إنّ الجرح هو تفرّق اتّصال النسيج ضمن الجسم نتيجة للعنف الحاصل عليه أو التطبيق الخارجي لقوّة راضّة أو الجراحة، ومن الممكن أن تكون الجروح مفتوحة أو مغلقة، وذلك بحسب اتصال السطح الخارجي للجرح مع الهواء الطلق أو الوسط الخارجي، فالجروح المفتوحة هي التي تزول فيها وسائل الدفاع الخارجية كالجلد أو الأغشية المخاطية، ممّا يزيد من فرصة إنتان هذه الجروح ويطيل من مدّة التئامها، وتعتمد مدة التئام الجروح بعد العمليات الجراحية على العديد من العوامل، كطبيعة العمل الجراحي وحجمه ومكانه والصحة العامّة عند المريض وكونه يعاني من أمراض تمنع من الالتئام، وسيتم الحديث في هذا المقال عن مراحل التئام الجروح بعد العمليات والفترة التي تستغرقها كلّ منها.
للحديث بشيء من التفصيل في مدة التئام الجروح بعد العمليات، سيتم ذكر الخطوات والمراحل التي يتمّ فيها التئام الجرح، وذلك لمحاولة فهم الآلية التي يمكن أن تطيل هذه المدّة، فعند تحديد الفترة التي حدث فيها تأخير التئام الجرح، يمكن التوجّه نحو السبب المؤدي لذلك.
وعادة ما يكون الجرح الأصغر حجمًا أسرع في الشفاء، وكلّما كان أعمق طالت فترة الشفاء، وبشكل عام تبدأ مراحل الجرح منذ الشق الجراحي الأول، حيث يحدث النزيف الدموي، وعندها تبدأ مراحل التخثّر خلال عدّة دقائق أو أقل بغاية إيقاف النزف، وهذه الخثرات تنتج عن جفاف الدم وتراصّ الصفيحات فوق بعضها البعض، ممّا يمنع حدوث النزف في المراحل اللاحقة ويحمي الجرح من دخول الجراثيم، ولكن ومع اتّباع إجراءات العقامة والحفاظ على عقامة غرفة العمليات، غالبًا ما يلتئم الجروح دون حدوث الإنتان.
حالما تتشكّل قشرة الجرح الخارجية، يبدأ الجهاز المناعي بإرسال خلاياه لمحاولة منع دخول الجراثيم والعوامل الممرضة من الخارج، وهذه المرحلة تترافق مع بعض التغيّرات والعلامات، والتي تتضمّن ما يأتي:
وهذه المرحلة غالبًا ما تستغرق من يومين إلى خمسة أيّام.
في الثلاث أسابيع التالية للمرحلة الأولى من مراحل التئام الجروح بعد العمليات، يقوم الجسم بإصلاح الأوعية الدموية المتضرّرة، ويقوم ببناء الأنسجة الجديدة لمحاولة إعادة هيكلة منطقة الجرح وتخفيف هشاشتها، وهذه المرحلة تتضمّن ما يأتي:
بعد الانتهاء من تشكّل النسيج التحبّبي وتغطيته بالجلد والقشرة الخارجية، تبدأ الندبة الخارجية بالتشكّل، ويمكن أن يشعر الشخص بالحكّة في منطقة الجرح، ولكن ومع سقوط القشرة، تبدو المنطقة مشدودة ومحمرّة ولمّاعة، ويمكن ملاحظة ما يأتي:
ومن الجدير بالذكر أن بعض الأشخاص يمكن أن يحدث لديهم التندّب الدائم دون آخرين، وهذا يعود إلى طبيعة الجسم وطبقات الجلد ولون البشرة.
عند كون الغرسات الجراحية من النوع القابل للانحلال، فإنّها من الممكن أن تزول دون أن يشعر بها الشخص، فهي غالبًا ما تساعد على التئام الجرح بعد العمليات بحوالي 7 إلى 10 أيّام، بينما تحتاج بعض الغرسات أو الخيوط الجراحية إلى الإزالة من قبل الطبيب بعد 5 إلى 21 يوم من العملية، وهذا يعتمد على طبيعة العمل الجراحي ومكانه، ويُنصح بإبعاد مكان الجرح عن أشعّة الشمس في فترة الستّ أشهر الأولى التالية للعملية، ذلك لأنّ طبيعة النسيج المتشكّل لإغلاق الجرح يمكن أن تتأثر بأشعة الشمس أكثر من الجلد المجاور، ممّا قد يؤدّي إلى اصطباغ جلد الجرح بلون أغمق من محيطه.
كما يجب التواصل مع الطبيب في حال ملاحظة علامات وأعراض الإنتان على الجرح، والتي يمكن أن تتضمّن ما يأتي: