يبدأ الحمل بتلقيح بويضةٍ أنثويّة من قبل حيوانٍ منويٍّ داخل قناة فالوب (بالإنجليزيّة: Fallopian tube)، لينتج ما يُسمّى بالبويضة المُخصبة (بالإنجليزيّة: Zygote)، والتي تمرّ بعددٍ من الانقسامات لتُصبح كتلة من الخلايا تُسمّى مُضغة (بالإنجليزيّة: Embryo)، ثمّ تنغرس في جدار الرّحم (بالإنجليزيّة: Uterus) وتبدأ عمليّات النموّ للأعضاء المُختلفة وتشكّل الأعصاب والعظام والدم، ليُسمّى بعد ذلك جنيناً (بالإنجليزيّة: Fetus)؛ حيث يكون مُحاطاً بالسائل الأمنيوسي (بالإنجليزيّة: Amniotic fluid). ويعتمد الجنين على المشيمة (بالإنجليزيّة: Placenta) في الحصول على الغذاء والأكسجين والتّخلص من الفضلات، وعادةً ما يستمرّ الحمل لمدّة أربعين أسبوعاً أي ما يُقارب التّسعة أشهر، ويُقسّم الحمل خلالها إلى ثلاث مراحل أو أثلاث (بالإنجليزيّة: Trimesters)، ومن الجدير بالذكر أنّ غياب الدّورة الطّبيعي هو المُؤشّر الأساسيّ للحمل.
هناك مجموعة من الأعراض التي تُعطي مُؤشّراً لاحتماليّة وجود حمل عند المرأة، وبعض هذه الأعراض تظهر بالقرب من وقت غياب الدّورة أو بعد أسبوع أو أسبوعين من ذلك؛ حيث إنّ ستّين بالمئة من النّساء يشعرن بأعراض الحمل المُبكّرة في الأسبوع السّادس من الحمل، بينما تشعر تسعون بالمئة منهم بالأعراض في الأسبوع الثّامن من الحمل، وتختلف النّساء في أعراض الحمل وتختلف الأعراض من حملٍ إلى آخر عند المرأة ذاتها.
ومن الجدير بالذّكر أنّ الأعراض وحدها لا تكفي للتأكد من وجود الحمل؛ إذ إنّ أعراض الحمل الأوّلية تتشابه مع أعراض ما قبل الدّورة الشهريّة الطبيعيّة النّاتجة عن تقلّب وتغيّر مستويات هرمون الإستروجين (بالإنجليزيّة: Estrogen) وهرمون البروجسترون (بالإنجليزيّة: Progesterone) في الدّم، وقد تظهر الأعراض نتيجة وجود حملٍ كاذبٍ (بالإنجليزيّة: Pseudocyesis)؛ حيث تُعاني المرأة من أعراض الحمل الحقيقيّة مثل كبر حجم البطن وتغيّراتٍ في الثّدي ولكن دون وجود حمل فعليّ. بناءً على ما سبق فإنّ الطريقة الوحيدة للتأكّد من وجود الحمل هو بعمل فحص الحمل (بالإنجليزيّة: pregnancy test).
قد لا تشعر المرأة بأعراض الحمل خلال الأسابيع القليلة الأولى من الحمل، وذلك لأنّ فترة الحمل يتم احتسابها من تاريخ آخر دورة شهرية؛ إذ تُعدّ آخر دورة قبل الحمل أولَ أسبوع في الحمل رغم أنّ المرأة لا تكون حاملاً بعد. وفيما يلي الجدول الزّمني لمجموعةٍ من أعراض الحمل الأوليّة:
العَرَض | وقت حدوث العَرَض |
---|---|
مغص خفيف وتبقيع | الأسبوع الأوّل إلى الرّابع |
غياب الدّورة | الأسبوع الرّابع |
التّعب | الأسبوع الرّابع أو الخامس |
الغثيان | الأسبوع الرّابع إلى السّادس |
ألم أو وخز في الثّديين | الأسبوع الرّابع إلى السّادس |
التّبول المُتكرّر | الأسبوع الرّابع إلى السّادس |
الانتفاخ | الأسبوع الرّابع إلى السّادس |
دُوار الحركة | الأسبوع الخامس إلى السّادس |
تقلّب المزاج | الأسبوع السّادس |
تغيّرات في درجة الحرارة | الأسبوع السّادس |
ارتفاع ضغط الدّم | الأسبوع الثّامن |
التّعب الشّديد وحرقة في المعدة | الأسبوع التّاسع |
تزايد في ضربات القلب | الأسبوع الثّامن إلى العاشر |
تغيّرات في الثّدي والحلمات | الأسبوع الحادي عشر |
ظهور حب الشّباب | الأسبوع الحادي عشر |
زيادة ملحوظة في الوزن | الأسبوع الحادي عشر |
فيما يلي أعراض الحمل المبكرة الأكثر شيوعاً:
بعد ظهور عَرَض أو أكثر من أعراض الحمل الشائعة يُنصح بعمل فحص الحمل للتأكد من وجود الحمل، ويعتمد اختبار الحمل على فحص محتوى هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمائية البشرية في البول أو الدّم، والذي يقوم الجسم بتصنيعه في الغالب بعد ستّة أيّام من حدوث الإخصاب (بالإنجليزيّة: Fertilization)؛ أي بعد أن تتم عمليّة انغراس البويضة المُخصّبة في بطانة الرّحم، ومن الجدير بالذّكر أنّ هذا الهرمون يستمرّ في الزيادة الملحوظة طيلة فترة الحمل. وفيما يلي شرح مُبسّط عن النّوعين الأساسيّين لفحوصات الحمل:
غالباً ما تقوم النساء بعمل فحص البول (بالإنجليزيّة: Urine test) بعد مرور أسبوعٍ على غياب الدّورة الشهريّة، ويمكن إجراء فحص البول في المنزل أو في عيادة الطبيب. ويتميّز فحص الحمل المنزلي (بالإنجليزيّة: Home pregnancy test) بأنّه سهل الاستخدام، وغير مُكلف، وسريع بحيث تظهر النّتائج خلال دقائق على شكل خطّ أو لون أو رمز، كما يُعتبر دقيقاً للغاية إذا تمّ استخدامه بدقّة حسب التّعليمات.
باستخدام فحص الدمّ يمكن الكشف عن هرمون الحمل بعد وجوده في الجسم بفترة قصيرة جداً، على عكس فحص البول الذي يحتاج لفترة أطول من وجود هرمون الحمل في الجسم ليعطي نتيجةً إيجابية، ولكنّه أغلى ثمناً، ويحتاج وقتاً أطول لمعرفة النّتائج، وهناك نوعان لفحص الدّم: