ماهي فوائد القرع للمخ

الكاتب: كارول حلال -
ماهي فوائد القرع للمخ

ماهي فوائد القرع للمخ.

القرع

يُعدّ القرع  أحدَ أنواع القرع الشتويّ الذي ينتمي للفصيلة ذاتها التي ينتمي لها كلٌ من الخيار، والبطيخ بأنواعه، ويُعدُّ القرع من الفاكهة؛ لاحتوائه على البذور، لكن من ناحية محتواه من الموادّ الغذائية فإنّه يُعدُّ أقرب إلى الخضار، وعادة ما يُزرع القرع في أواخر فصل الربيع أو في منتصف الصيف أي في بدايات شهر تموز، ويختلف شكل القرع، ولونه، وحجمه حسب نوعه؛ حيث يمتاز القرع الناضج الذي يحتاج بين 70 إلى 120 يوماً اعتماداً على ظروف زراعته بلونه البرتقاليّ الغامق، وتجدر الإشارة إلى أنّ زراعة القرع اشتهرت في شمال أمريكا منذ آلاف السنين؛ حيث اعتاد السكان الأصليّون على تناوله مشويّاً، ومسلوقاً، ومطبوخاً، بالإضافة إلى تحميص بذوره أو استهلاك لبّه، أو أوراقه.

 

فوائد القرع للمخ

يُحتمل أن يكون للقرع دورٌ مهمٌ في تقوية الذاكرة وتعزيز التركيز، ويعود السبب في ذلك لاحتوائه على كميّاتٍ كبيرةٍ من مركب اللوتين (بالانجليزية: Lutein) الذي يشتهر بدوره في تعزيز الوظائف الإدراكية والتي تتضمّن كُلّاً من التعلّم، والذاكرة، والتركيز، إضافةً إلى تعزيز صحّة العيون، أمّا فيما يخصّ المكملات، فحسب دراسةٍ صغيرةٍ من جامعة جورجيا عام 2015 أجريت على 102 شخص في مرحلة الشباب ظهر فيها أنّ تناول مكملات اللوتين وغيرها من أنواع الكاروتينات والتي يندرج تحتها أيضاً الزياكسنثين (بالانجليزية: Zeaxanthin) مدّة 4 أشهر قد يساهم في تحسين سرعة المعالجة البصريّة في الدماغ.


كما تبيّن أنّ بذور القرع قد تكون مفيدةً في تعزيز صحّة الدماغ؛ وذلك لاحتوائها على مضادّات الأكسدة التي لها دورٌ في حماية الجسم والدماغ من أضرار الجذور الحرة، لكن يجدر التنويه إلى أنّ الأبحاث ركزت على محتواها المرتفع من العناصر الغذائية المهمّة لصحّة الدماغ أكثر من تأثير بذور القرع نفسه، ولذا فإنّه يُنصح للاستفادة من هذه البذور بإضافتها إلى النظام الغذائي، وتبيّن النقاط الآتية هذه العناصر الغذائية:

  • الزنك: إذ بيّنت مراجعةٌ من جامعة مارا التكنولوجيّة عام 2015 أنّ نقص مستويات الزنك في الدماغ يرتبط بضعف نموّه، وبعدّة أمراض واضطرابات عصبية، مثل: ألزهايمر، والاضطراب المزاجيّ كالاكتئاب، وداء باركنسون (بالانجليزية: Parkinson's disease)، وداء هنتنغتون، والتصلّب الجانبيّ الضموري، وإصابة العصب الذي يرتبط بصدمة إصابات الدماغ الرضيّة، والسكتة الدماغية، ونوبة الصرع (بالانجليزية: Epilepsy)، ويعود ذلك للدور المهمّ للزنك في الناقلات العصبيّة، ولانتشاره بشكلٍ كبيرٍ خلال الحويصلات للعصبون قبل المشبكي، بالإضافة إلى دوره في التشابك العصبي، واللدونة العصبية في مرحلة النمو ولدى البالغين.
  • المغنيسيوم: فبحسب مراجعة نشرها المركز الطبي لجامعة رادبود عام 2015 فقد تبيّن أنّ نقص المغنيسيوم يرتبط بعدة أمراض عصبية كالشقيقة (بالانجليزية: Migraines)، والاكتئاب، والصرع، إذ إنّه يُعدّ من العناصر الأساسية التي تساعد على التغيرات في الوصلات العصبية أثناء النمو، والتعلم، وتقوية الذاكرة، ولدخوله في اللدونة العصبية والتحفيز الزائد، والنقل العصبي، والتشابك العصبي والتحفيز الزائد.
  • النحاس: حيث يساهم النحاس في التحكم في الناقلات العصبية، وبالتالي فإنّ انخفاض مستوياته مرتبط بالإصابة بالاضطرابات التنكسيّة العصبيّة كالزهايمر وذلك بحسب ما ذكرته مراجعة من جامعة ملبورن نشرت عام 2014
  • الحديد: إذ إنّه يساهم بشكل كبير في المحور العصبي (بالإنجليزية: Neuronal processes)، مثل: الميالين، وتكوّن المشابك العصبية (بالإنجليزية: Synaptogenesis)، والسلوك، وغيرها، ومن جانب آخر فإنّ نقص الحديد مرتبط بالإصابة بمشكلة الضباب الدماغيّ (بالانجليزية: Brain fog)، والضعف في وظائف الدماغ وذلك بحسب مراجعة من جامعة Universidad de Valparaíso عام 2012

 

القيمة الغذائيّة للقرع

يُعدُّ القرع من الأطعمة ذات الكثافة الغذائية العالية؛ أي أنّها غنية بالمواد الغذائية المختلفة، مثل: الألياف التي تبطئ معدل امتصاص السكر في الدم، وتساهم في تعزيز الحركة المنتظمة للأمعاء، وتسهيل عملية الهضم، وتقلل من الشهية، والفيتامينات، والمعادن ويشكل الماء ما نسبته 94% منه، لكنّها تحتوي في الوقت ذاته على سعراتٍ حراريّةٍ منخفضة، ممّا يساهم بدوره في تقليل الوزن. ويعود اللون البرتقالي في القرع إلى احتوائه على البيتا الكاروتين الذي يتحوّل في الجسم إلى فيتامين أ، وهو من العناصر المهمة لصحة العين، ويُفيد في مساعدة شبكية العين على امتصاص ومعالجة الضوء، وقد يعزز من قوة جهاز المناعة،وبالإضافة إلى ذلك فإنّ القرع يحتوي على عنصريّ اللوتين والزياكسنثين (بالانجليزية: Zeaxanthin)، وهما من مضادات الأكسدة المرتبطين بتقليل خطر الإصابة بمشكلة إعتام عدسة العين (بالانجليزية: Cataracts)، بالإضافة إلى إبطاء تطور مشكلة التنكس البقعي المرتبط بالسن (بالانجليزية: Macular degeneration). كما يُعدُّ القرع مصدراً لعنصر البوتاسيوم المفيد لصحة القلب حيث يرتبط بانخفاض مستويات ضغط الدم، وخطر الإصابة بالسكتة الدماغية وهما من العوامل المسببة لأمراض القلب،


وتجدر الإشارة إلى أنّ بذور القرع تحتوي على كميّاتٍ كبيرةٍ من المغنيسيوم؛ حيث يحتوي ربع كوبٍ منها على 40% من الاحتياجات اليوميّة الموصى بها منه، ويمكن للمغنيسيوم أن يساعد على تقليل ضغط الدم، والمحافظة على صحة القلب والعظام، وتقليل خطر الإصابة بالصداع النصفي كما تُعدُّ هذه البذور من أكثر الأطعمة الغنية بالتريبتوفان؛ وهو أحد الأحماض الأمينية التي لا يستطيع الجسم صناعتها ويحتاج إلى الحصول عليه من خلال الأغذية، ويُعدُّ مهماً للنمو، ويرتبط بتقليل خطر حدوث الأرق إذ إنّه ينتج هرمون الميلاتونين الذي يحسن النوم، وهرمون السيروتونين الذي يحسن المزاج، كما يحتوي القرع على كميات كبيرة من فيتامين ج الذي يزيد بدوره من إنتاج كريات الدم البيضاء، ويُساعد الخلايا المناعية على العمل بشكل أكثر فعالية، بالإضافة إلى تسريع التئام الجروح


ويُوضح الجدول الآتي القيمة الغذائية لكل 100 غرام من القرع:

العنصر الغذائي القيمة
الماء 91.6 مليليتراً
السعرات الحرارية 26 سعرة حرارية
البروتين 1 غرام
الدهون 0.1 غرام
الكربوهيدرات 6.5 غرامات
الألياف 0.5 غرام
السكر 2.76 غرام
الكالسيوم 21 مليغراماً
الحديد 0.8 مليغرام
المغنيسيوم 12 مليغراماً
الفسفور 44 مليغراماً
البوتاسيوم 340 مليغراماً
الصوديوم 1 ملليغرام
الزنك 0.32 مليغرام
النحاس 0.127 مليغرام
السيلينيوم 0.3 ميكروغرام
فيتامين ج 9 مليغرامات
فيتامين ب1 0.05 مليغرام
فيتامين ب2 0.11 مليغرام
فيتامين ب6 0.061 مليغرام
الفولات 16 ميكروغراماً
البيتا كاروتين 3100 ميكروغرام
فيتامين أ 8513 وحدة دولية
اللوتين والزياكسنثين 1500 ميكروغرامٍ
فيتامين هـ 1.06 مليغرام
فيتامين ك 1.1 ميكروغرام
الأحماض الدهنية المشبعة 0.052 غرام
الأحماض الدهنية الأحادية غير المشبعة 0.013 غرام
الأحماض الدهنية المتعددة غير المشبعة 0.005 غرام
الكوليسترول 0 مليغرام

 

فوائد القرع حسب درجة الفعالية

احتمالية فعاليته (Possibly Effective)

  • المساهمة في نمو الشعر: إذ يمكن لاستهلاك زيت بذور القرع أن يكون فعّالاً بالنسبة للرجال الذين يعانون من الصلع حيث إنّه يساعد على نمو الشعر
  • المساعدة على تقليل أعراض تضخم البروستاتا الحميد: وذلك عند استهلاك منتج يحتوي على زيت بذور القرع مع البلميط المنشاري أو غيره من الأعشاب. إذ ذكرت إحدى الدراسات من جامعة كولونيا والتي نُشرت في مجلة Urologia Internationalis عام 2015 أنّ استهلاك بذور القرع مدة 12 شهراً قلّل من أعراض تضخم البروستاتا الحميد بالاعتماد على نتائج أداة تستخدم للكشف عن هذه الأعراض (بالإنجليزية: International Prostate Symptom Score)، لكن ما تزال هناك حاجةٌ للمزيد من الدراسات أو لمراجعة منهجية لتأكيد فعاليته لكن من جهة أخرى بيّنت دراسةٌ نُشرت في مجلة Pakistan Medical Association عام 2014 أجريت على 100 مريض يعاني من تضخم البروستاتا الحميد، قارنت بين تأثير استهلاكهم لزيت بذور القرع أو دواء برازوسين (بالإنجليزية: Prozasin)، ولوحظ فيها أنّ زيت بذور القرع فعال وآمن في التخفيف من تضخم البروستاتا الحميد لكنّه لا يصل لفعالية دواء البرازوسين.

لا توجد أدلة كافية على فعاليته (Insufficient Evidence)

  • تقليل أعراض فرط نشاط المثانة: إذ إنّ دراسةً صغيرةً أُجريت في جامعة هوكايدو عام 2014، وشملت 45 شخصاً بفرط نشاط المثانة؛ وجدت أنّ استلاك 10 مليلترات يومياً من مستخلص زيت بذور القرع مدة 12 أسبوعاً من الممكن أن يقلل من أعراض فرط نشاط المثانة بشكل كبير بحسب نتائج الأداة المستخدمة لفحص حدّته والتي تُدعى بـ Overactive Bladder Symptom Score. وبحسب دراسةٍ أُخرى نشرت في مجلة Functional Foods عام 2014 فإنّ استهلاك بذور القرع مع مستخلص بذور الصويا مدة 12 أسبوعاً من قِبل الذين يعانون من إحدى أنواع فرط نشاط المثانة المُدعى بـ Overactive bladder-related voiding dysfunction قد يقلل بشكل ملحوظ من تواتر البول، والإلحاح البوليّ، والسَلَس البَوْلِي، والبوال الليلي، وغيرها من الأعراض المرتبطة بهذه الحالة كما حسن من جودة الحياة لديهم.
  • تقليل عدوى الكلى: إذ بيّنت دراسةٌ أُجريت في جامعة الملك عبد العزيز عام 2012 على الفئران أنّ استهلاكها للمستخلص المائي لثمرة القرع يمكن أن يقلل خطر إصابتها بإحدى أنواع الفطريات المُسببة للأمراض، مثل: فطر الرشاشية الصفراء (بالإنجليزية: Aspergillus flavus)، والأفلاتوكسين ب1 الذي قد يُسبّب الإصابة بتلف الكلى، ويعود هذا التأثير لامتلاكه خصائص مضادة للأكسدة.

دراسات علمية حول فوائد القرع

  • ذكرت دراسة من جامعة الصين الزراعية عام 2005 أجريت على الفئران المصابة بالسكري بهدف معرفة مدى تأثير القرع الخافض لمستوى سكر الدم وذلك عبر عزل البروتين المرتبط بالسكريات المتعددة والمعروف اختصاراً بـ Polysaccharide-K من المواد الذائبة القابلة للذوبان بالماء في القرع واستهلاكها له بتراكيز مختلفة، وقد ظهر أنّ التركيز المرتفع من البروتين المرتبط بالسكريات المتعددة يرتبط بأعلى انخفاض في مستوى سكر الدم لديها، بالإضافة إلى ارتفاع إنتاجها لهرمون الإنسولين في الدم مع تحسين مستوى تحمل الجلوكوز. وعلى الرغم من أنّ العديد من الاختبارات العلمية أظهرت أنّ للقرع تأثيراً في خفض مستوى سكر الدم وتحسين مستوى تحمل الغلوكوز بالإضافة إلى زيادة إنتاج الإنسولين الذي ينتجه الجسم، لكن ما تزال هناك حاجة للمزيد من الدراسات لإثبات التأثير المفيد للقرع بالنسبة لمرضى السكري مع التنويه إلى أنّ استهلاكه من قِبلهم لا يسبب تأثيراً ضاراً
  • أظهرت دراسة مخبرية من جامعة نوفا الجنوبية الشرقية عام 2013 أنّ تعريض خلايا سرطان البروستاتا لمستخلص بذور القرع مدة 24 ساعة يحفز الاستماتة (بالإنجليزية: Apoptosis) وذلك لامتلاكه تأثيراً سمياً بدرجة متوسطة تجاهها، وبالتالي فإنّه قد يُعدُّ مساهماً بشكلٍ إيجابيّ في التخفيف من حالة المصابين بسرطان البروستاتا كما ذكرت مراجعة لعدة دراسات أنّ مستخلص بذور القرع يحتوي على مركبين كيمائين حيويين يُدعى أحدهما بـ Cucurbitacin B، والآخر Cucurbitacin E يمتلك كل منهما تأثيراً يثبط عدّة أنواع من خلايا السرطان، مثل: سرطان الثدي، وسرطان الرئة، وسرطان القولون، وسرطان الدماغ، مع الإشارة إلى أنّ التأثير المُثبّط لتكاثر الخلايا السرطانية من مُركب Cucurbitacin B يُشكّل نسبة تزيد عن 80%، وتبيّن أيضاً أنّ بذور القرع تحتوي على كمية كبيرة من مركب السكوالين (بالإنجليزية: Squalene) الذي يمتلك تأثيراً إيجابياً في التخفيف من العديد من أنواع السرطان
  • بيّنت إحدى المراجعات لعدة دراسات من جامعة Jiwaji عام 2010 أنّ مستخلص القرع يمكن أن يمتلك تأثيراً مضاداً للأكسدة، ممّا قد يساهم في تحسين حالة المصابين بإحدى مشاكل الجهاز القلبيّ الوعائي والتي تدعى بـVascular injury، وتجدر الإشارة إلى أنّ حدوث الإجهاد التأكسدي يرتبط بتطوّر بعض الأمراض المزمنة، مثل: الأمراض القلبية الوعائية التي تعرف اختصاراً بـ CVD.
شارك المقالة:
122 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook