ماهي طرق بناء شخصية الطفل وتعزيزها

الكاتب: وسام ونوس -
ماهي طرق بناء شخصية الطفل وتعزيزها

 

 

ماهي طرق بناء شخصية الطفل وتعزيزها

 

اللعب مفتاح نمو شخصية الطفل

يقول أستاذ علم النفس كيربي ديتر ديكارد في معهد فرجينيا بوليتكنيك وجامعة الولاية ومؤلف الإجهاد الأبوة والأمومة إنّ الأطفال من عمر ثلاث سنوات إلى خمس سنواتٍ يحصلون على الراحةِ أثناء التعبير الذاتي عن أنفسهم ببعض الكلمات، كما يمكنهم تعلم المزيد من ضبط أنفسهم في مرحلة ما قبل المدرسة، حيثُ يصبحون أقل اعتماداً على الآخرين، ويزيد اعتمادهم على أنفسهم، ويتعلمون كيفية تهدئة أنفسهم في لحظات الحماس، أو الخوف، أو الشعور بالضيق، وفي اللحظات العاطفية وتقديم ردود الأفعال، كما يكتسبون مهارة بناء الثقة بالنفس، ويصبح لديهم خبرات في التعامل مع الآخرين، ومن البديهي أنّ شخصية الطفل خلال هذه الفترة تنمو من تلقاء نفسها بشكلٍ طبيعي إلا أنّه يمكن لكثيرٍ من الأمور المساعدة في بناء شخصية الطفل، ويُعتبر اللعب مهماً في بناء شخصية الطفل فله دور كبير في تنمية شخصيته كما تقول طبيبة الأطفال تانيا ر. ألتمان، ومن خلال إجاباتها على استفسار عددٍ من الأسئلة حول تنمية شخصية الطفل وضحَّت أنّ منح الطفل وقتاً للعب هو مفتاح مساعد لبناء وتنمية شخصيته بشكلٍ كبير، كما يمنحه دفعةً إلى الأمام لتطوير النمو العقلي، والإدراكي، والجسدي، والعاطفي، والخيالي، ويساعده على اتخاذ القرارات، والاعتماد على ذاته، واستكشاف كلِّ ما هو جديد، كما يقول ديتر ديكاد إنّه على الأهل أن يعلموا دائماً أنّ طفلهم متميز ومتفرد بصفاته عن غيره، فيوضح بأنّ الأطفال يختلفون عن بعضهم بطريقةٍ ما تُميز كلِّ طفلٍ على حدة، وأنّ للأهل دوراً في تنمية وتعزيو شخصية الطفل بما يستجيب مع نقاط القوة الخاصة بكلّ طفل

 

المحيط الأسري السليم والأبوة الإيجابيّة

تعتبر تنمية شخصية الطفل هي خلاصة نتائجه الإدراكية، والمعرفية، والمزاجية التي تُعبر عن ذات الطفل ونفسه، وعن عالمه المحيط به وعن المستقبل، وتتأثر تنمية شخصية الطفل مع الأشخاص الذين يقدمون له الرعاية الأساسية في أول خمس سنواتٍ من عمرهم، كما أنّ مزاج الأطفال العام يؤثر في سلوكهم، وازدهار شخصيتهم وتطورها، وبشكلٍ عام تختلف مستويات الطاقة لدى الأطفال، وقد تحتاج تدخلاً وضبطاً من قبل الأهل بشكلٍ سليم، وللبيئة المحيطة بالطفل والجو الأسري العام دوراً أكبر في تنمية مهارات وشخصية الطفل، كما قد يكون لبيئة الطفل المحيطة دور سلب على تنمية شخصية الطفل، ولها أكبر تأثير في السلوك المختلف، فضلاً على ذلك لمزاج الطفل مع البيئة المحيطة به أثر كبير في تنمية مفهوم الذات لديه وهو العنصر الأساسي الحاسم في صقل شخصيته، كما يتأثر مفهوم الطفل عن نفسه وتعبيره عن ذاته بالبيئة المحيطة به، وخلال فترة المراهقة وفي عمر العشرين تختلف طريقة تعبير الأطفال عن ذاتهم وترتبط بالطريقة التي يجدون عليها أقرانهم، كما يُعتبر رفض الأقران من الأهل بالنسبة للأبناء ليست مجرد نوبة غضبٍ عارمة إنما طمس هويتهم بشكلٍ كامل، لذا يتبين من كلّ ما سبق بأنّ سيطرة الأبوين تكمن من خلال تشجيعهم للأبناء ودعمهم معنوياً لبناء مفهومهم الذاتي المستقل وحسن التربية، ودعمهم في شتى الأمور هو الأمر الحاسم في بناء شخصيتهم.


إنّ للأبوة السليمة دوراً إيجابياً في تنمية قدرات الطفل، وتطوير بيئتهم الذاتية التي توصلهم إلى تقدير أنفسهم واحترام ذاتهم، كما أنّ مد يد العون وتقديم الدعم المستمر يساعد الأطفال بتعدي مرحلة المراهقة بدون أيِّ اضطراباتٍ أو مُنغصاتٍ بين أقرانهم، كما يُساعد منح الأطفال الثقة من المنزل السليم على اكتساب مزيد اًمن الثقة بأنفسهم وهو أساس وداعم قوي لبناء شخصية الطفل، وباختصار إنّ تعلم الطفل التعبير بإيجابية عن ذاته يمنحه احتراماً لنفسه وتقديرا لها، ويمنحه بالشعور بالرضا عن نفسه وبالتالي سيكون راضٍ عن العالم حوله، وجميعها أسباب تُقلل من الصراعات التي تعيق التنمية النفسية والاجتماعية للأطفال.

 

الطفل الواثق من نفسه محترم لذاته

الثقة واحترام الذات هما مفتاحا النجاح لبناء شخصية الطفل، ومفتاحا النجاح لحياة الشخص البالغ، لذا فإنّ تعليم الطفل على احترام ذاته ونفسه هو هويته إلى عالمٍ صحي وعقلي سليم، وحياة اجتماعية سليمة، كما أنّ الشعور بالرضا عن النفس له أكبر الأثر في تصرفات الطفل وتعامله مع الآخرين ومع من حوله بإيجابية، لذا على الأهل أنّ يعلمو طفلهم دائماً كيف يُنمي صورته الذاتية عن نفسه، ويُعتبر الأبوان المصدر الأساسي لتحسن قيمة الطفل واحترامه لذاته، وخلق طفلٍ واثقٍ من نفسه، ومتحكمٍ في متصرفاته، وفي حال بناء صورةٍ متزعزعةٍ عن النفس فهذا يشير إلى عثراتٍ عديدة في سلوك الطفل، وقد لا تكون المشكلة محصورة في الأبناء فمعظم الأبناء الذين يعانون من مشاكلٍ سلوكية يعانون أبويهم من ضعف الذات، باختصار تعتبر الصحة الذاتية طريق النجاح للوصول لجميع مراحل الحياة، تعطي القيمة بالنفس، وتؤدي للتفاعل بشكلٍ سليم مع الآخرين، والنجاح خلال المراحل الدراسية، والتقدم في العمل والحياة العملية، وفيما بعد بالزواج، نجاح يرتبط بالنظرة الصحية والصحيحة للذات بعيدةٍ كل البعد عن النرجسية، أو التعجرف، أو الغرور.

 

شارك المقالة:
68 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook