يُعدّ النطق والكلام من أهمّ الأمور التي يجب على الأهل متابعة تطوّرها لدى الطفل، إذ إنّ تعلّم اللغة المحكيّة يُعدّ حجر الأساس في التواصل والمعرفة المستقبليّة، حيث يبدأ الطفل منذ ولادته باستقبال الأصوات وسماعها وتعلّمها وتخزينها، قبل البدء باستخدامها والتعبير بها عن طريق الكلام، وبالرّغم من أنّ تطوّر القدرة على النطق والكلام تختلف وتتراوح بشكلٍ فرديّ من طفلٍ إلى آخر، إلا أنّه وبشكلٍ عام فإنّ أولى الكلمات التي ينطقها الطفل تكون في عمر السنة تقريبًا، ومن ثم يبدأ تطوّر قدرة الطفل ليقوم بتركيب جملًا قصيرة ومحاولة استخدامها لإيصال أفكاره المختلفة، وسيتم الحديث في هذا المقال عن اضطرابات النطق والكلام عند الأطفال.
قد يعاني بعض الأطفال من وجود مشاكل واضطرابات في تطوّر اللغة والقدرة على النطق، الأمر الذي يحتاج إلى تدخّل الأهل ومقدّمي الرعاية الطبيّة لمساعدتهم في تخطّي هذه الاضطرابات وتجاوزها، ومن أهم مشاكل اللغة واضطرابات النطق والكلام عند الأطفال ما يأتي:
وقد تتواجد مشاكل اللغة التعبيريّة والاستيعابيّة معًا لدى بعض الأطفال، ومن الأمثلة على ذلك هو عدم قدرة الطفل على إخراج ونطق أصوات الأحرف والكلمات بالشكل الصحيح، أو عدم القدرة على إكمال الحديث وتدفّق الجمل بشكلٍ متناسقٍ ومُنساب مثل حالات اللعثمة المتكرّرة التي يعاني منها بعض الأطفال، كما قد يتأخّر بعض الأطفال في قدرتهم على كلٍ من استيعاب الكلام والتعبير عنه كما يجب، وفي بعض حالات الحبسة اللغويّة التي تنتج عن وجود اضطرابٍ في الجزء من الدماغ المسؤول عن الفهم والتعبير لبعض أجزاء الكلام وليس كلّه، مما يتسبّب في توقّف الطفل المفاجئ عن الكلام.
بالرغم من أن قدرة الطفل على تطوير اللغة تختلف من طفلٍ إلى آخر، إلا أنّ هناك بعض العلامات المبكّرة التي يجب على الأهل ملاحظتها لدى الطفل والتي قد تدلّ على وجود اضطرابات النطق والكلام عند الأطفال، ومن هذه العلامات ما يأتي: