحية الاقتصادية، فيما يُسمّى بالسّياحة الدينيّة، وكذلك من إنجازاته البرنامج المُعدّ للتحوّل الرقمي، والذي بموجبه يتحقّق التوازن الماليّ في المملكة، ويضبط آلة التخطيط المالي فيها.

 

أهم إنجازات الملك سلمان باختصار

لقد شهد عصر الملك سلمان بن عبد العزيز تغيير الكثير من المعالم التي رُسّخت في أذهان المجتمع السّعودي، والكثير من الأشكال النمطيّة التي اعتادوا عليها في كافّة النشاطات، ولعلّ من أهم انجازات الملك سلمان:

 

إنجاز الملك سلمان في التعليم

لقد تغيّر التعليم تغيّرًا كبيرًا في المملكة حينما تولّى الملك سلمان الحكم، وجاء تطوّره ضمن التطور التي خطّطت له المملكة في رؤية 2030، وتبعًا لبرنامج التحوّل الرقمي، فقد تمكّنت المملكة من ضمّ التعليم الجامعي ممع التعليم قبل الجامعي أو التعليم العام في بوتقةٍ واحدةٍ، كما أن الأدوات التي كان يستخدمها المُدرّسون تطوّرت، فقد تمكّنت المملكة من إنشاء منصّة تعليميّة؛ تُكوّن فصولًا افتراضيّة من خلالها يتمّ التّواصل بين المّعلّم، والتّلاميذ، وكذلك يجوز لوليّ الأمر أن يُتابع مستوى أبنائه في ذلك الوقت كيفما يشاء.

 

إنجازات المرأة في عهد الملك سلمان

لقد حقّقت المرأة الكثير من المكاسب،والرغبات الجامحة التي كانت تطمع في نيلها وتطمح في توفيرها من قبل حاكم المملكة، ولقد كانت المرأة السّعوديّة مُهمّشة للغاية في العهود السّابقة، فلم يكُن له دور فعّالٌ في الوطن، ولم تكن عندها الصّلاحيّات التي تُمكّنها من ممارسة الحياة كالصلاحيّات التي يأخذها الرّجال، ولكن بدأ ذلك في عهد الملك سلمان يتحقّق؛ فلقد مُكّنت المرأة من المُشاركة في الانتخابات البرلمانية كمُرشحة وكناخبة، وهذا أسفر أن تمكّنت المرأة من حجز واحد وعشرين مقعدًا في المجلس، كما صدر مرسومًا ملكيًّا بجواز أن تقود المرأة السيّارة، ولكن وفقًا للضوابط الشرعيّة، كما أتيح لها ان تدخُل الملاعب الرّياضية، والتي لم يكن متاحًا قبل ذلك، كما تمكّنت من السّفر خارج البلاد، وغيرها من الأشياء التي أُتيحت لها لم تكُن مُتاحة من قبل ذلك.

 

إنجازات الوطن في عهد الملك سلمان

لعلّ من أهم الإنجازات التي شهدها الوطن في عهد الملك سلمان كانت إطلاقة رؤية 2030، وبرنامج التحوّل الرقمي، ولكن كان هناك من الكثير من الإنجازات الأخرى، ويتمثّل ذلك في إنشاء مطار الملك محمد بن عبد العزيز الدولي، والذي صُمّم في البداية ليتّسع لثمان ملايين زائرًا، وخُطّط له في ما بعد في أن تزيد قُدرته الاستيعابيّة تصل لثمانية عشر مليون زائرًا، والمرحلة الثالثة تصل لأربعين مليون زائرًا، ولم يُهمل الملك سلمان الجانب الدينيّ، وإنما أمر بتوسعة الحرمين الشريفين؛ ليتّسع إلى أكبر عددٍ من المُصلّين والحُجّاج الذي يتوافدون على المملكة من مشارق الأرض ومغاربها؛ لزيارة بيت الله الحرام؛ للحجّ والعُمرة، كما أنه أنشأ مركز سلمان للإغاثة، وهذا المركز يعني بالنفقة على متضرّري الكوارث في البلاد العربية والإسلامية.

 

إنجاز المشروعات القومية في المملكة

شهدت المملكة في عهد الملك سلمان الكثير من التطوُّر في المشروعات القوميّة؛ فقد أُنشئت الكثير من المشروعات، ولعلّ من أهم تلك المشوعات القوميّة التي أُنشئت: إنشاء مدينيتي ينبع والجبيل، وهما مدينتان صنيعيتان أضفت على الاقتصاد السّعودي فائدةً كبيرةً، وكذلك قام بتطوير الحرم المكّيّ، وتكملة المرحلة الثالثة، وكذلك تعزيز مجالات البتروكيماويات من خلال تحديثه، وتطوير حيّ الدّرعية، والقيام بتدشين مُتحف وقد أُطلق عليه مُتحف تاريخ العلوم والتقنية في الإسلام.