تعدّ نزلات البرد أو ما يسمى بالزكام من الأمراض الشائعة بشكل كبير، وهي ليست مرض بحدّ ذاتها إنّما مجموعة من الأعراض المتمثّلة بالعطاس المتكرر والسيلان الأنفي أو احتقان الأنف، وتظهر على المريض بعد انتقال عدوى فيروسية إليه، وتعاني الولايات المتحدة لوحدها من مليار حالة من نزلات البرد على مدار عام واحد، وتتنوّع طرق انتقال عدوى نزلات البرد، إذ يمكن أن تنتقل بلمس الأسطح الملوّثة بالفيروسات المسببة للمرض، أو قد تنتقل عن طريق الاستنشاق، وتبدأ أعراض نزلات البرد بالظهور على المريض بعد يومين أو ثلاثة أيام من انتقال الفيروس، ويمكن أن تستمر من 2- 14 يوم، وفي بعض الأحيان قد تدوم لفترة أطول، وسيتحدّث هذا المقال عن طرق الوقاية من نزلات البرد.
قبل الحديث عن طرق الوقاية من نزلات البرد من الضروري الحديث عن الأسباب التي أدّت إلى هذه الحالة المرضية، وغالبًا ما يكون السبب فيروسي، فقد تؤدي أنواع عديدة من الفيروسات إلى الإصابة بنزلات البرد، إلّا أنّ فيروسات الأنف هي السبب الأكثر شيوعًا، حيث يمكن أن يدخل الفيروس المسبب لنزلات البرد الجسم عبر الفم أو العينين أو الأنف، ويمكن أن ينتشر أيضًا عن طريق استنشاق الهواء الملوّث من سعال أو عطاس شخص مريض أو أثناء الكلام الطبيعي، ويمكن أن تنتقل تلك العدوى الفيروسية أيضًا عن طريق الاتصال المباشر مع شخص مصاب بنزلة برد أو بمشاركة الأشياء الملوثة، مثل الأواني أو المناشف أو الألعاب أو الهواتف، وبالتالي فإنّ فيروسات نزلات البرد يمكن أن تنتقل إمّا باللمس أو الاستنشاق أو الجلوس بجانب الشخص المريض.
يكمن علاج هذه الحالة المرضية في طرق الوقاية من نزلات البرد، ولكن إذا أصيب شخص ما بها، فينطوي العلاج على تدبير وتخفيف أعراض الحالة، والتي تختلف وتتفاوت في شدّتها من شخص لآخر، كما أنّه لا يوجد علاج شافي لنزلات البرد، ومن الضروري التأكيد على عدم استخدام المضادات الحيوية ضد فيروسات البرد، ما لم تكن هناك عدوى بكتيرية، وتشمل العلاجات التي تخفف أعراض البرد ما يأتي:
قبل الحديث عن طرق الوقاية من نزلات البرد لا بدّ من الحديث عن العلاجات المنزلية لها، وتشمل أكثر العلاجات المنزلية شيوعًا وفعالية لنزلات البرد الغرغرة بالماء المالح والراحة والاستمرار في الترطيب ويُسهم تناول مكمّلات فيتامين C في تخفيف الأعراض أيضًا، ويمكن أن يساعد استخدام بعض الأعشاب في تخفيف أعراض نزلات البرد، إذ إنّ هذه العلاجات لا تشفي نزلات البرد إنّما تسهم جعل الأعراض أقل حدّة وأسهل في إدارتها، وإذا كان الشخص يعاني من ارتفاع ضغط الدم، فيجب أن يتحدث إلى الطبيب قبل تناول أي دواء، أمّا بالنسبة للأطفال فيمكن استخدام بعض العلاجات المنزلية التي يمكن أن تساعد في تخفيف أعراض نزلات البرد لدى الأطفال كالعلاجات المنزلية الآتية:
تنطوي طرق الوقاية من نزلات البرد في منع انتقال العدوى للشخص، إذ يمكن أن تنتقل العدوى الفيروسية المسببة لها من الأشخاص المصابين إلى أشخاص آخرين عن طريق استنشاق الهواء والبقاء بقرب المرضى، وقد تنتقل العدوى إلى شخص سليم أيضًا من خلال تلامس قطرات الأنف أو العطس أو أية إفرازات خارجة من الجهاز التنفسي لدى الشخص المصاب، وقد يصاب الشخص بنزلة البرد أو الزكام إذا صافح شخص مصاب بها أو لمس سطح أو شيء ما، مثل الأدوات الخاصة أو سطح مكتب يحتوي على فيروسات مسببة للمرض ومن ثم وضع يده على عينينه أو فمه أو أنفه، ومن طرق الوقاية من نزلات البرد ما يأتي: