ثُعرّف عملية تلقيح البويضة (بالإنجليزية: Fertilization) على أنّها المرحلة التي يحدث فيها اتحاد البويضة مع الحيوان المنويّ مما يؤدي إلى تشكُل بويضة مخصبة والتي تعرف بمصطلح الزيجوت (بالإنجليزية: Zygote)، وتحدث هذه العملية في الوضع الطبيعيّ في قناة فالوب، وفي الحقيقة تُعدّ هذه العملية معقدة وتتطلب حدوث العديد من المراحل والخطوات.
قد لا تظهر على بعض النساء أية أعراض أو علامات عند حدوث التلقيح، وقد تظهر عند بعضهنّ الآخر بعد ما يُقارب 21-24 يوماً من موعد آخر دورة شهرية، ومن هذه الأعراض والعلامات ما يأتي:
يحدث إخصاب البويضة على أربع مراحل أساسية، والتي تأتي على النحو الآتي:
إنّ الحيوانات المنوية التي تنتج عن عملية القذف لا تكون على استعداد لإخصاب البويضة بمجرد دخولها المهبل، وإنّما يجب أن تطرأ عليها مجموعة من التغيرات خلال عملية تُعرف بتفعيل الحيوانات المنوية (بالإنجليزية: Capacitation)،وتُعتبر هذه العملية أو التغيرات شرطاً أساسياً لحدوث عملية الإخصاب؛ حيث إنّ ذلك يجعل الحيوانات المنوية قادرة على الخضوع لتفاعل الأكروسوم (بالإنجليزية: Acrosome reaction)، واختراق غلاف البويضة، إضافة إلى تمكينها من الوصول إلى المناطق الداخلية من البويضة، ويمكن تعريف تفاعل الأكروسوم على أنّه التغيرات التي تحدث في الطرف الأمامي من الحيوان المنوي الحي المعروف بالأكروسوم عند اتصاله مع البويضة.
وخلال هذه العملية تحدث زيادة في مستويات الكالسيوم الموجودة داخل الخلية، كما يحدث تغير في الحركة المنوية، ويصاحب ذلك فقدان مولدات الضد الموجودة على سطح خلية الحيوان المنوي مما يساهم في زيادة قابلية الحيوان المنوي للارتباط بالبويضة.
يحدث ارتباط بين رأس الحيوان المنوي والغلاف الخارجي من البويضة وهذا بحد ذاته يحفز حدوث تفاعل الأكروسوم، وبعد ذلك يحدث تفريغ لمحتويات الأكروسوم مما يسبب ارتفاعاً في قيمة الرقم الهيدروجيني، ويحفّز هذا الارتفاع تفكك مركب البروفيلاكتين (بالإنجليزية: Profilactin) الذي يتكون من الأكتين والبروفيلين، ويتسبب إطلاق وحدات بروتين الأكتين ببدء عمليات الأكروسوم، وينطوي على ذلك اختراق غلاف البويضة والسماح باندماج الغشاء البلازمي الخاص بالحيوان المنوي مع الغشاء البلازمي الخاص بالبويضة، وتجدر الإشارة إلى أنّ المنطقة الشفافة السميكة (بالإنجليزية: Thick Zona Pellucida) تُشكّل العامل المعقد الذي يُصعّب بقاء الحيوان المنوي بالقرب من الغشاء البلازمي الخاص بالبويضة.
تعتمد هذه العملية في مبدئها على بروتين سكري يسمى فيرتلين (بالإنجليزية: Fertilin) والذي يحفز عملية اندماج الخلية، وبمجرد اندماج الحيوان المنوي مع البويضة فإنّ حركة ذيله تتوقف بشكل فوري، وهذا ما يسهل انتقاله إلى البويضة، وفي النهاية فإنّ نواة الحيوان المنوي والعُضيّات الأخرى تندمج مع السيتوبلازم الخاص بالبويضة، ويتشكل غلاف نووي جديد، وفي النهاية تتشكل طليعة النواة الذكرية (بالإنجليزية: Pronucleus)، وباندماج طليعة النواة الخاصة بالحيوان المنوي مع طليعة النواة الخاصة بالبويضة تتشكل النواة الضعفانية (بالإنجليزية: Diploid nucleus) . وتجدر الإشارة إلى أنّ بعض العُضيّات المنوية والتي من أبرزها الميتوكندريون (بالإنجليزية: Mitochondria) تبقى موجودة خلال مراحل الانقسام المبكر للجنين وقد تلعب دوراً في التطور.
إنّ مرحلة التنشيط ترتكز بشكل أساسي على بدء تشكُل زيجوت جديد، وبعد الانتهاء من تخصيب البويضة، تبذل البويضة جهدها لمنع حدوث تعدد الإمناء (بالإنجليزية: Polyspermy) الذي يُعرّف على أنّه إخصاب البويضة بأكثر من حيوان منويّ، مما يتسبب بإنتاج زيجوت يحتوي على كمية أكبر من الحد الطبيعيّ من الحمض الريبوزي النووي المنزوع الأكسجين (بالإنجليزية: DNA) فتنتج عن ذلك عيوبٌ جنينية مبكرة وتوقف في النمو، وتمنع البويضة حدوث تعدد الإمناء عن طريق تحفيز القيام بالتفاعل القشري
وتجدر الإشارة إلى أنّه ينجم عن اندماج الحيوان المنوي مع البويضة خروج كميات كبيرة من الحبيبات القشرية التي تنتشر في منطقة الفضوة حول المح (بالإنجليزية: Perivitelline space) والتي توجد بين المنطقة الشفافة والغشاء البلازمي، وبعد اكتمال هذا التفاعل فإنّ الحبيبات القشرية تسبب خروج نوعين رئيسيين من الإنزيمات هما الأوفوبيروكسيداز (بالإنجليزية: Ovoperoxidase) والهيدرولاز (بالإنجليزية: Hydrolase) ولكلا الإنزيمين دور مهم في إتمام هذه العملية