في المرّة التي يقوم فيها الطفل بضرب أمّه، عليها الإمساك بيديه حتى لا يتمكّن من ضربها مجددًا، وعندها يُمكن أن تُبعده عنها أو أن تصنع تقاطعًا بكلتا يديه والإمساك بهما بين يديها، والتوضيح بأنّها تُحبّه، لكنّها في الوقت ذاته لا تُحبّ سلوك الضرب سواء كان موجهًا لها أو لشخص آخر.
يجب الشرح للطفل أنّه يجب ألّا يضرب مطلقًا عند شعوره بالغضب، وهذا في كلّ الأحوال لا يعني أنّ ليس بإمكانه أن يغضب؛ فالغضب شعور عاطفي طبيعي، إلّا أنّه ليس بإمكانه التعبير عن هذه العاطفة بالضرب، كما يجب إخباره بأنّ الضرب ليس أمرًا لطيفًا، وأنّه يؤلم أكثر ممّا يتوقّع، ويُمكن أن يُؤدّي إلى إصابات خطيرة، مع التأكّد من استخدام كلمات بسيطة يُمكن أن يفهمها أثناء الشرح.
ومن جهةٍ أخرى، يجب مساعدة الطفل على إيجاد بديل للضرب عند الغضب، مثل قول كلمات بسيطة: "أنا غاضب"، أو "أريد كذا"، وأن تُخبره والدته أنّ بهذه الكلمات يُمكن لها أن تفهمه وأن تجد حلًا لمشكلته، كما يُمكنها تجربة مهارات إدارة الغضب، بحيث تقوم بتشجيع الطفل على قراءة كتاب أو الرسم أو أخذ نفس عميق أو الذهاب إلى الغرفة عند الشعور بالغضب.
يجب على الأم البحث عن العقوبات التي يُمكن تنفيذها عند قيام طفلها بضربها، وتختلف فاعلية كل أسلوب من طفل لآخر؛ فالبعض يُمكن أن يكفّ عن الضرب عند تجربة فكرة المهلة، بحيث يتمّ إبعاد الطفل عن المنطقة التي شعر فيها بالغضب، ووضعه في مكان آخر محدد مسبقًا ليُهدّئ نفسه، وتتمثّل العقوبات الفعّالة الأخرى في سحب الامتيازات، عن طريق منع الطفل من الوصول إلى الأجهزة الإلكترونية أو ألعاب معيّنة لمدّة أربع وعشرين ساعة مثلًا.
يُمكن أن تتعامل الأم مع الضرب المتكرر بنظام المكافآت، بحيث يتمّ تقسيم اليوم إلى فترات زمنية، ومنح الطفل مكافأة عندما يتعامل معها بلمسات لطيفة بعيدًا عن الضرب، ولا يُشترط أن تكون المكافأة مادية دائمًا، إذ يُمكن أن يكون ذلك بالمدح الكثير للسلوك اللطيف، والتعبير عن الإعجاب به عن طريق معانقته مثلًا.
يجب على الأم الامتناع عن ضرب طفلها إذا ما قام بمهاجمتها؛ إذ إنّ قيامها بالضرب يُعطي الطفل انطباعًا أنّه وسيلة مقبولة لمواجهة الأشياء التي لا يحبها، كما سيعتقد من خلاله أنّه سيحصل على الكثير من الاهتمام في كلّ مرة يضربها؛ لذا يجب الحرص على الهدوء، وأخذ نفس عميق لمدّة دقيقة واحدة، ثمّ الاستجابة لسلوكه بطريقة هادئة وحازمة.