متى عيد الأم

الكاتب: خلود قصيباتي -
متى عيد الأم

متى عيد الأم.

 

عيد الأمّ

 
عيد الأم أو يوم الأم هو عبارة عن يوم يتمّ فيه الاحتفال بالأمهات وتكريمهنّ في مختلف الدول من جميع أنحاء العالم، وقد كانت بداية هذا العيد في الولايات المتحدة الأمريكيّة؛ حيث يُحتفَل بالأمهات في الأحد الثاني من شهر أيار/مايو من كلّ عام، فمنذ العصور الوسطى كان هناك تقليد يسمح للأشخاص الذين انتقلو للسكن بعيداً بزيارة أمّهاتهم ورعايتهم، واستمرّ ذلك إلى العصور الحديثة، ولكن بمُسمّى آخر هو يوم الأم أو عيد الأم.
 
وفي هذا اليوم يحتفل الأولاد بأمّهاتهم ويكرمونهنّ؛ للتفاني الشديد الذي بذلنَه تجاه أطفالهنّ، كما يُقدّمون لهنّ أسمى التهنئات، بالإضافة إلى الهدايا، شاكرين لهنّ على إنجابهم، وتربيتهم، والعناية بهم على الوجه الأمثل، والجدير بالذكر أن الأكثر شيوعاً هو احتفال العديد من البلدان بعيد الأم في الأحد الثاني من شهر أيار/مايو من كلّ عام، إلّا أنّ بلاداً أخرى تحتفل به في أيّامٍ مختلفة من السنة.
 

أصل عيد الأم

 
يرجع عيد الأم في أصله إلى الاحتفالات التي كانت تُقام عند الإغريق والرومان القُدامى، حيث أقاموا مهرجاناتٍ لتكريم الآلهة الأم رهيا وسيبيل، وفي العصور الحديثة أُقيم المهرجان المسيحيّ الذي هدف إلى الاحتفال بعيد الأم وعُرِف باسم أحد الأمومة، وقد كان هناك تقليد رئيس في المملكة المتّحدة وبعض أجزاء أوروبا، حيث تمّ الاحتفال في يوم الأحد الرابع من الصوم الكبير، حيث كان تقليداً مهمّاً يعود فيه الأشخاص المؤمنون إلى الكنيسة الأمّ الأقرب إلى مكان إقامتهم، ويقدّمون فيها خدمات خاصة، ومع مرور الوقت تحوّل هذا التقليد إلى احتفال أو مهرجان يحتفل بالأم والأمومة، يقدّم فيه الأطفال الزهور والهدايا لأمّهاتهم، والجدير بالذّكر أنّ هذه العادات بدأت تتلاشى تدريجياً إلى أن ظهر عيد الأم في الولايات المتحدة الأمريكيّة في الفترة ما بين الثلاثينيات والأربعينيات.
 
أمّا أصل عيد الأم الذي يُحتفَل به في الولايات المتحدة الأمريكيّة حديثاً، فيعود إلى القرن التاسع عشر، وكانت بدايته على يد آن ريفز جارفيس من ولاية فرجينيا الغربية، التي ساعدت على ظهور نوادٍ خاصّةٍ للأمهات؛ لتتعلم فيها النساء كيفية العناية بأطفالهن على الوجه الصحيح، وبعد فترة من الزمن اتّحدت هذه الأندية لتشكل قوّةً موحّدةً على الرغم من أنّ البلاد كانت مُقسَّمة بسبب الحرب الأهلية، وفي عام 1868م نظّمت آن جارفيس يوم الصداقة بين الأمهات، فكانت الأمهات يجتمعنَ في هذا اليوم مع الجنود الكونفدراليّين لتعزيز السِّلم، وقد ساهمت جوليا وارد هاو وهي ناشطة اجتماعية في تعزيز السلم العالمي من خلال كتابة إعلان يوم الأم، الذي دعت فيه الأمهات للاتحاد والمشاركة في تعزيز السلم العالمي، وفي عام 1873م قادت جوليا هاو حملة أسفرت عن الاحتفال بيوم الأمهات السلمي في الثاني من حزيران/يونيو من كل عام، كما شاركت كلّ من ماري تولس ساسين وفرانك هيرينغ في التنظيم لعيد الأم في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، حتى إنّ فرانك هيرينغ أصبح يُدعى من قِبَل البعض باسم أب عيد الأم.
 

دور آن جارفيس في عيد الأم

 
كانت لآن جارفيس جهود كيرة في اعتماد عيد الأم خاصّةً بعد وفاة والدتها، وقد عدّت آن جارفيس عيد الأم وسيلةً لتكريم الأمهات تبعاً للتضحيات التي يُقدّمنها لأطفالهنّ، وقد نظّمت جارفيس أول احتفال رسمي لعيد الأم في كنيسة في غرافتون في ولاية فرجينا الغربية بعد أن حصلت على دعم ماديٍّ من جون واناماكر وهو صاحب متجر في فيلادلفيا، وقد حضر هذا الاحتفال عدد كبير من الناس، وبعد أن رأت جارفيس النجاح الكبير لأول احتفال تنظّمه قررت أن تجعل من هذه المناسبة عطلةً رسميةً تُضاف إلى التقويم الخاص بالمناسبات في البلاد، وسارعت بحملة كتبت فيها إلى الصحف ورجال السياسة المعروفين تحثّهم على اعتماد يوم في السنة خاص للاحتفال بالأمهات وتكريمهن، وبالفعل نجحت جارفيس في الوصول إلى مُرادها، وما إن حلّ عام 1912م إلّا وقد اعتمدت العديد من الولايات والكنائس في الولايات المتحدة الأمريكية يوم الأم ليكون عطلة رسمية، بالإضافة إلى اعتماده في بعض الدول الأخرى.
 
وقد أنشأت آن جارفيس جمعية خاصة، وهي جمعية يوم الأم العالمي للمساعدة في الترويج للقضية التي تهتم بها، وفي عام 1914م وقع الرئيس وودرو ويلسون قراراً رسمياً يقضي باعتبار الأحد الثاني من أيار/مايو يوماً رسميّاً للاحتفال بعيد الأم، وبمجرد إعلان عيد الأم حتى أصبح أصحاب محلات الزهور والبطاقات والحلويات يحققون فائدة كبرى من هذه المناسبة ويروّجون لها، وعندها شعرت آن بالاشمئزاز من طريقة الترويج لهذه المناسبة، وأصبحت تحث الناس على عدم شراء الزهور وبطاقات المعايدة، وأن أهمية هذا اليوم تكمن فقط في الاهتمام بالأمهات وتقديرهن، وفي النهاية قامت آن جارفيس بالتنظيم لإلغاء عيد الأم وإزالة هذا اليوم من التقويم الوطني، وأقامت العديد من الدعاوى القضائية لمن يروّج لأي أمر باستخدام اسم عيد الأم، وبحلول عام 1948م تخلّت جارفيس عن اهتماماتها لاعتماد عيد الأم عطلةً رسميةً.
 

موقف الإسلام من عيد الأم

 
إنّ الاحتفال بعيد الأم في الإسلام هو بِدعة مُحدَثة والله أعلم، حيث يؤكد الإسلام على أهمية بِرّ الأم في جميع الأوقات وليس في وقت محدد من السنة، فلم يرد في الإسلام أنّه يجب تخصيص يوم للاحتفال بالأم، بل إنّه كرّمها ورفع مكانتها، كما نبّهت تعاليم الإسلام إلى أهمية برها وحذرت من هجرانها، والجدير بالذكر أنّه لا يوجد في الإسلام سوى عيدين، هما عيد الفطر وعيد الاضحى، وأيّ عيد غيرهما لا يمثل سوى التشبه بغير المسلمين، وهذا ما يتم اعتباره من المُحدَثات في الدين، كما أنّ الاحتفال بعيد الأم فيه موافقة لليهود والنصارى في الاحتفال بأعيادهم، وقد نهى الإسلام عن التشبّه بغير المسلمين، ويمكن القول إنّ عيد الأم لا أصل له في الإسلام، ولم يرد عنه شيء في كتب الأنبياء، كما لم يرد فيه حديث حتّى وإن كان ضعيفاً.
 
 
شارك المقالة:
89 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook