تقع المدرسة العثمانية في محلة الفرارة قرب باب النصر بمدينة حلب في الجمهورية العربية السورية، بنيت المدرسة من قبل الوالي العثماني عثمان باشا بن عبد الرحمن باشا، وقد انتهى بناء المدرسة في عام 1143 هجري/ 1730 ميلادي، وقد سميت المدرسة الرضائية وهي تشبه التكايا.
تحتوي المدرسة العثمانية على مسجد له مئذنة وغرف للتدريس وتحتوي على حجرات لسكن طلاب العلم، والمئذنة مرتفعة واسطوانية الشكل، كما يوجد للمدرسة ثلاثة مداخل موجدة في الغرب والشمال والشرق، جميع هذه المداخل تؤدي إلى صحن واسع، يوجد في وسط الصحن حرم مبني فوق مصطبة يصعد إليها بدرجات، كما يتقدم الحرم رواق تعلوه ثلاث قباب، حملت هذه القباب على أعمدة من الرخام وعقود الرواق مبنية بالمداميك السوداء والصفراء المتناوبة.
كما يحيط بصحن المدرسة العثمانية ثلاثة أروقة، الرواق الغربي تعلوه اثنتا عشر قبة محمولة على أحد عشر عموداً، أما الرواق الشمالي فيعلوه سبعة عشر قبة محمولة على خمسة عشر عموداً، أما الرواق الشرقي فتعلوه ثلاثة عشرة قبة تعتمد على ثلاثة عشر عموداً، ويصل بين أعمدة الأروقة وجدرانها اسطوانات من الحديد.
الأروقة تتقدم مجموعة من الغرف ذات سقوف معقودة، ويبلغ مجموع الغرف أربعين غرفة خصصت لمختلف الاستعمالات إلى جانب قاعة للتدريس، كما احتوت على إيوانان كبيران موجدان في جانبي الحرم، كما أن أسقف الغرف معقودة، بعضها مقبب يتناسب مع قباب الأروقة.
الحرم مغطى بقبة واحدة ذات قطر واسع، تستند هذه القبة على أكتاف أقواس ملتحمة ومرتبطة مع جدران الحرم، وكانت هذه المدرسة موئل لعلماء وطلاب العلم، لذلك احتوت على مكتبة قيمة وكبيرة.
ويلاحظ بوجه عام في هذا النموذج المعماري للمدرسة أنه تم اعتماد المركزية في البناء والتأكيد على الرسم المتعامد في بناء القباب الذي يلغي دور المقرنصات والزوايا المثلثية الكروية، ويستعاض عنها بأنصاف قباب أقطارها متساوية الطول.
إن هذه المميزات المعمارية هي من سمات العمائر العثمانية التي وجدها وطبقها المهندس العثماني سنان باشا، صاحب المآثر العمرانية الكثيرة في أقطار العالم الإسلامي، حيث أن هذه المدرسة من أعظم مدارس حلب التي ارتادها الكثير من طلاب العلم.
العربية
