يقع نهر شط العرب الذي يُطلق عليه أيضاً باللغة الفارسية أروند رود، في جنوب شرق العراق، وهو يتشكل من التقاء نهريّ دجلة والفرات في بلدة القرنة، ويصب النهر في الخليج العربي بعد أن يتدفق باتجاه الجنوب الشرقي لمسافة تقدر بـ 193 كيلومتر، ويمر بميناء عبدان الإيراني وميناء البصرة العراقي، ويُشكل القسم الأخير من نهر شط العرب الحدود بين دولتي العراق وإيران، ولقد كان هذا النهر السبب المباشر للحرب التي دارت ما بين العراق وإيران في عام 1980م؛ حيث قامت العراق بخوض الحرب ضد إيران لتأكيد سيادتها على ضفتي نهر شط العرب.
يتمتّع نهر شط العرب بأهمية اقتصادية عظيمة لكل من العراق وإيران، فهو جزء مهم من الحدود السياسية بين البلدين، وكذلك الممر الوحيد في العراق إلى الخليج العربي، وهذا جعل العراق يعتمد عليه كطريق ملاحة رئيسية، وكما يضم النهر عدد كبير من الموانئ على كلا الجانبين العراقي والإيراني، مما يُسهل نقل البضائع من داخلها إلى البحار، ويوجد في منطقة النهر أكبر غابة نخيل في العالم؛ حيث كانت تضم ما بين 17 إلى 18 مليون شجرة نخيل في السبعينيات من القرن الماضي، ولقد كانت تُستخدم هذه الأشجار لأغراض تجارية، فضلاً عن فائدة ثمارها وخاصةً التمور المجففة.
تاريخياً حافظت منطقة شط العرب على عروبتها رغماً من احتلال أوروبا متمثلة ببريطانيا والبرتغال وهولندا وفرنسا للخليج العربي لفترة وصلت إلى أربعمئة سنة، وتجدر الإشارة إلى أنّه في عام 1639م تجاهلت معاهدة قصر شيرين التي كانت بين الترك والفرس أصل شط العرب العربي، وبعد القرن الثامن عشر قامت بريطانيا بضم شط العرب للنفوذ العثماني بهدف تأمين مواصلاتها البحرية عبر شط العرب.
العربية
