الإنفلونزا مرضٌ تنفسي تسببه الفيروسات، ويتميز بأنَّه شديد العدوى، حيث ينتشر عادة عن طريق السعال والعطاس من الشخص المصاب للشخص السليم، والجدير بالذكر أنَّه يمكن لأي شخصٍ أن يصاب بالإنفلونزا عن طريق لمس شخص مصاب كما يحدث عند المصافحة بالأيدي، تبدأ العدوى قبل 1-2 يوم من ظهور الأعراض وحتى 7 أيام بعد اختفائها، وبالتالي فإنَّ الشخص المصاب يمكنه نشر الفيروس قبل أن يعرف أنَّه مصاب، وأهمُّ ما يميز الإنفلونزا أنَّه لا يمكن للمضادات الحيوية علاجها، ولكن بعض الأدوية المضادة للفيروسات يمكنها ذلك، كما أنَّ حوالي 5%-20% من الناس سوف يصابون بالأنفلونزا في وقت ما، لذلك في هذا المقال سيتمُّ التحدث عن علاج الأنفلونزا وأعراضها وأسبابها وطرق الوقاية منها.
تنتقل فيروسات الإنفلونزا عبر الهواء على شكل قطراتٍ عندما يسعل شخصٌ مصابٌ أو يعطس أو يتحدث، حيث يمكن استنشاق القطرات مباشرةً، أو يمكنك التقاط الفيروس من بعض الأغراض المنزلية كالهاتف أو لوحة مفاتيح أو الكمبيوتر، ثم تنتقل إلى العينين أو الأنف أو الفم، وقد يكون الأطفال والأشخاص الذين يعانون من ضعف الجهاز المناعي معديين لفترةٍ أطول من الأشخاص الطبيعيين، والجدير بالذكر أنَّ فيروسات الإنفلونزا تتغير باستمرارٍ مع ظهور سلالاتٍ جديدةٍ بانتظام، لذلك فإنَّ الإصابة السابقة بالإنفلونزا لا تمنع الإصابة الجديدة لأنَّ الأجسام المضادة التي صنعها الجسم غير قادرةٍ على التعرف على النمط الجديد، حيث يختلف النمط الفيروسي من إصابةٍ لأخرى، وبالتالي فإنَّ علاج الإنفلونزا ضروريٌ عند كلِّ إصابةٍ، إلا إذا تمَّ تلقي لقاح الإنفلونزا السنوي الذي يقي من الإصابة بالنمط الفيروسي الموجود باللقاح فقط.
تتميز أعراض الإنفلونزا بأنَّها قد تكون متشابهةً عند جميع المرضى، باستثناء بعض الفئات المصابين بالضعف المناعي حيث تكون الأعراض لديهم أكثر شدةً ومهددة للحياة، لذلك فإنَّ علاج الإنفلونزا أمرٌ ضروري عندهم، وعادةً ما تستمر الأعراض لمدة أسبوعٍ واحد، ومع ذلك يمكن أن يستمر الشعور بالتعب لعدة أسابيع، وتجدر الإشارة إلى أنَّه ليس كلُّ شخصٍ مصابٍ بالإنفلونزا سيصاب بجميع الأعراض، فقد يُصاب الشخص بالإنفلونزا دون ارتفاع الحرارة، وفي كثير من الأحيان يكون التعب أول أعراض الإنفلونزا، ومن الأعراض المشاهدة عند مرضى الإنفلونزا الآتي:
هناك العديد من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالإنفلونزا، والتي لا بدَّ من تحريها عند كلِّ الناس، وذلك للوقاية منها أو حتى منعها، وخاصةً عند الأشخاص الذين يعانون من نقص في المناعة أو المصابين بأمراضٍ مزمنةٍ خطيرةٍ، وبالتالي تجنب تكاليف علاج الإنفلونزا لديهم وخاصةً أنَّهم قد يحتاجون لدخول المستشفى، ومن العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة بالأنفلونزا أو مضاعفاتها تشمل الآتي:
تسبب الفيروسات مرض الانفلونزا، لذلك لا يمكن أن تساعد المضادات الحيوية، إلَّا إذا أدت الأنفلونزا إلى انتان ثانوي بالبكتيريا عندها يتوجب أخذ المضادات الحيوية للعلاج، ويتضمن علاج الإنفلونزا العديد من الخيارات، ابتداءً بالعلاجات الدوائية وانتهاءً بالعلاجات المنزلية، وفي هذه الفقرة سيتمُّ عرض أهمِّ طرق علاج الإنفلونزا وتتضمن:
قد يصف الطبيب الأدوية المضادة للفيروسات مثل الأوسيلتاميفير والزاناميفير في بعض الحالات، بالإضافة إلى ذلك في عام 2018 وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على دواء جديد يُعرَف باسم بالوكسافير ماربوكسيل للإنفلونزا الحادة غير المختلطة، ويُؤخَذ هذا الدواء عن طريق الفم وبجرعة واحدة، يمكن للأشخاص تلقي هذا العلاج في الحالات الآتية:
لكن يمتلك هذا الدواء بعض الآثار الجانبية المحتملة، والتي تشمل الإسهال والتهاب الشعب الهوائية.
يمكن أن تخفف مسكنات الألم بعض الأعراض، مثل الصداع وآلام الجسم، وهي متوفرةٌ بدون وصفةٍ طبيةٍ، لكن من المهمِّ أخذها فقط بناءً على نصيحة أخصائي طبي، كما أنَّ بعض مسكنات الألم مثل الأسبرين ليست مناسبةً للأطفال دون سن 12 عامًا، فهي تملك آثارًا جانبية قد تؤدي لوفاة الطفل.
وهي العلاج المتبع من قبل الشخص المصاب دون الرجوع للطبيب، وهي قد تكون فعالةً في علاج الإنفلونزا عند فئةٍ من المصابين، وخاصةً الذين لا يعانون من الضعف المناعي أو يتناولون أدويةً مثبطةً للمناعة، ويتضمن هذا العلاج:
أهمُّ إجراءٍ للوقاية من الإنفلونزا هو غسل اليدين بشكلٍ متكررٍ عن طريق فركهما بالماء الدافئ والصابون لمدة 20 ثانية على الأقل، لأنَّ ذلك يساعد على إخماد الجراثيم والفيروسات من الجلد، كما أنَّه يمكن الحصول على لقاح الإنفلونزا، وفي غضون أسبوعين من الحصول على اللقاح، تتطور الأجسام المضادة في الجسم وتوفر الحماية ضد الأنفلونزا، والجدير بالذكر أنَّ الأطفال الذين يتلقون اللقاح لأول مرةٍ يحتاجون إلى جرعتين يتم توزيعهما كلُّ شهرٍ على حدة، كذلك قد يساعد الدواء المضاد للفيروسات أيضًا في الوقاية من الإصابة بالإنفلونزا عند التماس مع شخصٍ مصابٍ بها.