تنتمي فاكهة الخوخ، أو البرقُوق أو ما تُعرف بفاكهة البخارة إلى الفصيلة الورديّة وذلك إلى جانب أنواع أخرى من الفواكه؛ كالدراق، والمشمش، والنكتارين، وتنمو أشجار الخوخ بارتفاع قد يصل إلى 10 أو 15 متراً، إذ تُعدّ من الأشجار الصغيرة النَّفْضية، أو متساقطة الأوراق (بالإنجليزية: Deciduous)، أمّا ثمارها فتختلف خصائصها باختلاف بلد منشئها، إذ تنقسم هذه الفاكهة إلى ثلاث مجموعات، وهي: الخوخ الأوروبي الآسيوي، أو برقوق دوميستكا (بالإنجليزية: Prunus Domestica)، والخوخ الياباني (بالإنجليزية: Prunus Salicina)، وبرقوق الدمسون (بالإنجليزية: Damson or Prunus Insititia)، وتختلف أشجار الخوخ الياباني عن الأوروبي بامتلاكها لحاءً أخشن، وأزهاراً أكثر، ونبتةً أقوى، ومقاومةً أكبر للأمراض
وتتنوع أشكال الخوخ، وألوانه، إذ تصل إلى أكثر من 2000 نوعٍ مختلف، إذ يتراوح لون اللب فيه ما بين الأصفر القشدي، والأحمر القُرمُزيّ، وتختلف ألوان قشرته الخارجية بين الأصفر، والأحمر الداكن، إلى البنفسجي، أو الأسود، أمّا شكله فقد يكون دائرياً، أو بيضويّاً، أو يتّخذ شكل القلب في بعض الأحيان، كما أنَّه متوفرٌ على شكل فاكهة مجففة، ولكن يُفضّل تناول الفاكهة كاملة مع القشرة، ويستخدم الخوخ في تحضير الكعك، والفطائر، والحلويات، والحلوى الهُلامية، والمُربّى،
ومن أنواع الخوخ الشائعة الأخرى: الخوخ الأسود، أو البرقوق الأسود (الاسم العلمي: Prunus nigra) أمّا يُعرف بخوخ كعب الغزال (الاسم العلمي: Prunus persica L.) فهو في الحقيقة أحد أنواع الدراق، ولكنّه يتبع جنس الخوخ (بالإنجليزية: Prunus)
أشارت دراسةٌ مخبريّةٌ نُشرت في مجلّة Biomedical Research عام 2005، إلى أنَّ استهلاك الفئران للخوخ قد يُقلل من مستويات سكر الدم، والدهون الثلاثية (بالإنجليزية: Triglyceride)، مما يشير إلى إمكانية مساهمة الخوخ في زيادة حساسية بالإنسولين عند هذه الفئران ويمتلك الخوخ قدرة على زيادة مستويات هرمون الأديبونيكتين (بالإنجليزية: Adiponectin) الذي يلعب دوراً في تنظيم سكر الدم، بالإضافة إلى محتواه من الألياف، التي تُقلل من معدّل امتصاص الكربوهيدرات في الجسم، وبالتالي ترتفع مسستويات السكر بالتدريج بعد الوجبة، ويرتبط استهلاك الخوخ كذلك بتقليل خطر الإصابة بالنوع الثاني من السكري، وتجدر الإشارة إلى أنّه يُعدّ من الأطعمة ذات المؤشر الجلايسيمي المنخفض
تُعدّ الفاكه والخضراوات بشكلٍ عام من الأطعمة المفيدة للجسم بشكلٍ كبير، فهي قليلة السعرات الحرارية، وغنيّة بالعديد من العناصر الغذائية كالفيتامينات، والمعادن، ومضادات الأكسدة، ولذلك فإنّ تناولها كجزءٍ من نظامٍ غذائيٍّ صحّي يوفر العديد من الفوائد، ولذلك يُنصح بالحصول على كوبين من الفواكه يومياً للرجال، وكوب ونصف يومياً من النساء.[١٦]
ويُعدّ الخوخ من الفواكه التي تمتلك مؤشراً جلايسيميّاً منخفضاً، أي أنّ تناوله لا يرفع مستويات السكر في الدم بشكلٍ كبير، كما أنّه قليل السعرات الحرارية وغني بالعديد من العناصر الغذائية المفيدة للصحة، ولذلك فإنّ تناوله كجزءٍ من نظامٍ غذائيٍّ صحي ومتوازن يُعدّ مفيداً لخسارة الوزن
يحتوي الخوخ على عدد من العناصر الغذائية، ويوضّح الجدول الآتي كمّياتها في كوب من قِطَع الخوخ النيئ، أو ما يُعادِل 165 غراماً منه
العنصر الغذائي | الكمية الغذائية |
---|---|
الماء | 144 مليلتراً |
السعرات الحرارية | 75.9 سعرةً حراريةً |
البروتين | 1.16 غرام |
الدهون الكلية | 0.462 غرام |
الكربوهيدرات | 18.8 غراماً |
الألياف الغذائية | 2.31 غرام |
الكالسيوم | 9.9 مليغرامات |
الحديد | 0.28 مليغرام |
المغنيسيوم | 11.6 مليغراماً |
الفسفور | 26.4 مليغراماً |
البوتاسيوم | 259 مليغراماً |
الزنك | 0.165 مليغرام |
النحاس | 0.094 مليغرام |
فيتامين ج | 15.7 مليغراماً |
فيتامين ب1 | 0.046 مليغرام |
فيتامين ب2 | 0.043 مليغرام |
فيتامين ب3 | 0.688 مليغرام |
فيتامين ب6 | 0.048 مليغرام |
الفولات | 8.25 ميكروغرامات |
فيتامين أ | 28 ميكروغراماً |
فيتامين ھـ | 0.429 مليغرام |
فيتامين ك | 10.6 ميكروغرامات |
يُعدّ تناول الخوخ بالكميات المعتدلة الموجودة في الطعام غالباً آمناً، ويُحتمَل أمان تناوله بالجرعات الدوائية مدة 12 شهراً كحدٍ أقصى، ولكنّه قد يُسبّب عدداً من مشاكل المعدة، مثل: الغازات، والإسهال، كما يُمكن للخوخ المجفف، أو نواة الثمرة أن تُعيق حركة الطعام في المعدة، والأمعاء في حال ابتلاعها كاملة
يُمكن للخوخ أن يُسبّب الحساسية للأشخاص المُصابين أصلاً بالحساسية من نباتات الفصيلة الوردية؛ مثل: المشمش، والدراق، والكرز، أمّا الحامل، أو المُرضِع فيجب عليهنّ استهلاكه بالكميات المعتدلة في الطعام، إذ لا توجد أدلة كافية حول أمان استهلاكهم له بالجرعات الدوائية
تحتوي أوراق وبذور الخوخ على مركبٍ يُسمّى سيانيد الهيدروجين (بالإنجليزية: Hydrogen cyanide)، والذي يُعد مركباً ساماً، ويسبّب الطعمَ المرَّ لهذه الأوراق، وينصح العلماء بعدم تناول أوراق وبذور الفواكه أو الفواكه ذات الطعم المرّ بشكلٍ كبير، كونها تحتوي على هذا المركب، وعلى الرغم من ذلك فإنّ الكمية التي تحتوي عليها الأوراق من سيانيد الهيدروجين تُعدّ قليلةً جداً، وقد لا تكون ضارّة، إلّا أنّ من الأفضل أخذ الحيطة والحذر وتجنب تناولها، وذلك لأنّ التعرّض لكميّاتٍ كبيرةٍ من هذا المركب يسبب أضرار صحيةً خطيرةً للجسم
لم تجد الدرسات فوائد خاصّةً يوفرها الخوخ للحامل وجنينها، وكما ذُكر سابقاً تُنصح النساء خلال فترة الحمل بتناول الخوخ باعتدال، وبالكميّات الموجودة في الطعام، وعدم تناوله بكميّاتٍ أكبر من ذلك، ولقراءة المزيد حول الموضوع يمكن العودة لفقرة أضرار الخوخ.
كما ذُكر سابقاً؛ فإنّ الخوخ غنيٌّ بالعديد من العناصر الغذائية المفيدة لصحّة الجسم، ولذلك يمكن تقديمه للأطفال كي يحصلوا على هذه الفوائد، ويمكن البدء بتقديم الخوخ للرضّع عندما يكون عمرهم بين 6-8 أشهر، كما يجب تقشيره وتقطيعه إلى قطع صغيرة يسهل على الطفل تناولها، كما يجب طبخه على البخار، أو سلقه، أو شيّه حتى يصبح طريّاً، ويستطيع الطفل تناوله