بعد الحديث عن نسبه واسمه، جدير بالذكر أن تتم الإجابة على السؤال القائل: متى ولد البخاري؟ وقد وُلدَ البخاري ليلة الجمعة في الثالث عشر من شهر شوال من عام 194 للهجرة، وعاش يتيمًا بعد أن مات أبوه وهو صغير، حفظ الإمام البخاري من الأحاديث الكثير واهتم بذلك من صغره، فقيل عنه إنَّه كان يحفظ ستين ألف حديث وهو في ابن ستة عشرة عامًا، وقد أصيب البخاري في نظره، فرأت أمُّه في الرؤيا أن إبراهيم الخليل -عليه السَّلام- يقول لها: "يا هذه، قد ردّ الله على ولدك بصرهُ بكثرة دعائك -أو قال: بكائك- فأصبح بصيرًا"، والله أعلم.
بعد الإجابة عن السؤال القائل: متى ولد البخاري سيتم المرور على كتاب صحيح البخاري، وهو الكتاب الجامع المسند الصحيح المختصر لحياة رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- وأقواله وأفعاله، وهو الكتاب الذي يُعرف باسم صحيح البخاري، وهو أصدق الكتب والمصادر التشريعية عند أهل السنة والجماعة بعد القرآن الكريم، وقد ألّف وصنَّف هذا الكتاب الإمام البخاري وهو محمد بن اسماعيل البخاري من مدينة بخارى، وقد أخذ جمعه وتحقيقه ستة عشر عامًا من حياة البخاري، وقيل إنَّ البخاري اختار أحاديث الصحيح من ستمئة ألف حديث قام بجمعها عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- فحفظ بعضها وقبله وصححه ورفض الآخر، وهو أحد كتب الجوامع التي تضمنت كلَّ الأبواب التي تتناولها الأحاديث الشريفة؛ كالعقيدة والتفاسير والأحكام
استقرَّ الإمام البخاري في آخر أيام حياته في إحدى قُرى سمرقند واسمها قرية "خرتنك" وأمضى أواخر حياته صحبة بعض أقاربه الذين كانوا يعيشون في تلك القرية، فمرض واشتدَّ به المرض، حتَّى سمعه أحد الناس يقول في إحدى الليالي: "اللهم إنَّه قد ضاقت عليَّ الأرض بما رَحُبَت، فاقبضني إليك"، فما تمَّ الشهر حتى مات"، ود تُوفِّيَ في ليلة السبت في ليلة عيد الفطر وقتَ صلاة العشاء ودُفن في يوم الفطر في قرية "خرتنك" وكان هذا عام 256 للهجرة وقد عاش 62 عامًا إلَّا ثلاثة عشر يومًا، والله تعالى أعلم