تتجلى الوظيفية الأساسية للجهاز المناعي في حماية أجسامنا من الكائنات الدقيقة الضارة كالبكتيريا والفيروسات ، فضلا عن أي جسم غريب محتمل .

أمراض المناعة الذاتية عبارة عن حالات طبية يعجز فيها جهاز المناعة عن التمييز بين الأجسام الغريبة الضارة وأنسجة الجسم ، لذلك يعمد الجهاز المناعي في مثل هذه الحالات إلى مهاجمة الأنسجة والأعضاء الموجودة بالجسم مسببا العديد من المشكلات الصحية .

تتشابه الأعراض الأولية لأمراض المناعة الذاتية مع بعضها إلى حد كبير ، حيث تشمل عادة ما يلي ..

1. إرتفاع درجة حرارة الجسم .

2. إحمرار وتورم الأنسجة .

3. الشعور بالضعف والإرهاق .
4. آلام العضلات .
5. تساقط الشعر .
6. طفح جلدي .

بالإضافة إلى الأعراض المذكورة بالأعلى ، فإن كل مرض من أمراض المناعة الذاتية له أعراض مرضية خاصة به . ولعل أكثر أمراض المناعة الذاتية شيوعا ما يلي ..

• إلتهاب المفاصل الروماتيزمي : حيث يهاجم الجهاز المناعي المفاصل ، مسببا آلام المفاصل ، فضلا عن إحمرار وتصلب وتورم المفاصل المصابة .

• الذئبة الحمراء : هي مرض مناعي ذاتي يتسبب في تدهور وظيفي لأعضاء متعددة كالمفاصل والكلى والقلب والرئتين والدماغ .

• التصلب المتعدد : حيث يدمر الجهاز المناعي غشاء المايلين الذي يحيط بالخلايا العصبية ، مما يؤدي إلى إختلال آلية إنتقال النبضات العصبية بين الخلايا العصبية ، وهو ما يتجلى في الشعور بالخدر والضعف ، فضلا عن الشلل العضلي وتدهور تدريجي في الوظائف الحسية والحركية للدماغ .
• داء السكري من النوع الأول : حيث يهاجم الجهاز المناعي خلايا البنكرياس المنتجة للأنسولين ويدمرها ، الأمر الذي يؤدي إلى إرتفاع مستوى سكر الجلوكوز بالدم ، وهو ما يتسبب بدوره في تلف العديد من الأعضاء الحيوية بالجسم كالكلى والعين والأعصاب والقلب والأوعية الدموية .
• مرض إلتهاب الأمعاء : هو مصطلح طبي يصف الحالات التي يهاجم فيها الجهاز المناعي الطبقة المبطنة للأمعاء ، ويشمل مرض كرون وإلتهاب القولون التقرحي .
• مرض أديسون : حيث يهاجم الجهاز المناعي الغدة الكظرية ( المسئولة عن إفراز هرمونات الكورتيزول والألدسترون والأندروجين ) ، مما يؤدي إلى إنخفاض مستوى هذه الهرمونات بالجسم ، وبالتالي الشعور بالتعب والإرهاق ، فضلا عن هبوط وزن الجسم ونقص مستوى السكر بالدم .
• مرض جريفز : حيث يهاجم الجهاز المناعي الغدة الدرقية ، مما يؤدي إلى فرط نشاط الغدة الدرقية ، الذي يتسبب في تسارع معدل ضربات القلب وعدم القدرة على تحمل الحرارة ، بالإضافة إلى التهيج العصبي وفقدان الوزن على نحو لافت خلال وقت وجيز .

إذا اشتبه طبيبك المعالج في إصابتك بمرض مناعي ذاتي ، فسوف يوصي في البداية بإجراء إختبار الأجسام المضادة للنواه (ANA) ، في حالة ظهور نتيجة إيجابية ، دل ذلك على الإصابة بمرض مناعي ذاتي . لمعرفة المرض وتشخيصه على نحو دقيق ، فلابد إذن من إجراء المزيد من الفحوصات والإختبارات المعملية التي تختلف من مرض لآخر .

تتسم أمراض المناعة الذاتية بأنها حالات طبية مزمنة ، لذا تهدف التدابير العلاجية المتاحة إلى التحكم بالإستجابة المناعية للجهاز المناعي ، والحد من التفاعلات الإلتهابية الناشئة ، وهو ما يتم من خلال إعطاء مضادات الإلتهابات الغير إسترويدية ، بالإضافة إلى الأدوية المثبطة للمناعة .