تُعتبر مرحلة رياض الأطفال ذات أهمية تنموية للأطفال بوصفها تلك المرحلة الانتقاليّة بالنسبة لهم من مرحلة التعليم غير الرسمي إلى مرحلة التعليم الرسمي، وهي تُشكّل مرحلةً ذات أبعاد مُهمة تنطوي على النمو والتطور الكبير بالنسبة للأطفال على أكثر من صعيد، فتحتاج لتوجيه الاهتمام نحو تنمية الأطفال من الناحية العاطفية، والفكرية، والجسدية بأفضل الوسائل والطرق، دون التغاضي عن التوجيه القيمي لهم، بهدف التأكد من استعدادهم لمرحلة المدرسة.
يمتاز الأطفال في مرحلة رياض الأطفال من الناحية البدنية بتطور النمو البدني بشكل مُذهل بالتزامن مع النمو العصبي في الدماغ؛ بحيث يكون الطفل عبارة عن مُستكشف صغير نظراً لنشاط أعضائه الحسية، وعادةً ما يلجأ الطفل لاستخدام يديه للحس وتطوير قدرات الدّماغ، إلى جانب ذلك فإنّه يتمتع بزيادة التحكم في حركات الجسم خاصّةً الحركات الدقيقة منها، ويُذكر أنّ الطفل عادةً ما تزيد فرص تعرّضه للأمراض في هذه الفترة.
تُشكّل المرحلة العُمرية ما بين 3-6 سنوات وهي التي تقع ضمن مرحلة رياض الأطفال مرحلةً مُهمّة يمكن وصفها بأنّها فترة الوعي لدى الطفل، حيث يكون قادراً خلالها على امتصاص كافّة الانطباعات والمعرفة والخبرات التي تمر أمامه في مُحيط بيئته، كما يُظهر الطفل في هذه المرحلة ميله نحو أنشطة مُعيّنة، وتتفاوت قدرته الاستيعابية من نشاطٍ لآخر
يُظهر الأطفال ضمن هذه الفئة العُمرية صفة الأنانيّة، ويتمحور تفكيرهم حول الأنا والمُلكيّة الخاصّة، ومن هذا المُنطلق فإنّهم يتعلّمون ويتطورون بشكل فردي ومستقل عن بعضهم البعض، ويُشار لضرورة توفير فرص التواصل للأطفال في هذه المرحلة، إلى جانب توجيه الإرشادات المادية، وتوجيه قدرتهم على التنبؤ.
يحتاج الطفل في هذه المرحلة للمتابعة من قبل المُساعدين الموجودين في رياض الأطفال، وتوجد مجموعة من التوجيهات التي يجب أن يتبعوها في عملهم، ومنها ما يأتي: