تعدّ زراعة الكبد (بالإنجليزية: Liver Transplant) إحدى العمليات الجراحية التي يتمّ فيها إزالة الكبد غير القادر على القيام بوظائفه بشكلٍ مناسب، بحيث يتم استبداله بكبد سليم من متبرعٍ متوفي، أو بجزءٍ من الكبد السليم لمتبرعٍ حي، ويُعتبر الكبد أحد أكبر أعضاء جسم الإنسان الداخلية، ويقوم بالعديد من الوظائف المهمّة في جسم الإنسان، مثل: إنتاج البروتينات التي تُساعد في عملية تخثر الدم، وإزالة البكتيريا والسّموم من الدم، والوقاية من حدوث العدوى، وتنظيم الاستجابة المناعية في الجسم، ومعالجة المواد الغذائية، والأدوية، والهرمونات، كما يعمل الكبد على إنتاج العصارة الصفراوية (بالإنجليزية: Bile) والتي تُساعد الجسم على القيام بعملية امتصاص الدهون، والكوليسترول، والفيتامينات الذائبة في الدهون.
تعدّ زراعة الكبد خياراً علاجياً يُمكن اللجوء إليه في بعض حالات الإصابة بأنواعٍ معينة من سرطان الكبد، كما يُلجأ إليه في حالات الفشل الكبدي في المراحل النّهائية التي لا يستجيب فيها المريض لأيٍّ من العلاجات الأخرى، وفي هذا السّياق يُشار إلى أنّ الفشل الكبدي يُمكن أن يحدث بشكلٍ سريع خلال أسابيع ويطلق عليه حينها بفشل الكبد الحاد (بالإنجليزية: Acute Liver Failure)، ويُمكن أن يحدث بشكلٍ بطيء على مدى أشهر أو سنوات ويُعرف في هذه الحالة بفشل الكبد المزمن (بالإنجليزية: Chronic Liver Failure)، وهناك العديد من المُسبّبات التي قد تؤدي إلى الإصابة بالفشل الكبدي، وفيما يلي ذكر لأبرزها:
يبدأ المريض بالبحث عن شخصٍ متبرعٍ بالكبد بمجرد موافقة الطبيب على إجراء عملية زراعة الكبد له والتّأكد من أهميّتها للحالة، ويتمّ وضع جميع المرضى المنتظرين لهذه العملية على قائمة مُخصّصة لذلك على الشبكة المتحدة لمشاركة الأعضاء (بالإنجليزية: United Network For Organ Sharing) ويُرمز لها ب(UNOS)، وهي عبارة عن وكالة وطنية معنية بالبحث عن كبد مناسب لهؤلاء المرضى، بالإضافة إلى ذلك هناك وكالات محلية مثل منظمات تأمين الأعضاء (بالإنجليزية: Organ Procurement Organizations) ويرمز لها ب(OPO)، والتي تُسهّل عملية تأمين كبد مُطابق لحالة المريض، وسيتمّ بيان شروط التبرع بالكبد بشيءٍ من التفصيل فيما يأتي.
يجب أن تُتاح الحرية الكاملة للشخص المتبرع بالتبرع بأيٍّ جزءٍ من أجزاء جسمه، ولا يجوز إجبار أيّ شخص على القيام بذلك، بحيث يتجرّد من أيّ شعورٍ بالضغط أو الذنب المُرتبط بذلك، ومن الجدير ذكره أنّ التبرّع بالكبد لا يكون مدفوع الثمن.
تزداد فرصة تحقّق العوامل الضرورية للتبرّع بين المتبرع والمستقبل في حال وجود صلة قرابة بينهما، وعلى الرغم من ذلك فإنّ القرابة ليست شرطًا في جميع الحالات، فكما تمّت الإشارة سابقًا وجود بعض مراكز زراعة الأعضاء التي تُتيح للأشخاص الأصحّاء التبرع بجزء من الكبد للمرضى الموجودين على قائمة الانتظار على الرغم من عدم وجود صلة قرابة بينهم.
يجب أن يكون هناك توافق أو تطابق في فصائل الدم بين الشخص المُتبرع بالكبد والمريض المستقبل، مع الأخذ بالاعتبار أنّ تطابق العامل الرايزيسي (بالإنجليزية: Rh Factor) قد لا يكون ضروريًا في هذه الحالة، وحول أهمية توافق فصائل الدم أو تطابقها فيُشار إلى أنّ ذلك ضروري لتقليل خطر رفض الجسم للعضو المزروع، وسيقوم الطبيب بتحديد فصيلة دم المريض أثناء تقييم حالته، ويعتمد تحديد فصيلة الدم على الكشف عن وجود تراكيب مُعينة على سطح خلايا الدم الحمراء تُعرف باسم المستضدات (بالإنجليزية: Antigens)، وبناءً على ذلك فإنَّ هناك أربعة فصائل دموية؛ هي: "A"، و"B"، و"AB"، و"O"، فإذا كان هناك توافق بين فصيلة الدم التي يحملها الشخص المتبرع والمستقبل، فسيقوم الطبيب بإجراء فحصوصاتٍ أخرى للكشف عن طبيعة الأنسجة ومدى التوافق بين أنسجة المتبرع والمستقبل، بالإضافة إلى إجراء الفحوصات المعنية بالأجسام المضادة، ويُمكن بيان الأسس المُتبعة عند الكشف عن تطابق فصائل الدم بين المتبرع والمُستقبل فيما يأتي
يجب أن يتمتع الشخص المتبرع بالصحة الجسدية المُناسبة، فمن الضروري التّأكد من قدرة الكبد، والكلى، والغدة الدرقية، على العمل بكفاءة، ومن الضروري أن يخلو المتبرع من أيّ مشاكلٍ صحيّة أخرى، بما في ذلك:
وللتّأكد من أنّ الشخص يتمتع بصحة جيدة، وأنّ بإمكانه التبرع بالكبد؛ يقوم الطبيب بإجراء الفحص البدني بالإضافة إلى مجموعةٍ أخرى من الفحوصات؛ مثل تحليل الدم والبول، وفحوصات القلب، والتصوير بالأشعة السينية (بالإنجليزية: X-rays)، وتصوير الثدي الشعاعي (بالإنجليزية: Mammogram) للنّساء اللاتي بلغن أربعين عامًا أو أكثر، كما ويُجرى تنظير القولون (بالإنجليزية: Colonoscopy) للنّساء والرجال البالغين من العمر 50 سنة أو أكثر.
يجب أن يتمتع الشخص المتبرع بالكبد بالصحّة النفسية الجيدة لما لذلك من تأثيرٍ في تّعافي المُتبرع وشفائه بعد الجراحة، وقد يتمّ إخضاعه لبعض الفحوصات على يدّ الطبيب النفسي أو الأخصائي الاجتماعي، بهدف التأكد من خلوّه من الاضطرابات النفسية، مثل: القلق وغيرها، كما يهدف هذا الفحص إلى التأكد من تمتعه بالدعم الاجتماعي، والنّفسي، والمادي بشكلٍ مُناسب لفترة ما بعد إجراء العملية الجراحية.
إلى جانب تلك المُوضّحة سابقًا، هناك شروط أخرى يجب أن تتوافر في الشخص الذي يرغب في التبرّع بالكبد، ومنها ما يأتي: