المحتوى

متى تبدأ الثقافة؟

الكاتب: يزن النابلسي -

متى تبدأ الثقافة؟

 

 
الثقافة
............
 
أعتبر الإنسان مثقفا إذا استوعب ما قرأ وحاول تمثله في حياته واستلهامه ،الثقافة فعل  تراكمي والفرد يتثقف بالتدريج .
الكتب وحدها لا تعتبر مصدرا للثقافة ولا درجة التعليم لكن  تندرج تحت معنى الثقافة العادات والموروث الحضاري ونتاج الاحتكاك بثقافات أخرى وهي تتفاوت من شخص لآخر وأظن أنها  غير قابلة للقياس  لأنها متغيرة ومتجددة بتجدد المعارف والخبرات المكتسبة  .
كلنا نقرأ ونتعلم مما حولنا ونحاول أن نكون على قدر من الثقافة يجعلنا نواكب هذه الأطنان من المعارف المتنوعة التي تمدنا بها القنوات السمعية والبصرية والكتب المطبوعة  أيضا .
قد يكون للزمن دور في صقل معارفنا ولكن 
الأمر نسبي البعض لا يزيده مرور الزمن إلا شعورا بالتراجع وانحسار اهتمامه بالقراءة واكتراثه بنبض الحياة ولكن بعض الكُتاب يزيدهم الزمن خبرة بعد تنويعهم القراءات  واتساعا في الرؤية  ومهارة  في الكتابة .
كل فرد يشعر الزمن بطريقته هناك مثلا متقدمين بالعمر ستينين  بقلوب وهمة وتفكير الشباب يواكبون العصر ويطورون ذواتهم بتنويع قراءاتهم .
و هناك شباب يتفوقون بجدهم وتحصيلهم وإنجازهم وابتكارهم على  مايفعله متقدمون  بالعمر ،وآخرون منهم لامباليين متكاسلون لايحسنون إدارة الوقت فيما يفيد ويحسن كفاءتهم . 
 
الخبرة لم تعد تعني فقط مرور فترة زمنية طويلة على شخص ما في مهنة معينة  ،واكتسابه مهارة أو تحقيقه منجز ما ،العبرة بنوعية  الإنجازات وتميزها  والقدرة على المثابرة  والابتكاروالإبداع  فيها .
 
قد يختلط الأمر علينا ، ونكاد لا  نتبين الفروق واضحة بين المعرفة والثقافة هل المعرفة هي الجزء المخزن في أدمغتنا على هيئة معلومات؟
أم هو الجزء الواضح في سلوكنا حين نترجم تلك المعلومات لأفكار وأفعال ؟
يمكنني التفريق بين متعلم غير مثقف ومثقف غير متعلم :وأستطيع تمييز المتعلم غير المثقف وأجد هذا النموذج   في بعض  خريجي الجامعة الذين انغمسوا في الدراسة والتحصيل ولم يجدوا الوقت للقراءة أو المشاركة في أنشطة ثقافية  رغم حصولهم على شهادة تؤك تحصيلهم لقدر من المعارف  لكنهم غير مثقفين أفقهم محدود ونظرتهم ضيقة للأمور .
بينما نجد نموذج المثقف غير المتعلم 
مثمثلا في  بعض من حصل قدرا من التعلم يسيرا أو فاته قطار التعليم لظروف صعبة  ولكنه طور نفسه بالقراءة واكتساب المعارف من الاحتكاك بثقافات أخرى وتعليم  نفسه بنفسه فتعلم لغة جديدة وكان للسفر إلى أماكن متعددة والتعرف على حضارات متباينة من أسباب  امتلاك هذا الشخص  نوعا من الثقافة دعمت شخصيته لم يكتسبها من التعلم في المدارس ،ويبدو أن الحياة في كثير من الأحيان خير معلم .
نهى
شارك المقالة:
33 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم