هو واحد من الأمراض النفسيّة العضوية التي تصيب الأطفال، وهو حدوث اضطراب في نمو الجهاز العصبي لدى الطّفل، كما أنّ هذا المرض يكون واضحاً على الطّفل قبل بلوغ سن الثالثة من العمر، وتكون أعراضه واضحة جداً على الطفل، كما أنّ مرض التوحّد يؤثّر على طريقة كلام المريض، وعلى تصرّفاته، أي أنّ الأمر يكون واضحاً للجميع، باختصار فإنّ مرض التوحُّد لا يمكن إخفاؤه على أحد، لأنّ أعراضه واضحة. ويكون مرض التوحّد على شكل اضطرابات في طريقة معالجة البيانات في دماغ الطّفل، كما أنّ الأطباء أخيراً تمكنوا من التوصّل إلى أنّ مرض التوحّد له أصول وراثية بين الأشخاص المصابين بالمرض.
كما أنّ نسبة الإصابة بالمرض تكون لدى الأولاد أكثر منها لدى الفتيات بنسبة أربعة أضعاف، كما أنّ الحالة تكون واحدة من بين ما يقارب 100 طفل، أي أنّه مرض ليس واسع الانتشار، ولكنّه موجود بنسبة لا بأس بها.
يتم اكتشاف مرض التوحُّد بدايةً عن طريق الآباء والأمّهات من داخل المنزل، حيث إنّ الأعراض تكون واضحة جداً على الطفل المتوحّد، والتي سيتم الحديث عنها لاحقاُ، وفي حال تم ملاحظة الأعراض على الطفل، يجب الإسراع في التوجًّه إلى المراكز المختصّة، حيث إنّ طفل التوحد بحاجة إلى الاهتمام والرعاية، وفي حال تم ترك طفل التوحُّد بدون اهتمام فإنّ الأمر سوف يكون نتيجته الحصول على طفل عدواني.
تكون أعراض التوحّد واضحة على الطّفل من ثلاث نواحي رئيسية، وهي الجانب التّفاعلي، حيث إنّها تسبّب حالة من عدم تفاعل الطفل مع المؤثرات الخارجية، فنجد أنّ الطفل لا يستجيب لنداء الوالدين له، كما أنّه قد لا يظهر تغييراً نتيجة سماعه لرنين الهاتف، ويظهر أيضاً من الأعراض تغيّر على السلوك، حيث إنّ الطفل يبدأ في الاتّجاه إلى العدوانية مع الآخرين، فيقوم بضرب الأطفال من سنّه، أو يقوم بتخريب الألعاب التي يلعب بها، كما أنّه قد يلجأ أحياناً إلى العزلة والجلوس وحيداً بعيداً عن الآخرين، أمّا في حالات التّفاعلات الاجتماعية والتي تظهر من خلال تواصل الطّفل مع الآخرين، فتكون قدرته على التفاعل بطيئة جداً أو تكاد تكون معدومة، حيث إنّه يخاف من الآخرين، ولا يحب الاختلاط في الأشخاص الغريبين، أو يخاف من الذهاب إلى المدرسة.
ومن الأعراض الأخرى، هي تأخر الطفل في الكلام، حيث إنّه لا يستطيع الكلام في سن مناسبة مثل باقي الأطفال الآخرين، كما أنّه لا يستطيع تركيب جمل، أو أنّه يحاول تقليد أصوات الألعاب التي يلعب بها، فنجده يتحدث كالرجل الآلي.
ومن أعراض التوحُّد أن يجلس الطفل ملتفّاً حول نفسه، مع القيام ببعض الحركات مثل الإهتزاز لفترة طويلة، كما أنّه قد يصاب بانهيار لحظة سماعه لصوت ضجيج فيبدأ بالصراخ والبكاء إلى أن يهدأ بعد فترة قصيرة.
من خصائص مرض التوحُّد أنّه مرض ملحوظ التغيّرات، كما أنّه يمكن الجزم بأنّ مرض التوحد يمكن اكتشافه على الأطفال في سن الستة أشهر، وتستمر الأعراض في الظهور على الطفل، كما أنّ المرض يستمر في النّمو إلى أن يتوقّف عند سن الثانية أو الثالثة من العمر، كما أنّ الأعراض تتغيّر في فترة المراهقة، حيث إنّ فترة البلوغ تشهد اضطرابات عديدة على الشخص المصاب.
يمكن تحديد أعراض التوحّد على أنّها ثلاثة أعراض أساسية، وهي تراجع في مستوى التّواصل الاجتماعي على الطفل، وتراجع في مستوى الكلام أيضاً، كما تشهد ضعف في التفاعل مع الأشياء، وتتمثل في بطء الاستجابة للأمور.
ويقصد هنا بالتواصل القدرة على الاتّصال بالآخرين، حيث إنّ التّواصل يكون من خلال الإسهاب في الحديث مع شخص ما، فلا يستطيع طفل التوحّد أن يقوم بالرّد على أسئلة شخص ما، أو أن يطرح حديث عليه، كما أنّ أطفال التوحّد قد يتشبثون في كلمة واحدة فقط، ويستمرون في تكرارها ما بين الكلام.
هناك بعض التصرفات التي يقوم بها أطفال التوحّد جميعاً، وهي سلوكيّات موحدة ما بين الأطفال، وقد صنفها الخبراء إلى: