إنّ صيام رمضان يعني الإمساك عن الطعام والشراب والجماع من طلوع الفجر إلى مغيب الشمس يومياً بشكل متتالٍ لمدة شهر كامل، وقد اشتقت كلمة الصيام من الفعل صام أي امتنع، وكلمة رمضان اشتقت من الفعل الثلاثي رمض أي شق عليه حر الشمس خاصة وأن شهر رمضان كان غالباً ما يأتي خلال الصيف.
قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [البقرة: 183]، ويتضح من الآية السابقة أنّ الصيام كان موجوداً قبل الإسلام، لكن الدعوة المحمدية أقرّته بهيئة معينه، وكان ذلك في اليوم العاشر من شهر شعبان من السنة الثانية للهجرة، وعليه فإنّ النبي صلى الله عليه وسلم شهد تسعة رمضانات إلى أن وافته المنية بعد حجة الوداع في السنة الحادية عشر بعد الهجرة.
يعدّ الصيام الركن الرابع من أركان الإسلام الخمس فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله يقول: (بُنِيَ الإسلامُ على خمسٍ شَهادةِ أن لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ محمَّدًا رسولُ اللَّهِ وإقامِ الصَّلاةِ وإيتاءِ الزَّكاةِ وصَومِ رمضانَ وحجِّ البيتِ لمنِ استطاعَ إليهِ سبيلًا) [صحيح]، وهو من الأشهر الحُرُم أي التي حُرِم فيها قتال الأعداء.
لم يأمر الله سبحانه وتعالى بأي عبادة إلا ولها فوائدة جمة على الفرد والمجتمع، فأحكامه سبحانه غاية في الحكمة والكمال والإتقان، وفيما يتعلق بفريضة الصيام، وعليه فيمكن تلخيص الحكمة من مشروعية الصيام في ما يأتي:
موسوعة موضوع