الآيات التي وردت في الحديث عن خلق الإنسان ومراحله كثيرةٌ، إلا أنه لم يرد في القرآن الكريم لفظ الجنين صراحةً إلا مرةً واحدةً بصيغة الجمع وذلك في قوله تعالى: (هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ) وكان محور حديث بقية الآيات حول أطوار تخلُّق الإنسان والمراحل التي يمر بها في تلك الحقبة الزمنية من حياة الإنسان، ومن الآيات التي ذكرت كيفية تكوين الجنين:
كرَّم الله الإنسان على بقية الخلق بأن جعل له عقلاً يُميِّز به الأشياء، كما أنه تباركت أسماؤه قد خلقه بأبهى صورة ليتم التكريم ويكتمل، ثم جعله خليفةً في الأرض يعمرها وفق ضوابط كونيّة وشرعيّة، فإنْ هو خالف أحد تلك الضوابط فقد عرَّض نفسه لعقاب الله وسَخَطه، وقد أوجب المولى عزّ وجل لكل مخلوقٍ من عبيده حقوقاً تكفَّل بتأمينها وفق نظامٍ لا ظلم فيه ولا هضم، فمن تعرّض لحقٍ من تلك الحقوق الموهوبة لخلق الله دون وجه حق فقد اعتدى على حرمات الله وظلم نفسه ظلماً عظيماً، وللإنسان حقوقٌ منذ خلقه وهو جنين في طور التشكل والنمو في بطن أمه ومن العلماء من قال: إنّ حقوق الجنين تثبت بنفخ روحه، فما تعريف الجنين؟ ومتى تُنفخ الروح فيه؟ ذلك ما سيُجاب عنه بعون الله.
الجنين: مأخوذ من الاستتار، يُقال جَنَّهُ الليل يجُنُّه جَنَّاً وجَنَّ عليه جَنَّاً وجُنوناً وأجَنَّه الليل أي: سَتَرَه وهذا أصل المعنى وكل شيء يستر عنك فقد جَنَّ عنك، وبه سمي الجِنِّي لاستتاره واختفائه عن الأبصار، والجَنين: الولد ما دام في بطن أمه لاستتاره فيه، وقيل كل مستور جنين حتى إنهم ليقولون حقدٌ جنين وعرَّف الشافعية الجنين بأنه: اسم للولد ما دام في البطن