يُعتبَر البقدونس من الأعشاب الحوليّة التي انتشرت زراعتُه في جميع أنحاء العالم، إلّا أنّ أصله يعود إلى منطقة البحر الأبيض المُتوسّط، ومن المُثير للاهتمام، أنّه يُكوّن مجموعةً من الأزهار الصغيرة، والمعروفة باسم النورة الخيمية، إضافةً إلى بذوره المُميّزة، وجذعه المُنتصب، وأوراقه الخضراء المُشرِقَة، علاوةً على ذلك، فإنّه يوجد نوعان من البقدونس، وهما: الأملس، والمُجعّد، وتجدر الإشارة إلى ضرورة توخّي الحذر عند جمع البقدونس البرّي؛ وذلك لتشابه أوراقه، وزهوره، مع ثلاث نباتاتٍ سامّة، وهي: Aethusa cynapium، والتي تتميّز بأزهارها البيضاء، وأوراقها الخضراء المُصفرّة، وعشبة الشوكران الأبقع، واسمها العلميّ Conium maculatum، إضافةً إلى عشبة Cicuta maculata، ومن الجدير بالذّكر، أنّ أعراض التسمم من العشبتين الأخيرتين تتمثّل في الإسهال، والوهن، والتشنّجات، والتَقيؤ، وغير ذلك من الأعراض التي يُمكن أن تُؤدّي إلى الموت.
ومن جهةٍ أخرى، يُعرَف البقدونس باستعمالاته الواسعة، فإلى جانب استخدامه في الطّعام، كنوعٍ من التوابل، والمُقبّلات، والمُنكّهات، فإنّه يدخل أيضاً في العديد من الصّناعات، ومنها: العطور، ومُستحضرات التجميل، والصّابون، إضافةً إلى الصّناعات الدوائيّة، إذ تساهم جميع أجزائه في تركيب الأدوية؛ وذلك بسبب خواصّه العلاجيّة العديدة، فهو مُضادٌّ للالتهابات، والبكتيريا، والفطريّات، والأكسدة، وغير ذلك من الخصائص التي جعلته محطّ اهتمامٍ في الطّب الحديث
ينمو البقدونس، كغيره من الأعشاب في مواسم مُحدّدة، ويبلغ ذروته خلال شهر أغسطس، ومن المثير للاهتمام، أنّه يوجد العديد من الطّرق لتخزينه، واستخدامه بعد انتهاء موسمه، ومن هذه الطرق: التمليح، والتجفيف، والتجميد، إلّا أنّ الأخير قد يؤثّر في شكل العشبة، بحيث تظهر ذابلةً عند ذوبان الجليد عنها، لذلك فإنّها تستعمل في الوصفات التي لا يكون فيها مظهر البقدونس مُهمّاً، كالصلصات، ومن الجدير بالذكر، أنّ عمليّة تجميده تتمّ بطريقتين، وهما: خلط البقدونس مع قليلٍ من الماء بواسطة الخلّاط، ثمّ توزيع النّاتج في قوالب الثلج، مع الانتباه إلى ضرورة تغطيتها باستخدام غطاءٍ بلاستيكيٍّ مناسب، ثمّ وضعها في مُجمّد الثلّاجة؛ لاستخدام المُكعّبات عند الحاجة، وأمّا الطّريقة الأخرى، فتتمّ عبر فصل أوراق البقدونس، وتجميدها، ثمّ وضعها في كيسٍ بلاستيكيٍّ مخصّصٍ للتفريز؛ بحيث يكون مُحكَم الإغلاق، وإعادتها إلى الفريزر مرّةً أخرى؛ لاستعمالها عند الحاجة
يُعتبرُ البقدونس من أهمّ مكوّنات الطبخ في أوروبا، وأمريكا، وكذلك في الشرق الأوسط؛ فهو يُضيف نكهةً مُميّزةً للعديد من الوجبات، كالسمك، والحساء، ومُختلَف أنواع السلطات، إضافةً إلى أهميّته في تزيين الأطباق، وتحضير بعض أصناف عصائر السموذي (بالإنجليزية: Smoothie)، علاوةً على ذلك، فإنّه يُوفِّر الكثير من الفوائد الصحيّة؛ وذلك لاحتوائه على مُغذّياتٍ عديدة، فعلى سبيل المثال، إنّ ثمانية غرامات من البقدونس، كافيةٌ لتزويد الجسم بالكميّة الموصى بها يوميّاً من فيتامين ك، وفيما يأتي أهمّ فوائده:
يُوضّح الجدول الآتي أبرز العناصر الغذائيّة الموجودة في 100 غرامٍ من البقدونس الطازج:
العنصر الغذائيّ | الكميّة |
---|---|
السعرات الحرارية | 36 سعرةً حراريّةً |
الماء | 87.71 مليليتراً |
الكربوهيدرات | 6.33 غراماتٍ |
الألياف | 3.3 غراماتٍ |
البروتينات | 2.97 غرام |
الكالسيوم | 138 مليغرامٍ |
البوتاسيوم | 554 مليغرامٍ |
المغنيسيوم | 50 مليغراماً |
فيتامين ج | 133 مليغرامٍ |
فيتامين ك | 1640 ميكروغرامٍ |
الكوليسترول | 0 مليغرام |
الفسفور | 58 مليغراماً |
الدهون | 0.79 غرام |
السكّر | 0.85 غرام |
الحديد | 6.20 مليغراماتٍ |
الزنك | 1.07 مليغرام |
إنّ استهلاك البقدونس بالكميّات المُتداولة في الأطعمة يُعتبَر آمناً، ومع ذلك، فلا بُدّ من أخذ الحيطة عند تناوله في الحالات التالية: