متاهات الحب (2)

الكاتب: المدير -
متاهات الحب (2)
"متاهات الحب (2)

 

استكمالًا للخاطرة السابقة حين تحدَّثنا حول آية: ? وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ ? [البقرة: 165].

خلاصة ما أودُّ إضافته حدث في قصة النبي صلى الله عليه وسلم مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حين ذهب له عمر في يوم، وقال: يا رسول الله، لأنت أحبُّ إليَّ من كل شيء إلا من نفسي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا، والذي نفسي بيده، حتى أكون أحبَّ إليك من نفسك))، فقال له عمر: فإنه الآن، والله، لأنت أحبُّ إليَّ من نفسي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((الآن يا عمر))، فإذا كان حبُّ الناس في بعض الأحيان يحجبك عن حب الله إن حدث تعارُض في الأوامر، فكذلك حبك لنفسك قد يحجبك أيضًا، بل هو أقوى.

 

فإذا علمت أن حتى نفسك لن تحبك كما يحبُّها الله؛ فهي كثيرًا ما تأمرُك بشرٍّ يضرُّك، واللهُ لم يترك شرًّا إلا ونهاك عنه، فحينها تعرف من أحبَّك أكثر! ومن يستحقُّ أن تُحبَّه وتستسلم له أكثر!

 

وظهر مثال لذلك حين قرأت ورْدَ اليوم، وقال الله بعد الأمر بصيام رمضان: ? وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ ? [البقرة: 185].

في كثير من الأحيان بعد انتهاء الشهر الكريم ودخول العيد، تستقوي نفوسُنا علينا؛ حيث مضت عليها فترةٌ كبيرةٌ وهي محرومة من شهواتها، فإما أن نُكبِّر الله، ونتذكر أنه إن كانت شهواتنا كبيرةً، فاللهُ أكبرُ وقادر على أن يقوينا عليها، ويعصمنا من شرِّها؛ فنقوى بحَولِه وقوَّته على ترويضها أيضًا بعد رمضان، وإما أن نشعر أننا تحرَّرنا من قيود الشهر؛ فنُكبِّر الله لنستجلب التواضع لله، ونتذكر أنه إن تكبرنا بالمعصية، فالله أكبر وقادر على أن يعاقبنا.

 

فإذا استحضرنا معنى: ? أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي انْتِقَامٍ ? [الزمر: 37]، سنوقن أننا نحتاج إلى عزَّته؛ لنعزَّ على شهواتنا، ونحتاج إلى أن نتذكَّر انتقامه؛ حتى لا نتكبر على أوامره فنعصيه.

 

مرجع معاني الكلمات: مصحف الميسر في غريب القرآن.


"
شارك المقالة:
24 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook