التمويل إحدى أكبر المشكلات التي تواجه رواد الأعمال، كما أن الحصول على الدعم المالي ليس بالأمر الهين بأي حال من الأحوال، غير أنه من مزايا التمويل الذاتي _التي سنأتي على ذكرها في هذا المقال _ أنه يساعدك، كرائد أعمال، في تخطي هذه المشكلة، وإطلاق مشروعك دون انتظار دعم أحد.
المشكلة الوحيدة التي يجب علينا ذكرنا قبل الخوض في ذكر ومناقشة مزايا التمويل الذاتي أنك ستحتاج وقتًا معينًا _قد يطول وقد يقصر اعتمادًا على مقدار المال المدخر_ من أجل الحصول على المال الذي سوف تستثمره في مشروعك الناشئ.
الحالة الوحيدة التي تنتفي فيها حاجتك إلى هذا الوقت أن يكون المال لديك جاهزًا بالفعل، بغض النظر عن طريقة الحصول عليه.
ويرصد موقع «رواد الأعمال» أبرز مزايا التمويل الذاتي وذلك على النحو التالي..
إن أولى مزايا التمويل الذاتي كونه يمنحك القدرة الكافية للتحكم في مشروعك دون تدخل أو تحكم الجهة المانحة. فإذا مولت نفسك فمن المؤكد أنك ستكون المتحكم الأول والأخير في كل قراراتك، وطبعًا إذا كنت حكيمًا فستكون كل هذه القرارات تصب في صالحك.
أما إذا كنت تحصل على المال من جهة أخرى فسوف تفرض عليك الكثير من الافتراضات والاشتراطات المختلفة _لا نعارض هذا بطبيعة الحال_ لكن كلما كنت أكثر تحكمًا في مشروعك كان ذلك أنفع لك وأصلح.
والمرونة أيضًا من أهم مزايا التمويل الذاتي؛ إذ إنك لن تتحرك ضمن إطار معين مفروض عليك من قِبل جهة مانحة ما، وإنما ستكون لديك حرية تامة في التحرك واتخاذ القرارات؛ ففي النهاية لا يملي أحد عليك قراراتك.
يساعدك هذا، بشكل مباشر، في اقتناص الفرص التي قد تظهر في السوق بين وقت وآخر، خاصة أن لديك الحرية التامة لاتخاذ القرارات، لكن إذا كانت هناك جهة مانحة فعلى الأرجح لن تذهب في غير المسارات التي تريدها لك.
قد تستغرب كون الشفافية إحدى مزايا التمويل الذاتي، لكن دعنا نجلّي لك الأمر على النحو التالي: لن تكون بحاجة لتغش نفسك، أو أن تقدم بيانات غير صحيحة عن المشروع، على من ستكذب؟! هل يكذب أحد على نفسه؟! اللهم إلا إذا كنت من هواة دفن رأسك في الرمل.
فإذا كان المشروع يمر بحالة تعسر ما، أو إذا كان يعاني من وضع صعب، فإن الصواب أن تواجه هذه الظروف لا أن تدير لها ظهرك. وأهم مزايا التمويل الذاتي أنه يضعك على المسار الصحيح، ويفرض عليك تعاملًا نزيهًا وموضوعيًا مع البيانات والوقائع المتعلقة بالمشروع الذي تتولى إدارته.
ومن مزايا التمويل الذاتي أيضًا أنه يدفعك، طوال الوقت، إلى السير ضمن أطر منطقية وعقلانية؛ فأنت تستثمر بأموالك، ومن ثم ستكون حريصًا عليها، ولن تجازف أو تخاطر بها.
صحيح أن الجهات الممولة _هذا إذا ذهبت إلى الخيارات التمويلية الأخرى غير التمويل الذاتي_ ستفرض عليك الكثير من الفروض كي تضمن عدم مخاطرتك بالأموال، وكي تضمن هي نفسها خسارة هذه الأموال، لكن المؤكد أن أحدًا لن يراعي أموالك كما ستفعل أنت نفسك.
ترتفع نسب المخاطرة والمغامرات في حالتين: إذا كان المستثمر مخضرمًا، ويعلم حقًا من أين تؤكل الكتف، أو إذا كانت احتمالات الربح عالية ووفيرة. لكن ثمة احتمال آخر _وهو الذي يعنينا هنا_ وهو أن يكون المرء يستثمر بأموال غيره، فسيكون أكثر جرأة على المخاطرة مما لو كان يعمل بأمواله هو نفسه.
وبالتالي فمن بين مزايا التمويل الذاتي أنه يقودك إلى المغامرة محسوبة العواقب؛ إذ إنك لن تتمكن بأي حال من الأحوال من إبعاد عنصر المخاطر طالما أن تخوض غمار تجربة العمل الحر وريادة الأعمال؛ فالمخاطرة عنصر أساسي هنا، وإبعادها يعني نزع الجوهر الأساسي للريادة والاستثمار بشكل عام.
لعلك لاحظت، من خلال الطرح الفائت، أن الاستقلالية واحدة من بين مزايا التمويل الذاتي، والملكية التامة ميزة أخرى من مزايا التمويل الذاتي، فطالما أنك تمول نفسك بنفسك فلن تضطر إلى التنازل عن جزء من ملكيتك في الشركة أو عن حصة من أسهمك لصالح هذه الجهة المانحة أو تلك، خاصة أن بعض هذه الجهات تشترط الحصول على حصة من المكلية، وامتلاك حصة معينة من الأصول الثابتة للشركة.
إننا ندرك أن التمويل الذاتي هو خيار صعب؛ فالحصول على رأس المال اللازم لبدء التشغيل ليس بالأمر الهين، لكنك إن استطعت ذلك فستجنب نفسك الكثير من العواقب الوخيمة التي قد يجرها عليك أي مسار تمويلي آخر.
العربية
