ماهي مقومات السياحية البشرية في منطقة الجوف في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
ماهي مقومات السياحية البشرية في منطقة الجوف في المملكة العربية السعودية

ماهي مقومات السياحية البشرية في منطقة الجوف في المملكة العربية السعودية.

 
يمتد تاريخ منطقة الجوف من عصور ما قبل التاريخ، قبل 1.250.000 سنة منذ العصر الحجري القديم وعصور ما قبل الإسلام، كما أثبتت بعض الحفريات الحديثة لعلماء الآثار السعوديين. وأول موقع استدل منه على ذلك هو موقع (الشويحطية) بالجوف، وأكبر الأدلة على ذلك سوق دومة الجندل التي تعد من أشهر أسواق العرب قبل الإسلام، فمنطقة الجوف من مراكز الاستيطان البشري الأولى في شبه الجزيرة العربية تاريخيًا، وقد غزاها الآشوريون والبابليون عددًا من المرات؛ لأهميتها وكثرة خيراتها. وقبل الإسلام كان سكانها على صلة بالحضارات السابقة للإسلام، مثل: حضارتي الغساسنة والمناذرة. كما ارتبط تاريخ المنطقة بكرم الضيافة وبدايات انتشار الكتابات العربية والخط العربي. وبعد ظهور الإسلام أضحت المنطقة معبرًا للجيوش الإسلامية ومعسكرًا لها عبر العصور الإسلامية  
 
وتعد منطقة الجوف معبرًا لقوافل التجارة والحج، والرحلات البشرية، والغزوات، والفتوحات عبر آلاف السنين؛ ولذلك نجدها زاخرة بعدد من مكونات التراث الإنساني عبر العصور؛ لأن نشأتها ارتبطت في الأساس بوصفها مكانًا حصينًا على مورد ماء (وهذا يتطابق مع مواصفات النشأة الأساسية للمدن العربية) مكّنها عبر العصور من احتضان الإبداعات الإنسانية، من آثار، ونقوش، وكتابات، وحِرَف، وصناعات تقليدية، وخلاف ذلك. ويمكن عرض أهم مقومات السياحة البشرية وعواملها على النحو الآتي:
 
أ - الموارد المتعلقة بالمواقع الأثرية والأمكنة التاريخية:  
 
تتنوع هذه العناصر والموارد لتشمل كل مواقع النقوش والرسوم الصخرية والأثرية، ومعالم النقوش والكتابات الإسلامية  ، وآثار بعض المباني، والمقتنيات التقليدية، وكل ما له صلة بالتراث التاريخي الثقافي والحضاري لمنطقة الجوف، وبما يدع المقومات الأخرى المتوفرة بالمنطقة تسهم في تطوير صناعة السياحة حسب ما يراه المهتمون بالتنمية السياحية التي تتطلب تكامل المقومات البشرية والطبيعية. ويمكن عرض أهم مواقع الرسوم الصخرية والنقوش والكتابات الأثرية قبل العصر الإسلامي وبعده حتى عصرنا الحاضر كما يأتي:  
 
1 - مواقع الرسوم الصخرية والنقوش والمعالم الأثرية القديمة:
 
تتميز منطقة الجوف بكثرة آثارها وتنوعها، مثل: قرية الشويحطية، وقصر مارد، وأعمدة الرجاجيل، وقرية كاف وغيرها. أما النقوش القديمة في الجوف فتصنف عمومًا بالثمودية واللحيانية المتصلة بها، وتشترك في أصل واحد مع خطوط النقش جنوب الجزيرة العربية، مثل: الخط المعيني في اليمن  .  ويمكن حصر أبرز هذه المواقع فيما يأتي:  
 
أ) قرية الشويحطية:
 
تقع على بُعد نحو 35كم شمال مدينة سكاكا، وتقدر مساحتها بنحو 400كم  ، وبها أكثر من 16 مستوطنة أثرية تحوي آلاف القطع الأثرية ذات القيمة التاريخية ليس على صعيد المنطقة فحسب وإنما على المستوى الوطني. وبها أقدم موقع أثري بالمملكة، حيث عثر فيها على أدوات تعود إلى العصر (الألدواني) الحصوي وتؤرخ بنحو مليون وربع المليون سنة قبل الميلاد  . 
 
ب) قلعة مارد: 
 
تقع هذه القلعة على تل مرتفع في دومة الجندل وتشرف على المدينة، وتمثل حصنًا منيعًا أمام الأعداء وهي شبه دائرية الشكل لها أبراج مخروطية بنيت في أربع جهات منها. وأقدم ذكر لها في القرن الثالث الميلادي عندما غزت ملكة تدمر زنوبيا دومة الجندل وتيماء ولم تستطع فتحها وقالت: تمرد مارد وعز الأبلق  .  والمارد صفة لكل شيء يتمرد ويستعصي  . 
 
ج) السور:
 
يقع في الطرف الغربي لدومة الجندل، وهو مبني من الحجر بأسلوب يشبه بناء قلعة مارد، ويوجد به أبراج مستطيلة الشكل ملحقة بالسور لها فتحتان. وطول المتبقي منه نحو 1800م.
 
د) الرجاجيل: 
 
يقع عى مسافة عشرة كيلومترات تقريبًا إلى الجنوب الشرقي من مدينة سكاكا، وهو عبارة عن ملجموعات من الأعمدة الحجرية المنتصبة تشترك جميعها باتجاهها نحو الشرق والغرب، ويوجد من الناحية الغربية من كل مجموعة بناء على شكل نصف دائرة فيما عدا واحدة، وكثير من هذه الأعمدة محطم، وتتوزع في مجموعات تشمل كل مجموعة عمودين إلى أربعة أعمدة ارتفاع الواحد منها نحو ثلاثة أمتار، ويعود تاريخها تقريبًا إلى الألف الرابع قبل الميلاد. وجاءت تسميتها من جمع رجال، لأن المشاهد لها من بعيد يظن أنها رجال واقفون.
 
هـ) قرية كاف:
 
تقع بالقرب من محافظة القريات في الشمال الشرقي منها على بُعد نحو 20كم، وتنطق الكاف جيمًا مصرية، وتعد هذه القرية من أقدم قرى محافظة القريات حيث يوجد بها مبانٍ قديمة وقنوات مياه، ولقد ذكرها ياقوت الحموي حيث قال: كاف حصن حصين بسواحل الشام، قرب جبلة. كانت مقرًا للحكم السعودي من عام 1344هـ / 1925هـ حتى انتقل مقر الإمارة إلى مدينة القريات عام 1357هـ / 1938م  . 
 
و) قصر أثرة: 
 
تقع في قرية أثرة بالقرب من محافظة القريات، وقد تم بناؤه من الحجارة البازلتية السوداء، ويعتقد أنه يعود إلى حضارة الأنباط؛ وذلك لأن المنطقة عمومًا خضعت للأنباط فترة طويلة، وأن قرية أثرة من أكبر المستوطنات التي سكنها الأنباط. والقصر مكون من طابقين، ويحيط به فناء، وله مدخلان رئيسان، وقد كُتب على البوابة الرئيسة عبارة (بسم الله الرحمن الرحيم لا إله إلا الله وحده لا شريك له محمد رسول الله أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون). وهو يعود إلى المواطن محمد هـبن سلطان المذهن  . 
 
ز) قرية أثرة:
 
تبعد عن قرية كاف نحو 10كم، وتعد من أهم المستوطنات النبطية في وادي السرحان. بها أكثر من خمسة قصور بنيت بالحجارة البازلتية السوداء، مع وجود نظام ري للمياه في باطن الأرض، ما يؤكد اهتمام السابقين بالزراعة المتطورة حينها.
 
ح) قلعة جبل الصعيدي: 
 
تقع إلى الشمال الغربي من قصر كاف، وهي أساسات لبيوت حجرية في أعلى قمة الجبل أقرب ما تكون إلى آثار الأنباط، وذلك لاستخدام الصخور البازلتية السوداء في البناء، كما يوجد فيها عدد كبير من الأبراج الموزعة على امتداد السور المحيط بقمة الجبل. ويوجد في قمة الجبل عدد من الغرف المهدمة التي لم يتبق إلا أساساتها، كما يوجد فيها خزانان للمياه مبنيّان على طريقة الأنباط بحيث يكون الخزان مطويًا بالحجارة البازلتية. ويتم الصعود إلى قمة الجبل بوساطة الطريق المرصوف على شكل قوس في الجهة الشرقية للقلعة، وهو يسهل عملية وصول عربات نقل المؤن والماء التي تجرها الخيل والبغال. كما يوجد في قاع الجبل بعض الأساسات الحجرية. وتعد القلعة الآن متحفًا.
 
ط) موقع نعيج الأثري:
 
يقع على بُعد 90كم تقريبًا عن محافظة القريات إلى جهة الشمال الشرقي قرب الحدود السعودية الأردنية بجوار مركز نعيج، وهو أساسات قديمة وجدران لبيوت وكذلك مد افن. كما يوجد عدد كبير من الرسومات لجميع أنواع الحيوانات التي كانت تعيش في المنطقة وعدد من النقوش على الصخور والجبال البازلتية السوداء، وهذا الموقع جدير بالعناية والمحافظة عليه.
 
ي) جبل برنس:
 
يقع أسفل قلعة زعبل في مدينة سكاكا، ومن أهم خصائصه كتابات عربية نبطية وقديمة، وكذلك كتابات كوفية وثمودية، بالإضافة إلى عدد من الرسومات والنقوش إما لحيوانات معينة أو لرقصات فنية أو غير ذلك.
 
ك) جبل قيال وقيالات:
 
يقع في قارا بقرية الطوير إلى الجنوب من مدينة سكاكا، ومن أهم خصائصه كتابات عربية نبطية وقديمة وكذلك كتابات كوفية وثمودية، بالإضافة إلى عدد من الرسومات والنقوش إما لحيوانات معينة أو لرقصات معروفة قديمًا.
 
ل) قرية الطوير:
 
تقع على بُعد 8كم إلى الجنوب من مدينة سكاكا، ومن أهم خصائصها كتابات وأشعار قديمة نبطية ورومانية.
 
م) بئر سيسرا (أو سيسارا): 
 
تقع على بعد 200م تقريبًا من قصر زعبل في مدينة سكاكا، ويصل عمقها إلى 15م، مع نظام ري باطني يسمح بنقل المياه لسقيا المزارع المجاورة لها من الشرق والجنوب. والموقع محمي حاليًا للاستفادة منه سياحيًا وثقافيًا.
 
ن) تل الساعي:
 
يقع على بُعد 200م من قلعة زعبل، وهو معبد وثني، أطرافه كلها كهوف كانت مسكونة. ويتوسط الكهف في القمة المعبد الوثني الذي يوجد به 11 حجرًا واقفًا غير منحوت على شكل دائرة لها فتحتان متقابلتان، الأولى مدخل المعبد والأخرى مكان تقديم القرابين باتجاه الشمس. وفي أرضية المذبح كتابات قديمة، كما لوحظ في المعبد بقايا فخارية. وللمعبد درج منحوت في صخر التل على شكل درجات واسعة.
 
كما يوجد عدد من المواقع الأخرى ذات القيمة التاريخية والثقافية القديمة، مثل: وادي سمرمدا إلى الجنوب من القريات، وسمارا بالحديثة، والحدودا بالقرب من قرية العيسوية في طبرجل، وغير ذلك مما يمكن كشفه لاحقًا  
 
شارك المقالة:
46 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook