مبشرات تزيد في الطاعات (خطبة)

الكاتب: المدير -
مبشرات تزيد في الطاعات (خطبة)
"مبشرات تزيد في الطاعات

 

الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله إله الأولين والآخرين، وقيوم السماوات والأرضين، ومالك يوم الدين، الذي لا فوز إلا في طاعته، ولا عز إلا في التذلل لعظَمته، ولا غنى إلا في الافتقار إلى رحمته، وأشهد أن محمدًا عبد الله ورسوله، أمينه على وحيه، وخيرته من خلقه، المبعوث بالدين القويم، والمنهج المستقيم، أرسله الله رحمة للعالمين، وإمامًا للمتقين.

 

 

أما بعد، فيا أيها المؤمنون الأفاضل، إن سماع المبشرات يزيد من الاجتهاد والحرص على الطاعات؛ عثمانُ - رضي الله عنه - قال عنه رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: «ما ضرَّ عُثمانَ ما عمِلَ بعد اليوم»؛ رواه الترمذي، وما زادَه ذلك إلا خيرًا وبرًّا وطاعةً، وفي الصحيح «أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا رأيت الرجل يعمل العمل من الخير، ويحمده الناس عليه؛ قال: (تلك عاجل بشرى المؤمن»، وفي رواية ويحبه الناس عليه.

 

والله سبحانه يقول: ? إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا ? [مريم:96]؛ أي حبًّا في قلوب عباده؛ كما رواه الترمذي من حديث سعد وأبي هريرة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إذا أحبَّ الله عبدًا، نادى جبريل: إني قد أحببتُ فلانًا، فأَحبَّه، قال: فينادي في السماء، ثم تنزل له المحبة في أهل الأرض، فذلك قوله تعالى: ? سيجعل لهم الرحمن ودًّا ?، وإذا أبغض الله عبدًا نادى جبريل: إني أبغضت فلانًا، فينادي في السماء، ثم تنزل له البغضاء في الأرض)؛ قال: هذا حديث حسن صحيح.

 

يقول يحي بن معاذ - رحمه الله -: من سُرَّ بخدمة الله، سُرت الأشياء كلها بخدمته، ومن قرَّت عينه بالله، قرَّت عيون كل الناس بالنظر إلى وجه.

 

الله أكبر، ما أعظمها من بشارة في الدنيا، الكل يتمنى أن يسدل لك معروفًا، الكل يتمنى أن يخدمك، ويسعد بخدمتك، ما دمت قريبًا من الله، ما دمت تَسْعَدُ وتُسَرُّ بطاعة الله، من قرت عينه بطاعة الله بذكر الله، بالصلاة، بقراءة القرآن، بأي عمل صالح - أكرمه الله بحب الناس له، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: وجُعِلت قرة عيني في الصلاة؛ رواه أحمد، والنسائي، وغيرهما، وهو صحيح، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: من سرته حسنته، وساءته سيئته، فذلك المؤمن؛ صححه ابن حبان.

 

فإذا رأيت من نفسك أن صدرك ينشرح بالطاعة، وأنه يضيق بالمعصية، فهذه بشرى لك، أنك من عباد الله المؤمنين ومن أوليائه المتقين.

 

أيها الأحباب الكرام في الله، من اجتنب عبادة كل طواغيت الأرض، وأناب إلى رب السماوات والأرض، واتبع أحسن الأقوال، فهؤلاء هم الذين لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة، قال تعالى: ? وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ ? [الشورى:17-18].

 

بشرى من الله للمخبتين المطمئنين الراضين بقضاء الله، المستسلمين له، الوجلين منه سبحانه، الصابرين على طاعة الله، وعن معصيته، وعن أقداره، وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة، هؤلاء جميعًا فازوا بالبشارة العظيمة والمنحة الجسيمة، وهم من شمِلتهم رحمة الله التي وسعت كل شيء، وفازوا بالتوفيق والهداية؛ قال تعالى: ? وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ ? [الحج:34-35].

 

هنيئًا لمن ابتُلي بمصيبة في ماله أو أهله أو نفسه ولم يتضجَّر، بل سلَّم الأمر لله، هنيئًا له رحمة أرحم الراحمين، هنيئًا له الهداية من رب العالمين؛ قال جل وعلا: ? وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ? [البقرة: 155، 156].

 

أيها الأحبة في الله، هنيئًا للمستقيمين، بشارة أرحم الراحمين، وأكرم الأكرمين، بشارة من الله سبحانه يهديها للمستقيمين على طاعته، المواظبين على فرائضه الذين لم يروغوا روغان الثعالب، بشارة في الدنيا بتأييد الله لهم بالحفظ والرعاية، فيؤمن الله خوفهم لما هداهم الله، ولما كانوا يعملون له في الدنيا، يبشرون عند موتهم، وفي قبرهم، وحين يبعثوا يبشروا بجنة عرضها السماوات والأرض؛ قال تعالى: ? إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ * نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ ? [فصلت: 30 - 32].

 

البشارة يستحقها أولئك الذين تحابوا من أجل الله، واجتمعوا من أجل الله، وتآخوا من أجل الله، لا من أجل مصلحة دنيوية أو صلة قرابة، فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن من عباد الله لأناسًا ما هم بأنبياء ولا شهداء، يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة بمكانهم من الله، قالوا: يا رسول الله، أخبرنا من هم وما أعمالهم؟ فإنا نحبهم لذلك، قال: هم قوم تحابُّوا في الله بروح الله، على غير أرحام بينهم ولا أموال يتعاطونها، فوالله إن وجوههم لنورٌ، وإنهم لعلى نور، لا يخافون إذا خاف الناس، ولا يحزنون إذا حزن الناس، وقرأ هذه الآية: ? أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ? [يونس: 62]؛ رواه أبو داود، وصحَّحه الألباني.

 

عباد الله، أين رجال الفجر، وأهل صلاة الفجر، أولئك الذين ما إن سمعوا النداء يدوِّي: الله أكبر، الله أكبر، الصلاة خير من النوم، هبُّوا وفزِعوا وإن طاب المنام، وتركوا الفُرش وإن كانت وثيرة، مُلبِّين النداء، فخرج الواحد منهم إلى بيت من بيوت الله تعالى وهو يقول: (اللهم اجعل في قلبي نورًا، وفي لساني نورًا، واجعل في سمعي نورًا، واجعل في بصري نورًا، واجعل من خلفي نورًا، ومن أمامي نورًا، واجعل من فوقي نورًا).

 

فما ظنُّك بمن خرج لله في ذلك الوقت، لم تُخرجه دنيا يُصيبها، ولا أموال يقترفها، أليس هو أقرب إلى الإجابة، في السعادة يعيشها حين لا ينفك النور عنه طرفةَ عينٍ.

 

هؤلاء الرجال - رجال الفجر - نالوا تهنئة وجائزة وبشرى بنور تام يوم القيامة؛ قال صلى الله عليه وسلم: (بشِّر المشَّائين في الظُّلَمِ إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة)؛ رواه الترمذي، وابن ماجه، وصحَّحه الألباني.

 

والنور على قدر الظلمة فمن كثُر سيرُه في ظلام الليل إلى الصلاة، عظُم نورُه وعمَّ ضياؤه يوم القيامة؛ قال تعالى: ? يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ? [الحديد: 12].

 

تقرير مشرف يرفع لرب الأرض والسماء لمن واظَب على الصلوات الخمس، خاصة الفجر والعصر، ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال صلى الله عليه وسلم: (يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار، ويجتمعون في صلاة الصبح والعصر، ثم يَعرُج الذين باتوا فيكم، فيسألهم الله وهو أعلم: كيف وجدتم عبادي، فيقولون: تركناهم وهم يُصَلُّون وأتيناهم وهم يُصَلُّون).

 

فيا عبد الله، يا من تحافظ على صلاة الفجر، سيُرفع اسمك إلى الملك جل وعلا، ألا يكفيك فخرًا وشرفًا؟ قال صلى الله عليه وسلم: (ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها))، الله أكبر، إذا كان سنة الفجر خيرًا من الدنيا وما فيها، فكيف بأجر الفريضة، الله أكبر سيكون أعظم وأشملَ.

يا قومنا هذي الفوائد جمَّةً
فتخيَّروا قبل الندامة وانتهوا
إن مسَّكم ظمأٌ يقول نذيرُكم
لا ذنبَ لي قد قلت للقوم استَقوا

قلت ما سمعتم، وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه فيا فوز المستغفرين.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، الداعي إلى رضوانه صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وإخوانه، وسلِّم تسليمًا كثيرًا

 

أما بعد:

أيها المؤمنون، بُشرى من الله لِمن آمن بالله ورسوله وجاهَد في سبيله، يبشرون بروح وريحان وربٍّ راضٍ غير غضبان؛ قال تعالى: ? وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ * الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ * الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ * إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ? [آل عمران: 169 - 175].

 

وقال تعالى: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ? [الصف: 10 - 13].

 

أعظم بشارة للمؤمن أن يُبشَّر برؤية وجه الله الكريم؛ عَنْ صهيب رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ، قَالَ: يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: تُرِيدُونَ شَيْئًا أَزِيدُكُمْ؟ فَيَقُولُونَ: أَلَمْ تُبَيِّضْ وُجُوهَنَا؟ أَلَمْ تُدْخِلْنَا الْجَنَّةَ، وَتُنَجِّنَا مِنَ النَّارِ؟ قَالَ: فَيَكْشِفُ الْحِجَابَ، فَمَا أُعْطُوا شَيْئًا أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنَ النَّظَرِ إِلَى رَبِّهِمْ عَزَّ وَجَلَّ تَلَا هَذِهِ الآية: ? لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ ? [يونس: 26]؛ رواه مسلم.

 

هذه البشارة يحصُل عليها المسلم بالمواظبة على الصلوات الخمس جماعة، خاصة صلاة الفجر والعصر؛ كما في البخاري عن جرير بن عبدالله، قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فنظر إلى القمر ليلة، يعني: البدر، فقال: إنكم سترون ربَّكم كما ترون هذا القمر، لا تُضامون في رؤيته، فإن استطعتم ألا تُغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس، وقبل غروبها، فافعلوا..؛ الحديث.

 

وهو يدل على رؤية المؤمنين لله تعالى يوم القيامة بلا شك ولا ارتياب، كما هو مذهب أهل السنة والجماعة؛ قال في عون المعبود: (إنكم سترون ربَّكم)؛ أي يوم القيامة، (لا تضامون): قال الخطابي في المعالم: هو من الانضمام، يريد أنكم لا تختلفون في رؤيته حتى تجتمعوا للنظر)؛ وقال: وقد رواه بعضهم بضم التاء، وتخفيف الميم، فيكون معناه على هذه الرواية: أنه لا يلحقكم ضَيمٌ، ولا مشقة في رؤيته، وقوله: فإن استطعتم ألا تغلبوا، قال ابن حجر في فتح

 

الباري: فيه إشارة إلى قطع أسباب الغلبة المنافية للاستطاعة كالنوم، والشغل، ومقاومة ذلك بالاستعداد له.

 

وقوله: قبل طلوع الشمس وقبل غروبها، قال في عون المعبود: يعني الفجر والعصر، وخص بالمحافظة على هاتين الصلاتين الصبح والعصر، لتعاقُب الملائكة في وقتهما، ولأن صلاة الصبح وقت النوم، وصلاة العصر وقت الفراغ من الصناعات، وإتمام الوظائف، فالقيام فيهما أشقُّ على النفس.

 

أخيرًا فنقول أيها الأحبة الكرام، البشرى اليوم لمن اتَّخذ طريقَ الله سبيلًا، البشرى اليوم لمن تعلَّق قلبه بالله وأخلص لله، البشرى اليوم لمن صبَر وصابَر ورابَط، واتَّقى اللهَ تعالى في كل حركاته وسكناته، البشرى اليوم لمن اعتزَّ بالله وبدينه وشرعه، البشرى اليوم لمن والى من أجل الله، وعادى من أجل الله، البشرى اليوم لمن حكم شرع الله، الشرى اليوم لمن قدَّم الغالي والنفيس في

 

سبيل إعلاء كلمة الله.

هذا وصلوا وسلموا على مَن أمركم الله بالصلاة والسلام عليه.

الدعاء.


"
شارك المقالة:
29 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook