وقعت خلال فترة النبوّة العديد من الغزوات التي كان لها الأثر الأكبر في رسم معالم الأمّة الإسلاميّة، وقد حصلت الكثير من المعارك والغزوات وخاصّة في الفترة التي بعد هجرة النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- إلى المدينة المنوّرة وتأسيس الدّولة الإسلاميّة فيها، فالجهاد لم يكن مسموحاً في بداية الدّعوة الإسلاميّة، ففرض الجهاد بعد الهجّرة إلى المدينة المنوّرة وتشكيل قوةٍ وكيانٍ مستقلٍ للمسلمين، وقد كانت جميع المعارك بلا استثناء معارك فاصلة، ومن المعارك الفاصلة التي حدثت وأثّرت على الدّولة الإسلاميّة غزوة الأحزاب، فمتى كانت غزوة الأحزاب، وما هي تفاصيلها وأسبابها؟
وقعت غزوة الأحزاب في شهر شوّال من العام الخامس للهجّرة النبويّة الشّريفة، وقد طالت أحداثها وعظُمت ما بين حصارٍ خانقٍ ومواجهاتٍ بسيطةٍ، وكانت تلك الأيّام من أكثر الأيّام التي عاش فيها المسلمون أيّاماً عصيبة، فقد واجهوا جميع أعدائهم في معركةٍ واحدةٍ، فالكلُّ يحيك لهم ويكيد بهم، وحال المسلمين كان عسيراً لولا تدخّل العناية الإلهيّة لتنقلب الهزيمة إلى نصر في نهاية المعركة، وفيما يأتي بيان مجريات ووقائع معركة الأحزاب.
كانت غزوة الأحزاب من أعظم المعارك التي قاتل فيها المسلمون، وقد تكاثر فيها المشركون عليهم وجمعوا لهم الجموع، ومن أبرز وأهمّ الأحداث والمُجريات التي حصلت في غزوة الأحزاب ما يأتي:
تسارعت الأحدث في غزوة الأحزاب بعد الحصار الشديد الذي عانى منه المسلمون، وقد كانت المراحل التي مرّت بها المعركة على النحو الآتي: