قامت وزارة الداخلية بإنشاء متحف خاص في مقرها الجديد بالرياض يعرض تاريخ الوزارة ويعرِّف بقطاعاتها المختلفة، ويوضح مراحل تطور هذه القطاعات ومراحل تطور الوزارة بصفة عامة، منذ نشأتها حتى الوقت الحاضر، وذلك من خلال معروضات لها علاقة مباشرة بوزارة الداخلية وقطاعاتها. ويواكب تنفيذ هذا المتحف مناسبة احتفال المملكة بمرور مئة عام على دخول الملك عبد العزيز - رحمه الله - مدينة الرياض وتأسيس المملكة العربية السعودية، ولهذا يُعَدّ المتحف أحد إسهامات الوزارة في تخليد هذه الذكرى العظيمة.

 

وتعتمد خطة عرض المقتنيات في المتحف على أسلوب يحقق الربط بين القديم والحديث، ويعكس العمق التاريخي والإطار الجغرافي للمملكة العربية السعودية، ويوضح الدور الذي كانت ولا تزال تضطلع به وزارة الداخلية في سبيل المحافظة على الأمن الداخلي في بلادنا، وراحة ضيوف الرحمن، وتوفير المناخ اللازم للتنمية والتطور والرقي.

 

ويشغل المتحف قاعة مساحتها 576م  ، أنشئت أصلاً لتكون متحفًا للوزارة في مبناها الجديد، وهو يقع في الطابق الثاني بجوار المسجد والمكتبة. وتتميز قاعة المتحف باحتوائها على واجهات زجاجية من جميع الجهات ما يوفر لها إضاءة طبيعية طوال النهار، وتم تطوير واجهة المتحف الأمامية بتنفيذ زخارف هندسية إسلامية متكررة على زجاجها كاملاً محفورة بالرمل ومذهبة. ومن جانب آخر فإن سقف القاعة مرتفع ومزود بإضاءة صناعية كافية وأنظمة مراقبة متكاملة. ويتكون المتحف من الداخل من ردهة استقبال وخمسة أجنحة. يضم الجناح الأول عروضًا تجسد مرحلة تأسيس المملكة، ثم توحيدها على يد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - رحمه الله - وتأسيس وزارة الداخلية عام 1350هـ / 1931م، ثم دمجها في النيابة العامة عام 1353هـ / 1934م، ثم إعادة تشكيلها عام 1370هـ / 1951م، كما يضم الجناح خزائن خُصصت للقطاعات الأولى التي نشأت بوزارة الداخلية مثل: الإمارات، والمديرية العامة للأمن، وحرس الحدود. ويضم الجناح الثاني عروضًا تجسد نشأة عدد آخر من قطاعات الوزارة ومراحل تطورها الأولى مثل: المباحث العامة، والمرور، والمديرية العامة للمطافي (الدفاع المدني)، ومدرسة الشرطة، والبلديات، والأوقاف، إضافة إلى عروض للزي العسكري القديم ووسائل المواصلات والاتصالات القديمة.

ويوجد في الجناح الثالث لوحات تحتوي على معلومات عن مناطق المملكة الإدارية وأمرائها، وصور لأبرز معالمها القديمة والحديثة.

 

ويشمل الجناح الرابع خزائن تتعلق ببقية قطاعات الوزارة وإداراتها العامة، حيث تركز معروضات هذا الجناح على إبراز مرحلة الانتقال من الماضي إلى الحاضر، والتطور الواضح الذي شهدته الوزارة في عهد الملك خالد بن عبد العزيز، وعهد الملك فهد بن عبد العزيز - رحمهما الله 

ويحوي الجناح الخامس معروضات تبرز واقع وزارة الداخلية في الوقت الحاضر، وجهودها على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية.

 

وبالإضافة إلى ذلك فقد زود المتحف بثلاث لوحات فنية ضخمة؛ الأولى تمثل مجسمًا كبيرًا لواجهة المصمك مصنوعًا من مادة الفيبر ويوجد ضمن عروض الجناح الأول، والثانية لوحة مرسومة على الزجاج تمثل توحيد المملكة، وتبلغ مساحتها 17.50م  ، وترتفع على حامل في عمق المتحف مقابلة للمدخل، حيث يراها الزائر فور دخوله من الباب، وأما الثالثة فهي لوحة زيتية تحمل اسم (أمن وتنمية) وتشغل مساحة 12.50م  ، وتعبر عن مواضيع مختلفة تعكس العلاقة المتلازمة بين الأمن والتنمية، والجهود العظيمة التي حققتها الوزارة في هذا الشأن، وتوجد هذه اللوحة في الجناح الخامس.

 

ويهتم المتحف كذلك بتوثيق التطورات التي حدثت في وزارة الداخلية في عهود ملوك المملكة العربية السعودية بدءًا من عهد المؤسس الملك عبد العزيز، حتى عهد الملك فهد - رحمهم الله - كما يهتم بتوثيق الوزراء الذين تعاقبوا على الوزارة منذ نشأتها، ويبرز جهودهم في تطوير الوزارة وقطاعاتها وإداراتها.

 

وتتكون معروضات المتحف من مواد متنوعة قديمة وحديثة ذات علاقة مباشرة بأنشطة وزارة الداخلية وقطاعاتها في الماضي والحاضر، وتضم: وثائق، وصورًا، وأسلحة، وآلات، وأدوات، وأجهزة اتصالات، ومطبوعات إدارية، ومنشورات إعلامية، وأختامًا، ووثائق ثبوتية، وأعلامًا، وشعارات، ومجسمات لمبانٍ قديمة شغلتها الوزارة وبعض قطاعاتها، وأخرى لمبانٍ حديثة، ونماذج ولوحات، وصورًا لوسائل المواصلات البرية، والبحرية، والجوية التي استخدمت في قطاعات الوزارة في الماضي والحاضر، وألبسة عسكرية قديمة وحديثة، بالإضافة إلى صور الوزراء، ونوابهم ومساعديهم، وأمراء المناطق، ووكلاء الوزارة، ومديري عموم القطاعات والإدارات منذ نشأة الوزارة حتى وقتنا الحاضر. كما زود المتحف بلوحات ذات خلفية عادية وأخرى ضوئية تتضمن نصوصًا وصورًا توضيحية تبرز أنشطة رجال الأمن والمسؤولين في الوزارة في الماضي والحاضر  

 

 

يتبع هذا المتحف مؤسسة النقد العربي السعودي بمدينة الرياض. وهو يضم مجموعة نادرة من العملات المستخدمة قبل ظهور الإسلام  ، ومجموعة من العملات الإسلامية التي كانت متداولة حتى القرن الرابع عشر الهجري / العشرون الميلادي وعملات ضُربت في الجزيرة العربية، بالإضافة إلى عملات ما قبل العهد السعودي، ونماذج من عملات دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وعملات لبعض دول العالم