متحف المصمك التاريخي بالرياض في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
 متحف المصمك التاريخي بالرياض في المملكة العربية السعودية

 متحف المصمك التاريخي بالرياض في المملكة العربية السعودية.

 
يعد قصر المصمك من أهم المعالم التاريخية في المملكة؛ إذ إنه يحتل مكانة بارزة في تاريخ مدينة الرياض خصوصًا، والمملكة العربية السعودية عمومًا، وهو يمثل الانطلاقة المباركة التي تم على أثرها تأسيس وتوحيد المملكة العربية السعودية؛ فالنجاح في الاستيلاء على هذا الحصن في فجر الخامس من شهر شوال عام 1319هـ / 1902م هو الذي مكّن الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود - رحمه الله - من البدء في عملية استعادة مدينة الرياض وتوحيد المملكة العربية السعودية  .  ويقع حصن المصمك في الحي القديم في وسط مدينة الرياض، وهو حصن محكم مربع له أربعة أبراج وجدران سميكة، ويعدُّ جداره الخارجي من أهم وسائل الدفاع فيه لسمكه الذي يبلغ نحو مترين عند الباب وعلوه المرتفع. وقد بُني هذا الحصن وفق مخطط معماري يُعَدُّ نموذجًا متكاملاً للعمارة الحربية والمدنية. والمادة الأساسية التي بُني منها القصر هي اللبن والطين المخلوط بالتبن، أما الأساسات فقد بُنيت من الحجارة، وكسيت الجدران الخارجية والداخلية بلياسة من الطين، بينما كسيت الأعمدة ومداخل الأبواب بطبقة من الجص، واستعمل خشب شجر الأثل، وجريد وسعف النخل المغطى بطبقة من الطين في بناء السقوف وتغطيتها 
 
وتسمية الحصن بالمسمك أو المصمك تعني أنه البناء القوي، والقصر السميك مرتفع الجدران، والحصين. تم بناء هذا القصر الحصين في عهد محمد بن عبد الله بن رشيد 1289 - 1315هـ / 1873 - 1897م واتخذه الملك عبد العزيز - رحمه الله - في عام 1319هـ / 1902م مقرًا لإدارة الدولة
 
كان المصمك دارًا للسكن والحكم، وبيتًا للمال، ثم استخدم بعد ذلك مستودعًا للذخيرة والأسلحة، واستمر مستخدمًا لهذا الغرض إلى أن تقرر تحويله إلى معلم تراثي يمثل مرحلة مهمة من مراحل تأسيس المملكة العربية السعودية، وتم فيما بعد ترميمه، ثم تبنت وزارة التربية والتعليم (المعارف سابقًا) ممثلة في الوكالة المساعدة للآثار والمتاحف بالتنسيق مع الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، تحويل هذا المعلم التاريخي إلى متحف، حيث تم افتتاحه في أوائل عام 1416هـ / 1995م برعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض 
 
ويتكون قصر المصمك من دورين: أرضي، وعلوي، ويتألف الدور الأرضي من:
 
1 - بوابة القصر: 
 
تتوسط البوابة الجهة الغربية للقصر، ويبلغ ارتفاعها 3.60م، وعرضها 2.65م، وهي مصنوعة من جذوع النخيل وأخشاب الأثل، أما الباب فيبلغ سمكه 10سم، ويوجد عليه ثلاث عوارض يبلغ سُمك الواحدة منها نحو 25سم. وفي وسط الباب فتحة تسمى الخوخة أو الخرقة، تستخدم بوابةً صغيرةً، وهي ضيقة إلى درجة أنها لا تسمح إلا بمرور شخص واحد، منحنيًا. وقد شهد هذا الباب المعركة الضارية بين الملك عبد العزيز وأتباعه وابن عجلان وحاميته، ويمكن مشاهدة مكان الحربة التي انكسر رأسها في الباب  
 
2 - المسجد: 
 
يقع على يسار الداخل، ويتألف من غرفة كبيرة توجد بها عدة أعمدة. وفي الجدران أرفف لوضع المصاحف، ويوجد داخل المسجد محراب مجصص وفتحات للتهوية في السقف والجدران.
 
3 - المجلس (الديوانية): 
 
يقع في مواجهة الداخل، وهو حجرة مستطيلة الشكل، بها (وجار) حسب الشكل التقليدي للوجار في منطقة نجد، وتوجد في الجهة الغربية منها فتحات للتهوية والإنارة، وكذلك في الجهة الجنوبية المطلة على الفناء الرئيس  .  وعلى واجهة المجلس دروة تعلوها شرفات مسننة، وقد كُتب عليها آيات قرآنية، وتاريخ تشييدها في سنة 1317هـ / 1899م  
 
4 - البئر: 
 
توجد بالجهة الشمالية الشرقية بئر تسحب منها المياه بوساطة المحالة المركبة على فوهتها، ويسحب الماء بوساطة الدلو، وقد حفرت البئر لتأمين الماء داخل القصر خصوصًا في أيام الحصار 
 
5 - الأبراج: 
 
يوجد في كل ركن من أركان مبنى المصمك الأربعة برج أسطواني الشكل يبلغ ارتفاع الواحد منها ثمانية عشر مترًا تقريبًا، يُصعد إليه بوساطة درج ثم بسلمين من الخشب، ويوجد في كل برج أمكنة للرمي على محيطه، ويبلغ سُمك جدار البرج نحو متر وربع. ويوجد في وسط المصمك برج مربع الشكل يسمى المربعة يشرف على القصر من خلال الشرفة العليا، كما يوجد فناء رئيس للقصر تحيط به غرف ذات أعمدة متصل بعضها ببعض من الداخل، ويوجد في الفناء درجات في الجهة الشرقية تؤدي إلى الدور الأول والسطح، كما يوجد ثلاث وحدات سكنية: الأولى خصصت لإقامة الحاكم لتكاملها وارتباطها بعضها ببعض، وسهولة اتصالها، والثانية كانت تستخدم بيتًا للمال، والثالثة استخدمت لإقامة الضيوف
ويتكون الدور العلوي من غرف تطل على الفناء الرئيس، إضافة إلى بعض الغرف في الجزأين الشمالي والشرقي خصصت للسكن  
 
وبعد أن تم تحويل هذا القصر إلى متحف أصبح يضم عدة قاعات تحتوي على لوحات تشمل صورًا وخرائط تحكي ملحمة استرداد الرياض، وقصة توحيد المملكة على يد الملك عبد العزيز - رحمه الله - بالإضافة إلى قطع من الأسلحة المستخدمة آنذاك من بنادق، وسيوف. كما يضم المتحف صورًا ولوحات عن التنمية الحديثة في المملكة العربية السعودية في جميع القطاعات  ،  بالإضافة إلى بعض المعروضات التراثية والأفلام التسجيلية والملصقات الحائطية
 
شارك المقالة:
54 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook