سَدّ النهضة الإثيوبيّ هو واحد من أضخم السدود في العالَم، إذ يتمّ إنشاؤه في نهاية نهر النيل الأزرق، وضمن حدود الدولة الإثيوبيّة؛ بهدف تحسين مقدرة إثيوبيا على توليد الطاقة الكهربائيّة، وتصديرها إلى دُول الجِوار؛ حيث يحتلُّ السدّ مراتب مُتقدِّمة من بين سدود العالَم، وذلك من حيث المقدرة على توليد الطاقة الكهربائيّة، ومن الجدير بالذكر أنّ إثيوبيا قد حوَّلت مجرى نهر النيل الأزرق في أيّار/مايو من عام 2013م؛ لإنشاء جسم السدّ، وفي 26 كانون الأوّل/ديسمبر من عام 2015م، تمّت إعادة المسار الطبيعيّ إلى النهر بعد الانتهاء من إنشاء الأنفاق السُّفلية للسدّ، وقد أعلنت الحكومة الإثيوبيّة عن استكمال نحو 50% من أعمال الإنشاء، وأنّه بحلول نهاية عام 2016م، سيتمُّ تشغيل أولى الوحدات الكهربائيّة للسدّ الذي تبلغُ سعته نحو 14,5 مليار م³.
يُمكن وصف سَدّ النهضة من خلال النقاط الآتية:
لبناء سَدّ النهضة الإثيوبيّة فوائد مهمّة لكلٍّ من إثيوبيا، ومصر، والسودان، إلّا أنّ لدى هذه الدُّول في الوقت نفسه بعض المخاوف من إنشاء هذا السدّ، وفي ما يأتي توضيح ذلك:
تكمن أهمّية إنشاء سَدّ النهضة لإثيوبيا في إنتاج الطاقة الكهربائيّة؛ فهو سيُساهم في إنتاج نحو 5000-6000 ميجاوات من الطاقة الكهربائيّة، وتكمن أهمّّيته لجمهوريّة السودان في التحكُّم في الفيضانات الحاصلة في نهر النيل الأزرق، كما أنّه سيُساهم في إطالة عُمر السدّ العالي، والسدود السودانيّة، من خلال تخزين الطَّمي الناتج عن نهر النيل، كما ستستفيدُ مصر أيضاً من الطاقة الكهربائيّة التي سينتجُها السدّ، بالإضافة إلى أنّ اعترافها بحقّ إثيوبيا في بناء السدّ بمُوجب الاتِّفاقية، سيجلبُ لها النَّفع، وذلك بتعهُّدات أديس أبابا بمشاركة القاهرة في إدارتها.
قد يُؤثِّر بناء السدّ في الأراضي الزراعيّة، والمناطق السكنيّة المُجاورة للسدّ؛ فقد يتسبَّب في هجرة نحو 30 ألف مواطن، وبإغراق حوالي 0.5 مليون فدّان من الأرض الزراعيّة، علماً بأنّ مخاوف كلٍّ من مصر، والسودان، تكمنُ في فُقدان كمّيات كبيرة من مياه نهر النيل (حوالي 25 مليار م³)، كما أنّ نقص مخزون المياه للسدّ العالي سيُخفِّض من إنتاجه للكهرباء بنسبة تتراوح بين 20%-40%، ويتوقَّع بعض الخبراء أنّ الخرطوم، والقاهرة ستتَّجهان نحو تقنين فترة مَلء خزّان سَدّ النهضة، لتصبح أكثر من 15 سنة.