ماهي مقومات السياحية الطبيعية بمنطقة الجوف في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
ماهي مقومات السياحية الطبيعية بمنطقة الجوف في المملكة العربية السعودية

ماهي مقومات السياحية الطبيعية بمنطقة الجوف في المملكة العربية السعودية.

 
تمتاز منطقة الجوف بعدد من عناصر الجذب السياحي وعوامله التي تجعل منها إقليمًا سياحيًا واعدًا في ميدان السياحة الوطنية؛ فالخصائص الطبيعية والبشرية المتوفرة فيها تعد جاذبيات سياحية عالية الدرجة، وقد تمكنت الهيئة العامة للسياحة والآثار من تحديد 30 موقعًا لها قيمة سياحية في المنطقة  ويمكن تقسيم مقومات الجذب السياحي كما يأتي:
 
أ - الموقع الجغرافي وخصائصه:  
 
في العرف السياحي يحدد الموقع الجغرافي نوعية النشاط الذي يمكن أن يمارس فيه. وموقع منطقة الجوف له مميزاته من الناحية الطبيعية وتأثيره على وظائف المنطقة الزراعية والرعوية والتعدينية من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن المقومات الحضارية والثقافية والأثرية التي لا يزال كثير منها بكرًا، تجعل منطقة الجوف إقليمًا سياحيًا ينبغي تنميته وتطويره. فمع كل اكتشاف أثري جديد، وفي ظل المؤشرات والدلائل التي تظهر، يتضح أن المنطقة عمومًا والشويحطية خصوصًا تعدُّ من أوائل مراكز الاستيطان البشري في قارة آسيا   ،  وفي ظل التطور التنموي المعاصر وخصائص المكان؛ تزداد القناعات بأهمية المنطقة من الناحية السياحية ومستقبلها الواعد.
 
إن أبرز ما في خصائص موقع منطقة الجوف من التركيب الجيولوجي والمعالم الطبوغرافية هو وجود هضبة الحماد التي تشكل نحو ثلث مساحة المنطقة، وتمتد من عرعر إلى سكاكا، في حين تنخفض في الوادي بين سكاكا ودومة الجندل، لتعاود الظهور مرة أخرى بعد دومة الجندل باتجاه منطقة تبوك. أما جنوب المنطقة فهو يتشكل من صحراء النفود الكبير، وتمتد هذه الصحراء إلى منطقة حائل التي تعد ثاني أكبر صحراء في المملكة، وتعد مظاهر السطح هذه حدودًا طبيعية للمنطقة؛ حيث يحدها من الجنوب صحراء النفود، ومن الشمال أرض الحماد، ومن الغرب أرض الحرة، بالإضافة إلى بعض الجبال في الجهة الغربية  
 
ومن أبرز خصائص الموقع أيضًا، وادي السرحان الذي يمتد إلى مسافة 380كم من مدينة الأزرق في الأردن باتجاه الجنوب الشرقي إلى دومة الجندل، ذلك الوادي الذي كان يعدُّ طريقًا مهمًا للحج والتجارة عبر العصور التاريخية حتى الآن  .  ومعرفتنا لجيومورفولوجية هذا الموقع تدلنا على كثير من الخصائص والسلوك البشري التي يوحي بها هذا المكان، وأبرزها معرفة المصادر الطبيعية للمياه الجوفية في منطقة الجوف، وتحديدًا في وادي (السرحان) الذي كان معبرًا للرحلات البشرية ومركزًا مهمًا للاستيطان البشري حتى الوقت الحاضر. وفي الواقع نجد أن هذا الوادي يمثل مركز الاستيطان الرئيس لسكان المنطقة حاليًا لسبب بسيط، هو توفر المياه فيه. ومن أشهر أودية المنطقة بالإضافة إلى وادي السرحان: وادي الشويحطية، ووادي المرير، ووادي عرعر، ووادي التمريات، ووادي الخر، وعدد من الأودية الأخرى، مثل: باير، والهلالي، والرديفة، وأبي القور، وحصيدة، وسرمدا، والخضراء، والغراء، والفكوك، وفجر، ووادي أبوحدرج. 
 
ويوجد في المنطقة كل أنواع التضاريس من جبال، وهضاب، ونوازي النفود، وأرض الحرة وجبالها، وأرض الحزوم، والقور، والفياض  ، والظهور، والسهول، والأودية، والمنخفضات، ومختلف أنواع الصخور والترب البركانية والجيرية والكلسية. ولهذا التنوع في التضاريس ومظاهر السطح في منطقة الجوف دور بارز في تحديد نوعية النشاط السياحي، والمشروعات السياحية في الإقليم، والسمة السياحية له.
 
ومن أشهر الجبال والتلال: قيال وقيلات  ، والمعرس، والعمود، ومويسم، وأم شظوم، وأم الرمم، وأم سحيم، والأضارع، والطويل، والبرمة، والرشراشية، والصعيدي  .  وهناك عدد من الأشكال الجيومورفولوجية الجذابة والمناظر الطبيعية الخلابة. وهذا التنوع التضاريسي في مجمله يمكن استثماره سياحيًا، وكثير من هذه المواقع تعد مواقع جذب لعدد من أنواع السياحة بشكلها الحالي أو بعد إدخال بعض الخدمات إليها.
 
كما تضم منطقة الجوف عددًا من الآثار القديمة، ومثالها ما عُثر عليه في الشويحطية وعدد من المواقع ذات القيمة التاريخية، مثل: قصر مارد، وقلعة زعبل، ومسجد عمر وغير ذلك   حسب ما يرد تفصيله لاحقًا، تلك المواقع التي تمثل تراثًا تاريخيًا سياحيًا جذابًا، ولموقع منطقة الجوف قيمة أخرى هي وجود منفذ الحديثة الدولي فيها، وهو منفذ يعبر من خلاله سنويًا بين 3 و 4 ملايين مسافر دولي   وهذا ما يعزز وظيفة المنطقة في سياحة العبور.
 
ب - المُناخ:
 
يُعدُّ المُناخ من العوامل المؤثرة في تحديد الموسم السياحي، ويمتاز مُناخ منطقة الجوف بصفة عامة بأنه حار جاف صيفًا بارد شتاءً، ومعتدل خلال فصلي الربيع والخريف. ويدل متوسط درجات الحرارة المسجلة في المنطقة على أن شهري يوليو وأغسطس هما أكثر شهور السنة حرارة. أما شهر يناير فهو أبرد شهور السنة. ففي ذروة حرارة الصيف قد تتعدى درجات الحرارة 40 درجة مئوية، في حين قد تنخفض الحرارة إلى ما دون الصفر في فصل الشتاء. وعمومًا فإن المعدل السنوي لدرجات الحرارة يبلغ 19 درجة مئوية مع ارتفاع في فصل الصيف يصل معدله إلى 30 درجة مئوية، وينخفض إلى معدل 8 درجات مئوية في فصل الشتاء. وهذا يعني أن المنطقة تتمتع بأوضاع حرارية معتدلة إلى حد كبير، وحركة الرياح التي تهب على المنطقة هادئة وخفيفة بصفة عامة، وتراوح سرعتها ما بين 5 و 7 أميال في الساعة. وعمومًا فالرياح شمالية غربية في شهري إبريل وسبتمبر، وشرقية غربية في معظم الأشهر الأخرى. أما معدل الرطوبة النسبية فيراوح بين 10.5 و 34% في فصل الصيف و 56.5 و 70.3% في فصل الشتاء. أما الأمطار الساقطة على المنطقة فهي قليلة عمومًا، ويبلغ المتوسط السنوي للأمطار 61مم، وسجلت معظم الأمطار الساقطة في أشهر: مارس، وأكتوبر، ونوفمبر، وديسمبر، ويناير. وقد سجلت معدلات تساقط للثلوج في عدد من السنين على المنطقة في فصل الشتاء  
 
لذلك يمكن القول: إن فصل الربيع يعدُّ من أفضل المواسم السياحية، إن لم يكن هو الموسم السياحي الأفضل والأكثر ملاءمة؛ وذلك لأن موسم الربيع له طابع خاص، فهو موسم التخييم في المنطقة، وموسم زيارة المشروعات الزراعية في فترة الإزهار، ومع ذلك يظل موسم الصيف والأعياد أفضل المواسم السياحية حاليًا وأكثرها جاذبية؛ لأنها الأوقات التي تتم فيها إقامة الاحتفالات والمهرجانات والفعاليات الترفيهية والاجتماعية، ولأنها أوقات إجازات، ولاعتدال الجو فيها خصوصًا في الليل وغير ذلك.
 
ج - المناظر الطبيعية:
 
يعدُّ جمال الطبيعة من أهم عوامل الجذب السياحي؛ حيث يتوفر عدد من المناظر الطبيعية الجميلة في الهضاب والصحارى (النفود)، والأودية، والسهول المنبسطة، وبعض موارد المياه والبحيرات، والعيون، والسبخات، وتشمل تلك المناظر الطبيعية بحيرة دومة الجندل، والعيون، والينابيع المنتشرة في المنطقة، مثل: عين كاف، والحواس، وسبخة الحواس في وادي السرحان، وغيرها، والحرات البركانية  ، وبعض الأشكال التضاريسية المميزة، والواحات، والمناطق الزراعية، والكهوف التي كانت تُستوطن في الماضي.
 
د - الحياة النباتية والحيوانية:  
 
تعد الحياة النباتية والحيوانية المتنوعة من عناصر الجذب السياحي، خصوصًا فيما يتصل بالسياحة البيئية بمختلف أنواعها، وعلى الرغم من أن المصادر الحيوية، من حيوانية ونباتية تتعرض للصيد غير المرشَّد والرعي الجائر، ليس في منطقة الجوف فحسب، وإنما في كل مناطق المملكة التي تصعب مراقبتها، إلا أن سن التشريعات والأنظمة، وتبني مفهوم واستراتيجيات المحميات الطبيعية والملاذات الآمنة، ساعد في المحافظة على البيئات الطبيعية ومكوناتها الحيوية وغير الحيوية. بما يوفر الخصائص والمكونات التي يبحث عنها عشاق السياحة الطبيعية والبيئية. ومحمية حرة الحرة ليست استثناءً من ذلك، فهي تعدُّ من أكبر المحميات في المملكة، ولذلك حافظت على الكثير من التنوع الأحيائي في المنطقة، ذلك التنوع الذي يتكاثر عبر الأيام، ويعيش بهذه المحمية خصوصًا والمنطقة عمومًا عدد من الحيوانات البرية، مثل: الوعول، والأرانب، والثعالب، والذئاب، وأنواع متعددة من الطيور، مثل: الصقور، والحبارى وغيرها، وأعداد أخرى متنوعة من الطيور المهاجرة التي تمّ رصد عبورها المنطقة خلال هجرات الطيور المعروفة واستراحتها في محميات المنطقة تحديدًا. كما تم رصد عدد من الزواحف والسحالي، مثل: الثعابين والضبان، وغيرها  .  وهذا ينسحب على محمية الطبيق وما يدخل منها تحت إشراف إمارة منطقة الجوف.
 
أما الغطاء النباتي فيكثر ويتنوع ويزدهر بعد سقوط المطر، خصوصًا في الأودية والواحات والأمكنة المنخفضة ومراكز تجمع المياه. ويعد فصل الربيع من أفضل مواسم الإنبات ونشوء الرياض واخضرار الطبيعة. ومن أشهر النباتات والأشجار التي تنمو في المنطقة: أشجار الأرطى  ، والغضى، والسدر، والطلح، والعرفج والحمّيض، والبعيثران، والصفار، وغير ذلك كثير   كما يرد تفصيله في محور الحياة الفطرية.
 
كما أن محمية حرة الحرة من المواقع التي تحافظ على الثروة النباتية والحيوانية في المنطقة، ويمكن الاستفادة منها سياحيًا فيما لو فُتحت للزوار ومحبي السياحة البيئية والطبيعية وغيرها.
 
شارك المقالة:
67 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook