ماهي بطانة الرحم وماهي وظائفها

الكاتب: باسكال خوري -
ماهي بطانة الرحم وماهي وظائفها

ماهي بطانة الرحم وماهي وظائفها.

 

 

بطانة الرحم

تعرّف بطانة الرحم (بالإنجليزية: endometrium) على أنها الغشاء الداخلي لتجويف الرحم، وتتكون من مجموعة من الغدد المحاطة بالنسيج الخلوي الضامّ، ويعد الرحم عضو عضلي أجوف يشبه في شكلة حبة الكمثرى، ينتج البيوض التي تنتقل عبر قناة فالوب ليتم تخصيبها ثم تزرع نفسها في بطانة الرحم، حيث تتمثل الوظيفة الأساسية للرحم بتغذية الجنين قبل الولادة، ويقع الرحم في حوض الأنثى ما بين المثانة والمستقيم، ويتكون من ثلاث طبقات وهن: الغلالة المصلية للرحم (بالإنجليزية: perimetrium) وهي الطبقة المصلية الخارجية للرحم، وعضلة الرحم (بالإنجليزية: myometrium) وهي الطبقة الوسطى في بطانة الرحم، وبطانة الرحم (بالإنجليزية: endometrium) وهي الغشاء الداخلي لجدار الرحم

 

طبقات بطانة الرحم

تتكون بطانة الرحم من الأنسجة المخاطية، وتقسم إلى طبقتين ريئيسيتين، وهما: الطبقة القاعدية (بالإنجليزية: stratum basale)، وهي الطبقة التي تربط بطانة الرحم بعضلة الرحم، حيث تدعم موقع البطانة داخل الرحم في المكان المخصص لها، وتعرف الطبقة الثانية باسم الطبقة الوظيفية (بالإنجليزية: stratum functionalis) وتتغير هذه الطبقة شهرياً استجابة للتغيرات الهرمونية التي تحدث في الجسم، وهي المكان التي تزرع به البويضة المخصبة في حال حدوث الحمل، ومن الجدير بالذكر أنه عند حدوث الدورة الشهرية يتم طرح ما يقارب ثلثي الطبقة الوظيفية وتبقى الطبقة القاعدية على حالها لتجديد بطانة الرحم للدورة التي تليها، ويجب التنويه إلى أن التروية الدموية لبطانة الرحم تتم من قبل الشرايين القاعدية (بالإنجليزية: Basal Arteries) والشرايين الحلزونية (بالإنجليزية: Spiral Artery).

 

تغيرات بطانة الرحم خلال الدورة الشهرية

تشير الدورة الشهرية ( بالإنجليزية: Menstrual cycle) إلى فترة نمو الرحم ولا سيما بطانة الرحم التي تنمو فيها البويضة المخصبة في حال وجودها، وتستغرق الدورة الشهرية مدة تقدر بـ28 يوماً، وفي بعض الحالات كل 21 يوماً وقد تصل إلى 40 يوماً في حالات أخرى، وتمر بطانة الرحم بثلاث أطوار خلال الدورة الشهرية، وهي: طور الحيض (بالإنجليزية: Menstrual phase) ويستمر هذا الطور من اليوم الأول إلى اليوم الخامس من الدورة الشهرية، وطور التكاثر (بالإنجليزية: proliferative phase) الذي يمتدّ من اليوم السادس ولغاية اليوم الرابع عشر من الدورة وهو الطور الثاني، الطور الثالث وهو الطور الإفرازي (بالإنجليزية: secretory phase) الذي يمتد من اليوم الخامس عشر إلى اليوم الثامن والعشرين للدورة الشهرية، ويتميز كل طور بعلامات فسيولوجية تتحدد بمستويات هرموني الإستروجين (بالإنجليزية: Estrogen) والبروجسترون (بالإنجليزية: progesterone)، التي يتم تصنيعهما وإفرازهما في المبيض، ومن الجدير بالذكر أن النساء اللواتي تعرضن لانقطاع دورة الطمث والإناث اللواتي لم تحدث لديهن الدورة الشهرية بعد تبقى بطانة الرحم لديهن مستقرة وثابتة، ولا تحدث لديهن تلك الأطوار.

 

طور التكاثر

يبدأ هذا الطور من اليوم الأول لنزول الحيض وحتى الإباضة، ويتجهز الرحم خلاله للحمل، وتنتج المبايض خلال هذا الطور هرمون الإستروجين الذي يساهم في نمو بطانة الرحم ويزيد من سمكها لإعداد الرحم للحمل، ومن الجدير بالذكر أن وجود هرمون الإستروجين بنسب أعلى من الطبيعي يؤدي إلى زيادة سمك بطانة الرحم أما في الحالات التي تنخفض فيها نسب الإستروجين بنسب أقل من الطبيعية فإن ذلك يؤدي إلى التقليل من سمك بطانة الرحم.

 

الطور الإفرازي

تزيد إفرازات غدد بطانة الرحم في هذا الطور مما يهيّئ بيئة مناسبة في الرحم لاستقبال الجنين في حال حدوث الإخصاب، ويستمر هذا الطور لمدة ثلاثة عشر يوم ويتزامن مع تكوين ونمو الجسم الأصفر (بالإنجليزية: corpus luteum)، وخلال الطور الإفرازي أو كما يعرف بطور الإباضة الممتد من اليوم الرابع عشر من الدورة الشهرية لليوم الثامن والعشرين يحدث تمايز لبطانة الرحم نتيجة لتغيّر مستويات هرمون الإستروجين، وتتشابك الشرايين المغذية مع الغدد الموجودة في بطانة الرحم، وتعدّ الفترة ما بين اليوم العشرين إلى اليوم الثالث والعشرين والممتدة لغاية أربعة أيّام هي الأيام التي يكون فيها احتمال زراعة الكيسة الأورمية (بالإنجليزية: blastocyte) أعلى ما يمكن في الرحم وتسمى هذه المرحلة بفترة الإنغراس، وفي حال عدم حدوث الحمل تهبط مستويات هرموني الإستروجين والبروجسترون، ويساهم هذا الإنخفاض في مستوى البروجسترون إلى نزول الطمث.

 

طور الحيض

ينهار الجسيم الأصفر في المبيض في هذا الطور في حال عدم حدوث الحمل، وبالتالي تتدنى مستويات هرمون البروجسترون وتبعاً لذلك تتوقف غدد بطانة الرحم عن الإفراز، وتتقلص الشرايين الحلزونية المغذيّة لبطانة الرحم مما يسبب حدوث نقص في التروية للبطانة وتدمير الطبقة الوظيفية، وهذا بدوره يؤدي إلى التخلّص من الطبقة الوظيفية من بطانة الرحم من خلال الطمث وبداية دورة شهرية جديدة، أمّا الطبقة القاعدية من بطانة الرحم لا تتأثر لأنها تتغذى بالشرايين المستقيمة، ومن الجدير بالذكر أن دم الطمث يتكون من خلايا الطبقة الوظيفية لبطانة الرحم التي تمّ التخلص منها إضافة إلى الأوعية الدموية التي تحيط بغدد البطانة، أما في حال حدوث الحمل تفرز المشيمة هرمون الحمل الذي يطلق عليه اسم موجهة الغدد التناسلية المشيمائية (بالإنجليزية: human chorionic gonadotropin hormone)، حيث يرسل اشارات للجسيم الأصفر للمحافظة على افراز هرمون البروجسترون، الذي يساهم في بقاء بطانة الرحم

 

أمراض بطانة الرحم

تنمو بطانة الرحم في طريقة وبناء على منوال معيّن وفق ما سبق ذكره، ولكن قد يطرأ تغييرات على نموها، مما يسبب تعرضها لبعض من المشاكل التي سيتم طرح بعض منها فيما يأتي:

 

بطانة الرحم المهاجرة

أو كما يطلق عليها مصطلح الانتباذ البطاني الرحمي (بالإنجليزية: endometriosis)، وهي حالة ينمو فيها نسيج شبيه بنسيج بطانة الرحم خارج الرحم، غالباً ما يكون في المبيض، أو قناة فالوب، أو الأمعاء، أو أماكن أخرى في منطقة الحوض، وفي هذه الحالة لا يمكن التخلّص من هذا النسيج عن طريق الطمث، حيث يؤدي تراكم هذا النسيج والدم إلى حدوث التهابات وندب مختلفة مما يساهم في الشعور بألم في منطقة الحوض أمّا الدم المنحصر في المبيض فقد يتحوّل إلى أكياس حميدة تعرف باسم ورَم الانتباذ الرحمي (بالإنجليزية: endometrioma) وهي حالة لم يتم تحديد المسبب لها حتة الآن.

 

فرط تنسج بطانة الرحم

والذي يعرف أيضاً باسم تضخم بطانة الرحم (بالإنجليزية: Endometrial Hyperplasia) هو زيادة في نمو نسيج بطانة الرحم تسبب حدوث نزيف مهبلي غير طبيعي، ويوجد نوعان لهذا التضخم، وهما: تضخم البطانة النمطي (بالإنجليزية: Hyperplasia without atypia) وتكون خلايا النسيج المتكوّنة طبيعية، ولكنها تنمو بشكل كبير، وقد يتوقف النمو من تلقاء نفسه أو يتطلب لعلاج، أما النوع الثاني فهو تضخم البطانة اللانمطي (بالإنجليزية: Atypical hyperplasia) وفي هذه الحالة تكون الخلايا الناتجة غير طبيعية وغالباً ما تتطور إلى سرطانية إذا لم يتم علاجها، ومن الجدير بالذكر أن النساء في مرحلة انقطاع الطمث يكونن أكثر عرضة للإصابة بفرط تشنج بطانة الرحم؛ وذلك تبعاً للتغييرات في الهرمونات ودورات الحيض.

 

سرطان بطانة الرحم

وهو إحدى أنواع السرطانات التي تصيب الرحم، حيث تبدأ الإصابة به من بطانة الرحم، وقد يطلق عليه سرطان الرحم وغالباً ما يتم الكشف عن هذا النوع من السرطانات في مراحله الأولى نتيجة للأعراض التي تترافق معه كالنزيف الدموي ما بين فترات الحيض، أو نزيف دم في مرحلة انقطاع الطمث، إضافة إلى ألم في منطقة الحوض.

 

شارك المقالة:
108 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook