المدرسة العزيزية أو ما تسمى بتربة صلاح الدين، تقع في حي الكلاسة شمال الجامع الاموي في مدينة دمشق، بنيت من قبل الملك عزيز بن صلاح الدين الأيوبي على أثر وفاة والده في قلعة دمشق، وذلك في عام 589 هجري/ 1193 ميلادي، ثم نقلت رفاته بعد ثلاث سنوات من قلعة دمشق إلى تربته في المدرسة العزيزية، اندثر بناء المدرسة ولم يبقى إلا التربة المبنية حسب قواعد العمارة الأيوبية، وهي مربعة الشكل يعلو البناء قبة مضلعة.
دُفن في المدرسة بعد ذلك العديد من الشخصيات المهمة منهم: ياسين الهاشمي والشهيد عبد الرحمن الشهبندر، كما احتوت المدرسة على ثلاثة قبور لطيارين من الجنسية التركية، كما انضم إليهم في وقت حديث الشهيد أحمد محمد توفيق رمضان.
كسيت جدران التربة بألواح القاشاني يعود تاريخها إلى العهد العثماني وتحت القبة ضريح صلاح الدين، وهو مرمري محدث، أهداه غليوم الثاني امبراطور ألمانيا لدى زيارته لدمشق وإلى جانبه الضريح الأصيل، وهو من خشب الجوز المزين بزخارف منحونة نحتاً جميلاً، كما يوجد في أعلاه شريط من الكتابة يتضمن آية الكرسي بخط كوفي مشجر، يمتد على شكل زنار وعلى وجوهه الأربعة أشكال هندسية تتخللها زخارف نباتية، قد انهدمت المدرسة وبقيت التربة لها قبة محززة.
يُعد الضريح مثالاً للفن الأيوبي، يقول ابن خلكان أنه قرأ على الضريح في سنة 680 هجري كتابة كتبها قاضي صلاح الدين محيي الدين المعروف بابن ذكي الدمشقي وهي ما يلي: اللهم فارض عن تلك الروح وافتح له أبواب الجنة فهو آخر ما كان يرجوه من الفتوح.
تعد المدرسة العزيزية معلم أثري عظيم، حيث ضمت بعد ذلك قبور الكثير من قادة وعلماء سطور وأمجاد الأشخاص الذين مروا على دمشق عبر التاريخ.
أما من حيث التصميم المعماري فللمدرسة باحة كبيرة وواسعة، كما تحتوي على مدخلين؛ تحتوي الباحة على بركة بيضاوية، أما قبر صلاح الدين الأيوبي فيوجد في قاعدة مربعة الشكل مسقوفة بقبة محززة، بعد ذلك انضم له العالم الشهيد محمد سعد رمضان البوطي، كما دفن في حديقة المدرسة عدة شخصيات مهمة.
العربية
