من العادات المنتشرة في عدد من نواحي منطقة عسير عادة السماوة، إذ إن تسمية مولود باسم شخص آخر تقديرًا لمكانته أو لقربه أو صداقته تُعد من التقدير للشخص المسمَّى باسمه وتعبيرًا عن الحب له. وفي مثل تلك الحالات يُبلَّغ الشخص المسمَّى باسمه - خصوصًا إذا كان من خارج القبيلة أو القرية - من قِبَل والد المولود بإرسال مَنْ يخبره بذلك، كما يبعث له بـ (سلام) من المولود الصغير، وهو بعض الهدايا.

 

وعند تلقي الشخص المسمَّى باسمه الخبر يرحب بولادة المولود الصغير، ويعبِّر عن افتخاره بذلك السَّمِيِّ، ثم يُشعر والد الطفل أنه سوف يقوم بزيارته، ويحدد لذلك موعدًا. وفي اليوم المحدد يحضر سَميُّ الطفل ومعه بعض أفراد قبيلته أو قريته، وأصدقائه ومحبيه، وعند قدومهم إلى دار المولود يتم استقبالهم من قِبَل أسرة المولود وجماعته وأفراد قريته، ثم يتكلم سَمِيُّ الطفل ببعض العبارات التي تختلف من مكان إلى آخر وتشير في مجملها إلى أنه سعيد بتلك السماوة، وأنه فخور بها  

 

ومن العبارات التي تُقال في مثل هذه المناسبة: "جاء لكم هذا الوافد، ونرجو من الله أن يُقرَّ به أعينكم وأن يصلحه، معنا لكم سلام عليكم وعلى والدكم وعلى والدته"   ثم يذكر ذلك (السلام) وقد يكون أشياء عينية ومادية.

 

ومن الهدايا التي يقدمها سميُّ المولود - إذا كان المولود ذكرًا - بعض المال والسلاح. وقد يُقام بعض الاحتفالات بتلك المناسبة، وتُقام العرضة وتُلقى الأشعار.

 

ومن الأشعار التي كانت تقال في هذه المناسبة:

 

"يا الله اني طلبتك دلني فإن ما غيرك دليل

يا سلامي على من حَلّ في وادي عزز قصوره

وعلى الشيخ بن ضبغان نقريه عشر أمية سلام

عد من طاف بالكعبة وشاهد قرين إلى منى

 

فيردّ عليه الشاعر الآخر:

 

والك الله علينا ما حزبنا نضيف المستحيل

غير سمي بشيخ قال يا لابتي لزم نـزوره

ونتجمل في الدنيا فلا بد من رد الكلام

هذا ما حاشانا في قد سيراتنا وأعلامنا"  

 

وبعد انتهاء مراسم السماوة يعود السميُّ إلى قريته، إلا أنه يستمر في التواصل مع أسرة المولود وتبادل الهدايا معها. وفي بعض نواحي المنطقة إذا كانت المولودة أنثى فإن تبادل الهدايا بينها وبين سميَّتها يستمر حتى بلوغها مرحلة الزواج، وحين زواجها تقوم باشتراط هدية ثمينة لسميَّتها سواء أكانت نقدية أم عينية.